تصل تكاليف السفر إلى البرازيل إلى مبالغ كبيرة، عكس ما قد يتوقعه الزوار، وبالأخص أثناء إقامة بطولة مثل كأس العالم. بالتالي، فإن أفضل خيار بالنسبة إلى الشباب الذين لا يريدون صرف مبالغ عالية مع الوجود في ظل أجواء كرة القدم، أحد أفضل الخيارات هو بيت الشباب: جول باكباكرز في ساو باولو. ويقع جول باكباكرز بالقرب من شارع باوليستا - الذي يعد المركز المالي والثقافي للمدينة - ويعد بمثابة بيت رياضي للشباب. وقد أسسه أربعة أصدقاء، يشجع كل فرد منهم ناديا مختلفا، وجرى تزيينه من خلال الكتابة على الجدران واللوحات ذات الصلة بالرياضة وكرة القدم. في قسم الاستقبال، يشاهد الضيوف المباريات على جهاز شاشة التلفاز، ولكن عندما تلعب البرازيل، لن تجد تلك الشاشة ملبية للحاجة. وحسب ما ذكرته ناتاليا نيكوليتشي، التي تدير جول باكباكرز: «وضعنا شاشة كبيرة بالخارج لكي يأتي الكثير من الناس ويشاهدوا المباريات هنا. كما قمنا بابتكار مناسبات على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الناس».
يعبر كل شيء في بيت الشباب جول باكباكرز - بدءا من دخول المكان وحتى غرف النوم - عن التقدير للعبة كرة القدم، ويكن كل واحد من المقيمين الانتماء والتشجيع إلى أحد النوادي المحلية، مثل أندية ساو باولو، وبورتوغيزا، وكورينثيانز، وبالميراس، وسانتوس. كما تعد الرسوم الكاريكاتيرية للمشاهير من اللاعبين - أمثال ميشال بلاتيني، وبوبي تشارلتون، وباولو روسي - جزءا من الديكور الذي يزين المكان.
وأوضحت نيكوليتشي أن الضيوف لن يتمكنوا جميعا من حضور المباريات التي تقام في المدينة، قائلة: «هناك بعض الضيوف الذين جاءوا لمشاهدة المباريات هنا في ساو باولو وأيضا في مناطق أخرى بالبرازيل، ولكن يوجد البعض ممن جاءوا فقط لزيارة البرازيل، نظرا لأنهم لم يحصلوا على تذاكر، ولكنهم جاءوا لكي يستمتعوا بالأجواء هنا».
وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى غريفان برانبل، السائح الأميركي الذي يقوم بجولة حول أميركا اللاتينية؛ حيث ذكر أنه قرر أن يبدأ رحلته في البرازيل، لا سيما بسبب المونديال، ورغم أنه لم يكن يوما من الأيام من المهتمين بكرة القدم، فإنه استمتع بالأجواء التي وجد بها كونه في مكان مخصص لعرض لقاءات البطولة العالمية. وذكر قائلا: «يعد هذا المكان أكثر جاذبية. يمكنك مقابلة الكثير من الأشخاص في المساحة التي توجد بالخارج. ويأتي الكثير من الأشخاص لمشاهدة المباريات على الشاشات، حيث من السهل على الناس جلب المتعة لأنفسهم، وخاصة أثناء بطولة كبيرة مثل كأس العالم».
ومع ذلك، فكما كان متوقعا، جاء الآخرون فقط من أجل مشاهدة منتخباتهم الوطنية، مثل أندريس سلتو من أوروغواي الذي ذكر: «أحب دائما الذهاب إلى الملاعب ومشاهدة كرة القدم. وكنت أخشى ألا أتمكن من الوجود هنا لأن تأهل منتخب الأوروغواي إلى المونديال جاء في اللحظة الأخيرة. كما أنه رحب بفكرة وجود مكان مخصص لكرة القدم في هذه الفترة، قائلا: «إنه لأمر جيد أن توجد في مكان لن تشاهد فيه النشرات الإخبارية على شاشات التلفزيون، ولكنك تشاهد - بدلا من ذلك - مباريات كرة القدم».
ويتمنى غورسل إييبنر من تركيا، أن يكون بمقدوره الحصول على تذاكر من أجل مشاهدة مباريات بطولة كأس العالم. كما ينوي - في حال عدم استطاعة الحصول عليها - مشاهدة تلك المباريات على شاشات التلفزيون، وذكر: «إنني متحمس للغاية لمشاهدة كرة القدم، وقد اعتدت على لعب الكرة عندما كنت طفلا». وذكر غورسل عن توقعاته بشأن مباريات الكأس: «كل الأجيال وُلدت وهي تعلم أن البرازيل هي منبع مواهب كرة القدم. دائما ما تكون البرازيل هي الأفضل، ولكنني سئمت من تكرار فوز البرازيل بالبطولة».
ويعتزم البلجيكي فيليب إيربورت، مشاهدة أربع مباريات في البرازيل. إنها المرة الأولى له التي يسافر فيها إلى البرازيل من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم. وقال: «أحب حقا كرة القدم، وهذه هي المرة الأولى التي تتأهل فيها بلجيكا لبطولة كأس العالم في غضون اثنتي عشرة سنة». كما أنه سعيدٌ بطريقة استقباله هنا، قائلا: «البرازيليون شعب ودود حقا، ويبدو أيضا أنهم يستمتعون بوجود العديد من الزوار من البلدان الأخرى في وطنهم».