سعوديون يستجيبون لحملة «وحشتونا».. ويعيدون مصر لسباق السياحة العربية

وكالات السفر تأخذ نفسا عميقا تمهيدا لانتعاش موسم ما بعد رمضان

TT

يلبي عدد من السعوديين نداء «وحشتونا» الذي أطلقته وزارة السياحة المصرية لاستقطاب السائحين إلى مصر، وذلك بحسب ما يكشف مسؤولو وكالات السفر والسياحة لـ«الشرق الأوسط»، الذين أكدوا أن هناك عددا كبيرا من الحجوزات المسبقة إلى مصر لفترة إجازة عيد الفطر المقبل، متوقعين أن تعود مصر إلى سباق المنافسة على عرش السياحة العربية بعد ركود دام لنحو ثلاث سنوات نتيجة الأوضاع السياسية آنذاك.

ويفيد فهد السلامة، وهو خبير سياحي في شركة «إيلاف للسياحة والسفر»، بأن هذه الفترة شهدت قفزات في حجم الطلب على السفر إلى مصر من قبل السياح السعوديين، سواء للأسر أو الأفراد، قائلا: «مصر عادت لتنافس بقوة كوجهة سياحية، ربما لأن الناس بدأت تشعر بالاستقرار السياسي في مصر، وهو ما يشجعهم على العودة إليها بعد غياب ثلاث سنوات». وأوضح السلامة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن كافة الحجوزات الحالية لفترة ما بعد شهر رمضان المبارك، بالنظر لكون كثير من السعوديين لا يحبذون السفر للسياحة خلال الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن وكالات السفر والسياحة تأخذ نفسا عميقا حاليا تمهيدا لانتعاش موسم إجازة عيد الفطر المبارك، الذي توقع أن يكون مزدهرا لقطاع السفر والسياحة بما يفوق فترة بداية الإجازة الصيفية.

ويتفق معه رشيد عبد الله، وهو مسؤول تسويق في إحدى وكالات السفر، قائلا: «الشيء الوحيد الذي اختلف معنا في هذه الفترة هو عودة الطلب إلى مصر»، وتوقع أن تدخل مصر خط المنافسة مع تركيا ودبي اللتين تحظيان بانجذاب كبير من السياح السعوديين مقارنة بالوجهات العربية الأخرى، وهو ما ينبئ بعودة أيام ازدهار الطلب على السياحة المصرية، بحسب قوله.

في حين يرى خالد الدرويش، وهو المدير العام لشركة «لمار» للسياحة، أن الطلب على السفر إلى مصر ليس بالحجم الكبير حتى الآن، لكنه قد يعود تدريجيا بحسب رأيه، مشيرا إلى أن معظم الأسر السعودية تفضل السفر للسياحة بعد إجازة عيد الفطر، وأكد الدرويش على أهمية التخطيط المسبق للسفر (خلال هذه الفترة) بدلا من الانتظار حتى نهاية رمضان، للاستفادة من الأسعار المناسبة، بحسب قوله.

وكانت وزارة السياحة المصرية قد أطلقت حملة إعلانية بعنوان «وحشتونا» تستهدف إعادة أعين السياح إلى مصر، حيث تكشف إحصاءات الوزارة أن عدد السائحين العرب الوافدين إلى مصر بلغ نحو 1.7 مليون سائح خلال عام 2013، مقارنة بنحو 2.2 مليون سائح خلال 2012، و2.9 مليون سائح في عام 2010، وصرح مسؤولو الوزارة أن مصر تستهدف تدريجيا استعادة معدلات السياحة العربية التي حققتها خلال عام 2010، بالنظر لكون السياحة العربية تمثل نحو 20 في المائة من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.

وكان هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، قد أعلن مؤخرا عن ارتفاع عدد السائحين السعوديين القادمين إلى مصر خلال شهر مايو (أيار) الماضي بنحو 13 في المائة، وهو ما عده تحسنا ملحوظا بالمقارنة بالأشهر السابقة، يضاف لذلك إقامة عدد من الاحتفاليات والأحداث في كل من شرم الشيخ والغردقة بهدف الترويج للسياحة العربية خاصة في ظل التنسيق والتعاون المشترك بين وزارة السياحة ووزارة الطيران في مصر بشأن العمل على تسيير رحلات طيران مباشرة من كل من الغردقة وشرم الشيخ إلى السعودية. ويعزز من ذلك زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر، والتي عدها كثيرون تبشيرا بعودة السياحة المصرية في هذه المرحلة، باعتبارها رسالة طمأنينة ومؤشرا للاستقرار السياسي الذي ينتظر مصر، خاصة وأن السياحة تمثل عنصرا استراتيجيا في الاقتصاد المصري، في حين يحظى السائح السعودي بأهمية كبيرة لما يمثله من قوة شرائية تصب في مصلحة السياحة المصرية.

وبالنظر إلى تقرير سابق لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار، فلقد كشف عن أن مجموع الرحلات المغادرة من السعودية بلغ نحو 4.5 مليون رحلة أنفق فيها السياح المغادرون قرابة 17 مليار ريال خلال الربع الأول من العام الماضي، بينما أشارت دراسة أجرتها شركة «فيزا» العالمية إلى أن متوسط إنفاق السائح السعودي خارج البلاد وصل إلى نحو 6.6 ألف دولار للرحلة الواحدة.