المضارب والقطيع

علي المزيد

TT

شهدت سوق الأسهم السعودية الأسبوع الماضي دخول سهمي شركتين جديدتين للسوق وهما شركة إسمنت أم القرى ومجموعة الحكير، اللافت للنظر أن سهم إسمنت أم القرى ظل يواصل ارتفاعه بالنسبة القصوى منذ دخوله وحتى الخميس الماضي فالسهم بدأ بعشرة ريالات (2.6 دولار) ليرتفع 340 في المائة خلال مدة محدودة ليصل إلى 44 ريالا (11.7 دولار)، ومن خلال سلوك السهم في السوق يتضح أن مضاربه أحمق فسهم شركة جديدة يرفع بهذا الشكل وأداؤه لم يختبر بعد يجعل هذا الأمر مريبا، وما يجعلني أقول: إن مضارب هذا السهم أحمق أن السهم دائما يقاس على القطاع فسهم إسمنت الشرقية وهو سهم قديم، وله عائد سعره 60 ريالا (16 دولارا) ودفع العام الماضي 3.5 ريال (0.93 دولار) ويمثل هذا العائد 5.8 مقابل السعر السوقي وهو عائد مرتفع، ومع ذلك اقترب سعر سهم أم القرى من سعره؟! لست خائفا على المضارب الأحمق ولكنني خائف على القطيع الذي يتبعه بحيث يكون أكثر حمقا من المضارب لينقاد له، ويقع في الفخ ويتكبد الخسارة فتداول السهم بلغ الخميس الماضي أكثر من 28 مليون سهم ليقفل السهم على تراجع، مما يدلل على أن هذا المضارب بدأ يحاول التخلص من السهم وأخشى ما أخشاه أن يقع القطيع المسكين ضحية المضارب أو قل ضحية طمعه أو ضحية عدم معرفته بأساسيات الاستثمار في السوق.

سهم شركة الحكير لا يزال يسير وفق خطى سهم أم القرى إذ يتم تداوله بالنسبة القصوى حتى الآن ليصل إلى 88 ريالا متجاوزا سعره سعر أعرق مصرف سعودي وهو مصرف الراجحي، فهل يقع القطيع فريسة للمضارب؟

وحينما نقول: إن السهم لم يختبر لا يعني أننا نذم أو نمدح السهم ولكن أداء الشركة يحتاج اختبارا من قبل المتعاملين لينعكس هذا الأداء على هذا السهم وتجربة شركة المعجل غير بعيدة فقد بالغ المتعاملون في رفع سعر سهمها، وسهمها الآن موقف بسبب تراكم الخسائر. ودمتم.