منظمة الأمن والتعاون الأوروبية تقلص عمليات المراقبة في أوكرانيا

مقتل ثالث صحافي روسي في الصراع * جولة مباحثات رباعية جديدة لتسوية الأزمة

متطوعون أوكرانيون خارج نقطة تفتيش بالقرب من لوهانسك بشرق أوكرانيا أمس (إ.ب.أ)
TT

قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس إنها قلصت عمليات المراقبة التي تقوم بها في شرق أوكرانيا وجمدت إرسال أي فرق جديدة بعد احتجاز ثمانية من مراقبيها طوال شهر. وقال نائب رئيس عمليات المراقبة في المنظمة ألكسندر هيغ إن المراقبين الثمانية لم يمسهم أي أذى وأفرج عنهم بلا شروط. وكان قد أفرج عن أربعة مراقبين يوم الجمعة ثم أفرج عن الأربعة الباقين أول من أمس. لكنه صرح بأن المنظمة، ومقرها فيينا، قلصت أنشطتها في شرق أوكرانيا، حيث يقاتل انفصاليون في شرق البلاد، الذي تقطنه غالبية ناطقة بالروسية، قوات حكومة كييف منذ أن ضمت روسيا منطقة القرم الأوكرانية في مارس (آذار).

وكانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 57 دولة قد أوفدت مراقبين إلى أوكرانيا للتأكد من التزام كل الأطراف بإعلان رباعي يعمل على عدم تصعيد الأزمة جرى التوصل إليه في جنيف في أبريل (نيسان).

وقال هيغ للصحافيين في فيينا: «نتطلع إلى اليوم الذي يمكننا فيه استئناف أنشطتنا في شرق أوكرانيا بكامل قوتها، لكن حتى يحدث هذا نحتاج إلى عدد من التحسينات. نريد اختفاء السلاح، نريد اختفاء نقاط التفتيش، ونريد حرية الحركة».

من جهة أخرى عقد زعماء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا جولة جديدة من المباحثات بشأن سبل تسوية الصراع في شرق أوكرانيا. وتتزامن الجولة، التي جرت أمس، مع دعوة فرنسا وألمانيا الحكومة الأوكرانية لتمديد فترة وقف إطلاق النار من جانب واحد في القتال مع المتمردين الانفصاليين في مناطق شرق أوكرانيا.

وطالبت الحكومة الألمانية روسيا ببذل مزيد من الجهود لحل الأزمة الأوكرانية سلميا. وأشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس إلى أن هناك شروطا أخرى يتعين تنفيذها عقب إطلاق سراح مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين احتجزوا شرق أوكرانيا.

وكان من المقرر أن تنتهي أمس المهلة التي أعطاها الاتحاد الأوروبي لروسيا لتهدئة الأوضاع في أوكرانيا.

وفي حال عدم الاستجابة، يعتزم رؤساء دول وحكومات الاتحاد فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.

ومن المقرر إجراء اجتماع عبر الهاتف بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء فرنسا وروسيا وأوكرانيا. وكان متوقعا أيضا أن ينتهي مساء أمس وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. واتهم زايبرت الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا بانتهاك الهدنة. وعن الشروط الأخرى المنتظر أن تنفذها روسيا، ذكر المتحدث أنها متمثلة في قبول إجراء «مفاوضات جوهرية» حول خطة سلام بوروشينكو وفتح ثلاثة معابر حدودية يسيطر عليها انفصاليون، وإيجاد آلية لمراقبة وقف إطلاق النار والحدود من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

في غضون ذلك، قتل مصور تلفزيون روسي خلال الليل في إطلاق نار في شرق أوكرانيا فيما قالت موسكو إنه يقوض الثقة في رغبة كييف في التوصل إلى حل سلمي للصراع المستمر منذ عدة أسابيع. وكان أناتولي كليان (68 سنة) يعمل للقناة الأولى المملوكة للدولة، وهو ثالث صحافي روسي يقتل منذ أن بدأ انفصاليون موالون لروسيا انتفاضة ضد الحكم المركزي في أبريل. وقالت القناة على موقعها على الإنترنت إن كليان أصيب بالرصاص في معدته أثناء مرافقته لمجموعة من أمهات الجنود أثناء نقلهن إلى وحدة عسكرية موالية لكييف؛ «للقاء أولادهن واصطحابهم إلى المنزل». وقالت القناة الأولى إن الحافلة التي كانت تقل الأمهات والصحافيين انسحبت بعد تعرضها لإطلاق نار لدى اقترابها من القاعدة.

وقتل كليان عندما تعرضت مجموعة من الأشخاص لمزيد من إطلاق نيران الأسلحة الآلية بعد مغادرة الحافلة. ولم يرد تعقيب فوري من قوات الجيش الأوكراني أو من حكومة كييف. واحتجت موسكو على الحادث وجددت الدعوة إلى وقف العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية في دونيتسك ومنطقة لوجانسك حيث استولى الانفصاليون على مبان حكومية وترسانات أسلحة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «موت صحافي روسي يبين بطريقة مقنعة مرة أخرى أن القوات الأوكرانية لا تريد تهدئة الصراع الدائر في شرق البلاد». وقالت: «إنهم يعرقلون بالفعل وقفا هشا لإطلاق النار». ويوم 17 يونيو (حزيران) قتل مراسل روسي ومهندس صوت بالتلفزيون الحكومي بقذيفة مورتر في اشتباكات بالقرب من مدينة لوجانسك بشرق البلاد. واستمرت أعمال العنف المتفرقة في شرق أوكرانيا رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يوم 20 يونيو للسماح بإجراء محادثات سلام مع الانفصاليين.