عبد الإله جدع: أكتب عن المرأة لأدافع عنها

يقول إن قصائده هي التي تختار أشكالها

عبد الإله جدع
TT

صدر للشاعر السعودي الدكتور عبد الإله جدع حتى الآن أربع مجموعات شعرية، هي: «يا امرأة تسكن أوردتي»، «في القلب أنتِ»، «كيف القلب ينساكِ؟»، و«أحبك»، بالإضافة لمؤلفات أخرى. ومن الواضح من العناوين أن المرأة هي البؤرة المركزية في قصائده.

يحمل جَدَع شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وهو عضو في العديد من جمعيات العلاقات العامة، ويشغل عضوية مجلس الإدارة، ونائب الرئيس للنادي الأدبي بجدة.

وهنا حوار قصير معه أجري في الرياض..

* رغم التجربة الشعرية الطويلة التي أنتجت أربع مجموعات، فإن النقد لم يتناولها بالتقييم.. إلامَ تعزو ذلك؟

- ما أعلمه وأحسّه أن الشاعر يحلق في فضاء عالمه، فيرتفع صوت قصائده حينا وينخفض تارة أخرى، والشاعر يمكنه أن يعالج نصه الشعري ويضعه على مجهر التقييم الذاتي. لكنه يتوق بالطبع إلى أن يقرأ مراجعات نقدية عن شعره. الشعر والنقد - في تقديري - وجهان لعملة واحدة، ولا بد من تقليبهما جيدا ليرى كل منهما الآخر بقدر من الموضوعية. بالنسبة لتجربتي الشاعرية فقد لاقت تقديرا في الخارج، وكانت لي مشاركة في دار «الأوبرا» المصرية، وثمة دار في فرنسا وبريطانيا هي «نوبل» قدّمت نماذج من شعري في كتاب مسرح الخيال الذي يضم شعراء من أنحاء العالم. أما علاقتي بالشعر فهي ليست حديثة، فقد نشأت في بيت شعر وأدب فوالدي كان شاعرا.. وكتبت الشعر منذ نعومة أظافري.

* هل تقول إنك تنقد تجربتك بنفسك؟

- على صعيد النقد، لا أريد أن أرتدي ثوب الناقد، وهو فن متخصص له أدواته وقواعده التي غابت عن البعض، لكنني أستطيع القول إن حكم البعض على الشعراء ينطلق من مدى فوزهم بالجوائز أو ظهورهم في المحافل الدولية والمناسبات وليس على النتاج والنصوص.

* أنت مكثر في الكتابة عن المرأة.. ماذا تمثل لك؟

- موضوعاتي في المرأة ارتديت في أكثرها ثوب الدفاع عنها ورفع مكانتها. وبالإضافة للشعر ألّفت ثلاثة كتب في هذا الشأن، منها ما ترجم للإنجليزية وآخرها «خلاف أم اختلاف..»، وهي دراسة استهدفت تقديم استشارة في إدارة الاختلاف بين الرجل والمرأة.

* كيف تجد صورة المرأة في المجتمع السعودي؟

- صورة المرأة في المجتمع العربي الشرقي عموما تعكس رؤية المجتمع الذكوري الذي يكرّس الازدواجية في التعامل مع المرأة، فهو حين يريد يرفعها عاليا، وحين يريد لا يعطيها حقوقها ويبيح لنفسه ما يحرمه عليها. والمرأة ذاتها أسهمت في ذلك لأنها ربّت أطفالها الذكور على الفوقية والذكورية.

* أنت تكتب الشعر العمودي، هل لديك موقف من أجناس الشعر المختلفة؟

- لم أختر الكتابة في الشعر العمودي، فالشعر يكتبني ولا أكتبه، وحين تولد التجربة الشعرية يأتي مخاضها كيفما شاءت، فأكتب حينا شعر التفعيلة، وحينا ثانيا الشعر العمودي، وحينا ثالثا تهيمن عليّ القصيدة فتصوغ نفسها من خلالي.. وعادة ما أكتب بالفصحى، لكن أحيانا اكتب باللهجة العامية الحجازية.

* تأثرك بالبيئة الحجازية واضح أيضا في قصائدك..

- تأثري بالبيئة الحجازية كان شيئا طبيعيا، فأنا حجازي الأصل والمنشأ والولادة، وأصول أسرتي ترجع لـ«العيسوية»، والأخيرة لها حضور في هذه البيئة من حيث تقاطعات الحياة وصناعة الشعر والأدب، وبالتالي إذا كنت حجازي الهوى فأنا أعتز بوطنيتي وانتمائي للكيان الكبير.

* هل تتأثر بالمناخ السائد في اختيار شكل القصيدة التي تكتبها؟

- بشكل عام لا أختار شكل القصيدة، وذائقة بعض الجمهور المتلقي تميل إلى الشعر الحداثي، والبعض الآخر يتذوّق القصائد العمودية التقليدية فيما يتذوق آخرون الصنفين من الأشعار شريطة رصانة الكلمة وقوة الحبكة والفرادة.

* أنت مكلف بتولي منصب نائب رئيس النادي الأدبي بجدة، فكيف يمكن أن يستفيد الشباب من هذا النادي برأيك؟

- مجلس إدارة النادي الأدبي الحالي استطاع أن يفتح أبواب النادي للشباب والفتيات واستقطابهم وتنمية مواهبهم وتنظيم العديد من البرامج والمشروعات والمسابقات لهم، فضلا عن الدورات التدريبية في مجالات الشعر والقصة وتطوير المهارات وطباعة إبداعاتهم، وهي أنشطة تُعنى بتحقيق هدف احتواء المبدع واحتضانه. لكن أنشطة هذا النادي، كما غيره من الأندية، تعاني من غياب الحضور وضعف الإقبال، فثمة معايير تشكّل اليوم أدوات جذب مختلفة عما سبق.