هدفان متأخران يقودان فرنسا إلى ربع النهائي وينهيان مشوار نيجيريا في المونديال

منتخب الديوك محا مهزلة 2010 واقترب خطوة جديدة نحو تكرار إنجاز 1998

بوغبا نجم فرنسا (يمين) يسدد برأسه نحو مرمى نيجيريا مسجلا هدف منتخب بلاده الأول (رويترز) - الفرنسي بوغبا يحتفل بهدفه (أ.ف.ب)
TT

ظل منتخب نيجيريا منافسا صامدا لمدة 79 دقيقة لكنه انحنى أمام الضغط الفرنسي وتلقت شباكه هدفين في وقت متأخر وضعا منتخب الديوك في دور الثمانية لبطولة كأس العالم بينما ودع ممثل أفريقيا المونديال البرازيلي أمس على استاد ماني غارينشا الوطني في برازيليا.

وواصل المنتخب الفرنسي زحفه نحو تكرار إنجاز 1998 عندما حصد اللقب، ويدين المنتخب الفرنسي بتخطي الدور الثاني بصيغته الحالية للمرة الرابعة (1986 على حساب إيطاليا، و1998 على حساب الباراغواي، و2006 على حساب إسبانيا)، إلى لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي بول بوغبا الذي منحه التقدم في الدقيقة 79 قبل أن يهديه قائد أبطال أفريقيا جوزف يوبو الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع عن طريق الخطأ.

وقد عانى فريق المدرب ديدييه ديشامب للخروج فائزا أمام أبطال أفريقيا وقدم أداء مخالفا لما قدمه من مستوى مميز في مباراتيه الأوليين حين تغلب على هندوراس 3 / صفر وسويسرا 5 / 2، بفضل ثلاثة أهداف من كريم بنزيمة الذي كان خلف هدفين آخرين، لكنه حقق المطلوب وحجز بطاقته إلى ربع النهائي بعدما حسم مواجهته الأولى مع «النسور الممتازة» على الصعيد الرسمي (تواجها وديا مرة واحدة عام 2009 وفازت نيجيريا 1 - صفر في سانت اتيان).

وتمني فرنسا النفس بأن يقف التاريخ إلى جانبها مجددا، وذلك لأن منتخب «الديوك» وصل على الأقل إلى الدور نصف النهائي في المناسبات الخمس الأخيرة التي تجاوز فيها الدور الأول، وذلك عام 1958 (حل ثالثا) و1982 (حل رابعا) و1986 (حل ثالثا) و1998 (توج باللقب) و2006 (وصل إلى المباراة النهائية).

أما بالنسبة لنيجيريا فكان منتخب «النسور الممتازة» يخوض الدور الثاني للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1994 و1998، لكنه فشل في أن يصبح رابع منتخب من القارة السمراء يصل إلى الدور ربع النهائي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).

وكما كان متوقعا، افتقد المنتخب الفرنسي جهود مدافع ليفربول الإنجليزي مامادو ساكو الذي يعاني من إصابة في فخذه اليسرى، وقد حل بدلا منه مدافع آرسنال الإنجليزي لوران كوسييلني.

أما في المقدمة فأشرك ديشان مهاجم آرسنال أوليفييه جيرو إلى جانب كريم بنزيمة، كما كانت الحال في مباراة الجولة الثانية من الدور الأول ضد سويسرا (5 - 2)، كما عاد إلى التشكيلة الأساسية ماتيو ديبوشي وباتريس ايفرا بعد أن غابا عن لقاء الإكوادور (صفر - صفر) في المباراة السابقة.

وعاد أيضا إلى التشكيلة الأساسية ماتيو فالبوينا بعد أن ارتاح في مباراة الإكوادور، كما حال يوهان كاباي الذي غاب عن اللقاء الأخير بسبب الإيقاف، بينما فضل ديشان لاعب وسط يوفنتوس بوغبا على موسى سيسوكو. أما بالنسبة لنيجيريا، فلم يجرِ المدرب ستيفن كيشي سوى تعديل واحد على التشكيلة التي خسرت المباراة الأخيرة ضد الأرجنتين وتمثلت بمشاركة جناح تشيلسي الإنجليزي فيكتور موزس على حساب ميكايل باباتوندي الذي يعاني من كسر في معصم يده.

وخاض كيشي المباراة بمهاجم واحد هو إيمانويل إيمينيكي وبمؤازرة موزس وأحمد موسى الذي سجل الهدفين ضد الأرجنتين.

وكانت المباراة مميزة للقائد جوزف يوبو إذا خاض مباراته العاشرة في النهائيات وأصبح صاحب الرقم القياسي النيجيري من حيث المشاركات في العرس الكروي العالمي، متفوقا على جاي جاي أوكوتشا.

وجاءت بداية المباراة لمصلحة نيجيريا حيث فرض بطل أفريقيا سيطرته الميدانية دون أن يتمكن من تهديد مرمى هوغو لوريس، بينما سجل الفرنسيون فرصتهم الأولى في الدقيقة 15 عندما وصلت الكرة من بنزيمة إلى جيرو الذي أطاح بها بجانب القائم الأيمن لمرمى فينسينت اينياما.

ولم تكن حال تسديدة ايمينيكي إثر ركلة حرة في موقع مثالي لنيجيريا أفضل من محاولة جيرو، إذ أطاح بالكرة في المدرجات في الدقيقة 17، ثم اعتقد منتخب «النسور الممتازة» أنه افتتح التسجيل إثر ركلة حرة نفذها موسى وصلت على أثرها الكرة إلى ايمينيكي الذي سددها على يمين لوريس، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل في الدقيقة 19.

ورد الفرنسيون بفرصة خطيرة جدا إثر هجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة إلى فالبوينا على الجهة اليمنى فتقدم بها ثم لعبها عرضية فتلقفها بوغبا «طائرة»، لكن اينياما تعملق وأنقذ فريقه في الدقيقة 22.

وبدأ الشوط الثاني كما كانت حال الأول حيث فرض المنتخب النيجيري أفضليته الميدانية قبل أن يتعرض لضربة بإصابة أوغيني أونازي بالتواء في كاحله بعد تدخل قاس من ماتويدي، ما اضطر كيشي إلى إجراء تبديل اضطراري بإدخال روبن غابرييل مكان لاعب وسط لاتسيو الإيطالي في الدقيقة 59.

ومع مرور ساعة على بداية المباراة ودون أي تحسن في الأداء الفرنسي، احتكم ديشامب إلى لاعب وسط ريال سوسييداد الفرنسي أنطوان غريزمان الذي دخل بدلا من جيرو بعد أن فشل الأخير بترك بصمته في المباراة، ما جعل بنزيمة رأس الحربة الوحيد.

وكانت نيجيريا قريبة جدا من افتتاح التسجيل قبل أن يلمس غريزمان الكرة، وذلك بتسديدة بعيدة صاروخية من أودموينغي، لكن لوريس تألق وأنقذ «الديوك» في الدقيقة 64.

ثم تحول الخطر إلى الجهة المقابلة حيث حصل بنزيمة على فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل بعدما تبادل الكرة مع غريزمان، وانفرد باينياما الذي حاول اعتراض محاولة مهاجم ريال مدريد الإسباني، لكن الكرة ارتدت منه وواصلت مسارها نحو المرمى قبل أن يتدخل موزس ليشتتها قبل أن تتهادى في الشباك في الدقيقة 70.

وواصل الفرنسيون اندفاعهم وكانوا قريبين من افتتاح التسجيل من فرصة مزدوجة بدأت من ركلة ركنية أخطأ الدفاع في التعامل معها فوصلت الكرة إلى بنزيمة الموجود على القائم الأيسر فسددها لكن الدفاع تدخل وأبعدها قبل أن تدخل الشباك، لكنها وصلت إلى كاباي الذي أطلقها صاروخية من خارج المنطقة لكن العارضة نابت عن اينياما وأنقذت نيجيريا في الدقيقة 77، ثم اتبعها بنزيمة بكرة رأسية قوية ومن مسافة قريبة لكن حارس ليل تعملق وحرمه من هدفه الرابع.

وأثمر الضغط الفرنسي بعد ثوانٍ عن هدف الافتتاح وجاء إثر ركلة ركنية نفذها فالبوينا من الجهة اليسرى فاخطأ اينياما هذه المرة في اعتراضها بالشكل المناسب، فدفع الثمن غاليا لأن الكرة سقطت أمام بوغبا الذي تابعها برأسه في الشباك الخالية في الدقيقة 79.

وكاد غريزمان أن يوجه الضربة القاضية لأبطال أفريقيا عندما كسر مصيدة التسلل وتوغل في الجهة اليسرى قبل أن يطلق كرة صاروخية لكنه اصطدم بتألق اينياما في الدقيقة 84 الذي انحنى مجددا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، وهذه المرة بالنيران الصديقة بعد أن حول القائد يوبو الكرة في الشباك عن طريق الخطأ إثر عرضية من فالبوينا إلى غريزمان.