استقالة المبعوث الأميركي إلى أفغانستان

ثمانية قتلى في عملية انتحارية ضد الجيش في كابل

TT

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان أمس أن المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى أفغانستان جيمس دوبينز سيغادر مهامه وسيحل محله نائبه دانيال فلدمان، في حين تمر العلاقات بين كابل وواشنطن بمرحلة حرجة. وتأتي استقالة دوبينز في ختام مهمته التي امتدت على مدى عام، بينما أرجئ إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية الأفغانية خمسة أيام للتحقيق في شبهات بالتزوير تهدد بشل الاستحقاق ودفع البلاد إلى عدم الاستقرار السياسي. وكان دوبينز الدبلوماسي المخضرم رفع العلم الأميركي على مبنى السفارة الأميركية في كابل بعد سقوط نظام طالبان في 2001.

وقال كيري في بيان إن «علاقته مع الرئيس (الأفغاني حميد) كرزاي كانت لا تقدر بثمن، خصوصا في اللحظات الصعبة»، مذكرا بأن دوبينز «اضطلع بدور كبير في المفاوضات الميدانية حول الاتفاق الأمني» الثنائي بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، والذي وعد المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الأفغانية بتوقيعه. وعمل هذا الدبلوماسي على «التحضير لانتخابات تاريخية وتطوير تعاوننا في مكافحة الإرهاب مع باكستان وعلى التحضير لعملية انتقالية للشعب الأفغاني»، بحسب كيري. وجيمس دوبينز عين مبعوثا خاصا لأفغانستان في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. كما مثل واشنطن في مؤتمر بون في ديسمبر (كانون الأول) 2001 الذي أسهم، بعد سقوط طالبان مباشرة في تشكيل حكومة أفغانية جديدة برئاسة حميد كرزاي. وأضاف كيري أن خلفه دانيال فلدمان «لم يكن في قلب التزامنا الدبلوماسي مع أفغانستان وباكستان وحسب، لكنه أيضا أحد مهندسيه الأكثر إدراكا وتعقلا» الذي لعب «دورا مركزيا جدا في تعزيز علاقاتنا مع باكستان». ويبقى هدف فلدمان هو نفسه «متابعة وتطبيق السياسات والبرامج التي تدعم مصالحنا في مجال الأمن القومي بأن يعم الأمن والاستقرار والازدهار في أفغانستان وباكستان».

في سياق متصل، أدت عملية انتحارية نفذتها حركة طالبان ضد حافلة للجيش الأفغاني إلى مقتل ثمانية ضباط في كابل أمس، في دليل جديد على قدرة المتمردين المتزايدة على استهداف قلب العاصمة قبل أشهر قليلة من انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي. ووقع الهجوم قرابة السابعة صباح أمس، واستهدف حافلة للقوات الجوية كانت تسير في غرب العاصمة الأفغانية وعلى متنها ضباط، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال ظاهر عظيمي. وندد المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي «بشدة» بالهجوم في حسابه على موقع «تويتر».

وتبنت حركة طالبان العملية وأكد المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد على موقع «تويتر» مقتل ركاب الحافلة الذين يتراوح عددهم بحسبه بين 25 و30 شخصا، مع الإشارة إلى أن حركة طالبان غالبا ما تبالغ في حصيلة الهجمات من هذا النوع. وأوضح المتحدث أن الاعتداء نفذه «مقاتل استشهادي» يدعى الملا رحمة الله ومتحدر من ولاية زابل أحد معاقل طالبان في جنوب البلاد. وقد وصل راجلا وفجّر سترة مفخخة كان يرتديها.

وتعود آخر عملية انتحارية في كابل إلى 7 يونيو (حزيران) عندما استهدف انفجاران موكب المرشح للانتخابات الرئاسية عبد الله عبد الله، ما أدى إلى سقوط 12 قتيلا بينهم عدد من عناصر فريقه. وشهد سباق الانتخابات الرئاسية الأفغانية التي جرت في جولتين في 5 يونيو و14 يونيو أعمال عنف متفرقة، بينها اعتداءات استهدفت أجانب في كابل في الربيع الماضي.