مسؤول مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي: نحارب «داعش» على الإنترنت

قال لـ «الشرق الأوسط» إن هناك تعاونا مع تركيا والأردن ولبنان لوقف تدفق المقاتلين إلى سوريا

جيل دي كيرشوف المسؤول الأول عن ملف مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي
TT

قال جيل دي كيرشوف المسؤول الأول عن ملف مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يجري حاليا مشاورات مع مسؤولين في شركات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الذي ينشط على الشبكة العنكبوتية لتجنيد مقاتلين للسفر إلى سوريا. كما أشار إلى تعاون الاتحاد الأوروبي مع أطراف داخل سوريا، وخاصة في «المناطق المحررة»، لمواجهة القادمين من الخارج للمشاركة في القتال، منوها بتركيز أوروبا على التعاون مع تركيا والأردن ولبنان لتفادي وصول المزيد من المقاتلين الأجانب إلى سوريا. وقال دي كيرشوف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «قلقا أوروبيا بالغا بسبب التطورات الحالية في العراق، خاصة فيما يتعلق بانتشار (داعش) وتركيزها حاليا على المناطق القريبة من بغداد. ونحن نتأثر بشدة بسبب ما يحدث في العراق، وخاصة محاولة (داعش) تحقيق هدفها في تثبيت دولة الخلافة في العراق، وواضح أن البعض تجذبه مثل هذه الجماعات، وذلك واضح من خلال سفر أشخاص من أوروبا وشمال أفريقيا للانضمام إلى التنظيم والقتال معه في العراق وسوريا»، وتابع: «نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في العراق ووحدة أراضيه، ولذلك سوف نبذل أقصى جهودنا في أوروبا لإقناع رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل حكومة تشمل كل الجماعات السنية والشيعية والأكراد».

وبشأن مواجهة سفر «الجهاديين» الأوروبيين إلى سوريا والعراق، قال دي كيرشوف: «نعمل دائما من أجل إيجاد الحلول وتطبيقها على أرض الواقع، وأولها الوقاية. ونحن نعمل بشكل وثيق مع المجتمع المدني ومع مكاتب الشرطة والعائلات والمعلمين لمواجهة المخاطر والبحث عن علامات التطرف لمواجهتها مبكرا، كما نعمل أيضا على مواجهة الرسائل المتشددة على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال التواصل مع تلك الشبكات، وبدأنا أخيرا حوارا مع أكبر الشبكات متعددة الجنسيات، ومنها (تويتر) و(فيسبوك) و(يوتيوب)، خاصة بعد أن لاحظنا أن (داعش) ناشطة جدا على تلك الشبكات، ونحن نريد أن نمنع نشر تلك الرسائل».

وتابع: «نعمل أيضا مع شركات الطيران للانضمام إلينا في العمل المشترك من خلال توفير الأدوات والموارد اللازمة كي نصل إلى أقصى درجة من المنع للأشخاص الذين يرغبون في السفر للقتال مع تلك الجماعات، وتوقيفهم عند الضرورة ومراقبتهم أو اعتقالهم بعد العودة من هناك. وأعتقد أن عددا من هؤلاء ليسوا بمجرمين، ولكن هم بحاجة إلى معالجة نفسية خاصة وتعامل مختلف».

وبشأن التعاون مع دول الجوار السوري في هذا الخصوص، قال دي كيرشوف: «لدينا علاقات تعاون جيدة مع دول الجوار السوري، ونعمل كل ما بوسعنا لمساعدة تلك الدول على تفادي الضرر جراء تسفير أشخاص من أوروبا وغيرها للمشاركة في العمليات القتالية، وعلى سبيل المثال تركيا. وقد أجرينا مناقشات مكثفة مع الأتراك لتحديد استراتيجية للتواصل وتبادل المعلومات بيننا. ونسعى أيضا لتعزيز التعاون مع دول أخرى، مثل لبنان والأردن، وأيضا مع المناطق المحررة داخل سوريا لمواجهة المتشددين الراديكاليين».

وبشأن نسبة نجاح الاتحاد الأوروبي في مواجهة انخراط الشباب الأوروبي في صفوف الجماعات المقاتلة في سوريا، أوضح دي كيرشوف بأنه «من الصعب إعطاء نسبة معينة لأن «البعض يرى أن الأمور لا تسير على ما يرام خاصة في أعقاب حادث إطلاق الرصاص في المتحف اليهودي ببروكسل، في 24 مايو (أيار) الماضي، واشتبه بتنفيذه في شاب مسلم فرنسي الجنسية عائد من سوريا، بينما يرى البعض الآخر أن ما ننفذه من حملات توقيف واعتقال لأشخاص متورطين في الإرهاب، في بريطانيا وإسبانيا وأيضا في بلجيكا وفرنسا، يعد أمرا بالغ الأهمية». ويقدر دي كيرشوف أن عدد الذين ذهبوا للقتال في سوريا والعراق من دول أوروبا تجاوز ألفي شخص، وأن هناك مؤشرات على أن «داعش» شرعت في تدريب بعض عناصرها لتنفيذ هجمات داخل أوروبا.