مشاهد انتهاك حرمة رمضان تتكرر في القبائل الجزائرية

التيار السلفي يدعو الأمازيغ إلى الرد على «لسان فرنسا بالمنطقة»

TT

أثارت مشاهد أشخاص يأكلون ويشربون في وضح النهار بمدينة شرق الجزائر، حفيظة التيار السلفي الذي دعا إلى «إفطار حاشد» اليوم في سابع أيام رمضان، بنفس المدينة للرد على ما سماه الحزب السلفي غير المعتمد «جبهة الصحوة الإسلامية»، «ثلة من الفاسدين».

واستنكر رئيس «الصحوة» عبد الفتاح حمداش زيراوي في بيان أمس، «انتهاك حرمة رمضان» في تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة، تعد كبرى عاصمة القبائل)، من طرف نحو 20 شخصا تجمعوا أول من أمس بـ«ساحة الزيتونة» في وسط المدينة، لتناول وجبة الغذاء أمام العشرات من الأشخاص، ورفع هؤلاء قصاصات كتب عليها «نعم لحرية المعتقد.. لا للصوم الإجباري». واستنكر بعض المارة المشهد، فيما انتشر رجال أمن بزي مدني، ولم يتدخلوا لمنع «المفطرين» عن الأكل.

وجاءت هذه التصرفات استجابة لدعوة التنظيم الانفصالي «حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل»، المتغلغل بتيزي وزو، الذي يضم في صفوفه جزائريين ينحدرون من ديانات أخرى غير الإسلام، خاصة المسيحية. ومعروف عن هذا التنظيم ورئيسه فرحات مهني، ارتباطاته بدول غربية، وزار مهني إسرائيل في 2012 والتقى مسؤولين بحكومتها.

وذكرت «الصحوة» في بيانها أنها «تدعو الأمازيغ البربر الأحرار إلى الرد على هؤلاء المعتدين على حرمة رمضان بأحسن رد تمثل الأمازيغي المسلم». وهاجمت من سمتهم «ثلة مرتدة من حركة الحكم الذاتي بالقبائل، لا تمثل إلا عصابتها البائسة ولا تمثل السواد الأعظم والجمهور الأمازيغي الإسلامي. إن هذه الزمرة المتفرنسة هم لسان فرنسا في بلاد القبائل، وجماعتها التي تحرَض الأمازيغ على الردة والكفر».

وأضاف «لا يزال سكان منطقة القبائل الإسلامية متمسكين بالإسلام ولله الحمد، فقدوتهم رجال العلم والدين, طبقوا الشريعة ورفعوا لواء الإسلام لمدة قرون وهم ينشرون القرآن ويعتزون بالسنة ويدافعون عن القيم والأصالة حتى دخلت فرنسا وألغت القضاء الإسلامي، ودمرت المساجد، وأخرجت ثلة من المرتدين من أبنائها العملاء الذين ينافحون عن لسانها وثقافتها وقناعاتها الفكرية والحضارية».

وهاجم التنظيم السلفي الذي ترفض السلطات اعتماده، «فاسدين يشربون الخمر تحديا للمسلمين في نهار رمضان ويبارزون الله تعالى بتعطيل شريعته ومحاربة رسالة نبيه، ونحن الأمازيغ البربر لا نرضى محاربة الله والإسلام، وسنتصدى بإذن الله لأي عدوان على شريعة الله». ولم يذكر زيراوي كيف «سيتصدى» لعناصر «الحكم الذاتي بالقبائل».