عم أبو عيشة المتهم الرئيس بقتل الإسرائيليين: آخر مرة شاهدناه كانت يوم اختفائهم

أبو باجس قال لـ إن ابنهم «مرتاح ماديا ولم يكن يخطط لتخريب حياته»

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لعامر أبو عيشة ومروان القواسمي المتهمين بقتل المستوطنين («الشرق الأوسط»)
TT

قال محمد أبو عيشة (أبو باجس)، وهو أحد أعمام عامر أبو عيشة المتهم الرئيس من قبل إسرائيل باختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة إيال يفراح (19 عاما)، وجلعاد شعار (16 عاما) ونفتالي فرانكل (16 عاما) في عملية اختطاف جرت الشهر الماضي قرب الخليل، إن الرواية الإسرائيلية «ضعيفة ومرتبكة وغير صحيحة».

وشكك أبو عيشة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، في صحة اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة، واصفا ما جرى بأنه فيلم هندي. وقال: «إنه فيلم هندي رديء دون صورة ودون ترجمة ودون إخراج كذلك».

وردا على سؤال حول متى كانت آخر مرة شاهدوا فيها ابنهم عامر، قال أبو عيشة إنها كانت في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن اختفاء المستوطنين، إذ أبلغ زوجته أنه ذاهب إلى منطقة العيزرية القريبة من القدس في مهمة عمل. ويملك عامر ورشة حدادة، ويتنقل في كل مدن الضفة الغربية لإنجاز أعماله.

وينقسم الشارع الفلسطيني حول حقيقة هذه العملية، ويشارك كثير من الفلسطينيين أبو باجس في آرائه حول العملية، ويعتقدون أنها «مفبركة». ويجاهر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» بهذا الرأي ويصفون ما يحدث بأنه مسرحية. وقال أبو باجس: «عامر متزوج ولديه ثلاثة أطفال، غادر من دون أن يودع زوجته أو أطفاله أو أيا من عائلته، وهو مرتاح ماديا وله أموال كثيرة في السوق، ويعمل على استكمال بناء شقق جديدة، وحياته لا تشير إلى أنه يريد أن ينهيها أو يخطط لتخريبها».

ونفى أبو عيشة علاقة عامر بحركة حماس كما تقول إسرائيل. وقال: «لم نشعر في يوم انه منتمٍ إلى حماس.. يصلي لكنه غير متعصب لأي فصيل». وأضاف: «عامر أيضا مريض، ولا يستطيع بذل جهد كبير بعد إصابته في الدماغ بحادث سير، فكيف يتمكن من خطف ثلاثة؟!.. هذا شبه مستحيل». ووصف أبو باجس ابن شقيقه بأنه منكب على العمل وغير اجتماعي. وتتهم إسرائيل أبو عيشة إلى جانب مروان القواسمي باختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أمس إن العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية لن تنتهي قبل اعتقالهما.

وكانت إسرائيل حققت مع عائلة أبو عيشة ميدانيا ومع زوجته وأقربائه. وقال أبو باجس إن التحقيق الميداني تركز على أصدقاء ومعارف عامر وعلاقاته وأين يمكن أن يكون الآن.

وركزت إسرائيل البحث عن أبو عيشة والقواسمي أمس في مناطق قريبة من حلحول شمال الخليل حيث عثر على جثث المستوطنين. ودلت التحقيقات الإسرائيلية على أن الخاطفين قتلوا المستوطنين فورا ولاذوا بالفرار.

وقال أبو باجس، الذي يعتقد أن ابنهم معتقل لدى إسرائيل، إن الإسرائيليين «يستخدمون أبناءنا لتنفيذ مخطط كبير في الضفة وغزة»، وأضاف: «نحمل إسرائيل المسؤولية عن حياة ابننا».

وانتقمت إسرائيل فورا من عائلتي أبو عيشة والقواسمي وفجرت منازلهما. وقال أبو باجس إن الجيش الإسرائيلي فجر عمارة من خمس شقق سكنية «في حالة هستيرية».

وأوضح: «حاصر 300 جندي إسرائيلي المنزل ومنعوا أحدا من الجيران من مشاهدة ما يحدث ولا حتى الوقوف على النوافذ، دخلوا المنزل وركزوا على بيت عامر، بدأوا بتحطيم الواجهات والأثاث عبر مطارق كبيرة ومن ثم فجروا العمارة وسط صراخ النساء والأطفال».

وتعتقل إسرائيل والد عامر وأشقاءه الأربعة منذ أيام وفعلت أمرا مشابها مع عائلة القواسمي الذي نقل بعض أفرادها إلى المشفى في حالة انهيار بعد تفجير منزلهم. ولم تعقب حركة حماس رسميا على اتهامات إسرائيل، ونفت علمها بحادثة الاختطاف، كما شككت فيها كذلك، وهو الأمر الذي يرجح أن يكون أبو عيشة والقواسمي أخذوا المسألة على عاتقهم الشخصي، أو أنهم غير متورطين كما تقول عائلاتهم.