ماجر ورفاقه ما زالوا يتربعون على القمة في قلوب أنصار الخضر

الجماهير والصحف تطالب ببقاء المدرب خليلودزيتش

خليلودزيتش لقي دعما كبيرا من الجزائريين بعد الأداء اللافت لمنتخبهم في المونديال (رويترز)
TT

انطلقت حملة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين وزادت حدتها الأربعاء للمطالبة ببقاء مدرب المنتخب الجزائري البوسني وحيد خليلودزيتش بعد المشاركة التاريخية للخضر في مونديال البرازيل.

وتحت شعار «الشعب يريد بقاء وحيد» المقتبس من شعارات دول الربيع العربي «الشعب يريد إسقاط النظام» بدأ عشرات الآلاف من مستخدمي «فيس بوك» حملة للمطالبة بمواصلة المشوار مع المدرب الذي حقق إنجازا غير مسبوق بتأهل الجزائر إلى الدور الثاني بينما كانت تخرج في المشاركات الثلاث السابقة من الدور الأول.

وألحقت بالحملة صحف كبيرة مثل «الخبر» و«النهار» (تطبعان 800 ألف نسخة يوميا) للمطالبة ببقاء الناخب الجزائري.

وكتبت «الخبر»: «نجح الناخب (المدرب) الوطني وحيد خليلودزيتش في كسب حب ورضا الأربعين مليون مدرب، على حد وصفها، بعد الأداء البطولي لأشباله في مونديال البرازيل أمام الألمان وقبلهم الروس وكوريا الجنوبية، فعبّروا عن رفضهم القاطع لذهابه وتعويضه بمدرب فرنسي».

وتشير الصحيفة إلى مدرب لوريان السابق الفرنسي كريستيان غوركوف الذي أكدت وسائل إعلام جزائرية أنه اتفق على كل شيء مع رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة، وسيبدأ عمله في بداية أغسطس (آب) المقبل.

وازداد تعلق الجزائريين بالمدرب الذي صنع أفراحهم، خصوصا بعد الدموع التي ذرفها إثر التأهل التاريخي للدور ثمن النهائي وبعد الأداء البطولي أمام الألمان رغم الخسارة.

من جهة ثانية ورغم مرور أكثر من ثلاثة عقود، ما زالت مشاركة المنتخب الجزائري لكرة القدم في بطولة كأس العالم 1982 تستحوذ على جماهير الفريق بشكل يطغى حتى على سعادتهم واحتفالاتهم بالإنجاز التاريخي للخضر في بطولة كأس العالم 2014 المقامة حاليا بالجزائر.

وفي مونديال 1982 بإسبانيا، حقق المنتخب الجزائري مفاجأة وفوزا تاريخيا على نظيره الألماني 2 / 1 في أول مباراة للخضر ببطولات كأس العالم ثم خسر أمام النمسا وفاز في المباراة التالية على نظيره التشيلي 3 / 2 ليصبح الفريق على عتبة التأهل للدور الثاني في المونديال.

ولكن ما وصف بالمؤامرة بين المنتخبين الألماني والنمساوي في ذلك الوقت، حيث فاز المنتخب الألماني على نظيره النمساوي في آخر مباريات المجموعة بالنتيجة الكافية ليتأهلا معا على حساب الخضر، أطاح بالفريق من الدور الأول للبطولة.

وبعد مرور 32 عاما، بدا أن أنصار الخضر في طريقهم ليرتبطوا بإنجاز آخر حيث نجح المنتخب الجزائري في العبور إلى الدور الثاني في المونديال البرازيلي لتكون المرة الأولى في تاريخ الخضر التي يعبرون فيها إلى الأدوار الفاصلة ببطولات كأس العالم.

كما قدم الفريق مباراة رائعة في دور الـ16 الذي التقى فيه المنتخب الألماني بالذات لتكون المباراة أشبه بمعركة ثأرية بين الفريقين. ومع عقد المقارنة بين جيلي 1982 و2014، يؤكد أنصار الخضر أن جيل 1982 شيء آخر وأنه حتى تأهل الجيل الحالي للدور الثاني بالمونديال لا يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدام الجيل الذهبي في الثمانينات بقيادة رابح ماجر، بل إن بعض أنصار الخضر يرون أن جيل ماجر لن يتكرر.

وقد يكون وجود لاعبي جيل 1982 بالدوري الجزائري جعل أنصار الخضر أكثر ارتباطا بهم لمشاهدتهم في الدوري الجزائري بشكل دائم بينما يحترف معظم نجوم الجيل الحالي في الأندية الأوروبية. وأكد مجموعة من المشجعين، عقب مباراة ألمانيا، أن الفوز على المانشافت وتشيلي في 1982 لم يكن الإنجاز الوحيد لجيل ماجر، فقد قدم الفريق عروضا راقية لعدة سنوات وكان علامة بارزة في تاريخ الكرة الجزائرية والأفريقية كما تأهل لمونديال 1986.