إخوان مصر يفشلون في استغلال إجراءات اقتصادية تقشفية في «جمعة غضب» جديدة

الداخلية: مقتل ثلاثة عناصر إخوانية في انفجار بمبنى استخدم لتجهيز عبوات ناسفة

مواطنون يحاولون التخلص من حطام واجهة خشبية محترقة بعد أحداث عنف واشتباكات وقعت أمس في القاهرة بين قوات الأمن المصرية وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي (أ.ف.ب)
TT

فشلت جماعة الإخوان المسلمين في استمالة أنصار جدد للاحتجاج على قرارات اقتصادية تقشفية أعلنت عنها الحكومة خلال الأسبوعين الماضيين، من أجل إنتاج مشهد مؤثر في الذكرى الأولى لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة. وجاءت مظاهرات أنصار الإخوان أمس (الجمعة)، بإيقاع معتاد، تتخلله اشتباكات عنيفة في عدة مناطق ساخنة بطبيعتها، فيما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة، بمنزل مهجور جنوب العاصمة، بحسب مصادر أمنية.

ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان التي حشدت طاقتها لاستنفار أنصارها في ذكرى مرور عام على إزاحتها من السلطة، أظهرت قدرة على التماسك، بعد عام تلقت خلاله ضربات أمنية موجعة، لكنها عاجزة حتى الآن على كسب أرض جديدة، في بيئة شعبية رافضة لها، وقوى سياسية فقدت ثقتها بالجماعة.

وعزل مرسي من منصبه عقب مظاهرات غير مسبوقة، شارك فيها إلى جانب ملايين المواطنين الغاضبين ضباط شرطة أيضا. وتوافق قادة الجيش مع رموز قوى سياسية ودينية على خارطة مستقبل من ثلاث خطوات، تعديل الدستور، وإجراء انتخابات رئاسية، وبرلمانية. وأنهت السلطة المؤقتة الاستحقاقين الأولين، فيما ينتظر أن ينهي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي انتخب أواخر الشهر الماضي، الخطوة الأخيرة بانتخاب مجلس نواب قبل نهاية العام.

ورفع أنصار جماعة الإخوان خلال مظاهراتهم أمس تحت شعار «جمعة الغضب»، في إشارة لأول فعالية ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك في 28 يناير (كانون الثاني) 2011. وهتافات منددة بالسلطات الحالية وبالجيش والشرطة، كما نددت بالإجراءات الاقتصادية المزمع تطبيقها الشهر الجاري ومنها رفع أسعار الوقود، وفرض ضرائب جديدة، لكن تلك الشعارات لم تفلح على ما يبدو في تبديد خيبة أمل المواطنين في الجماعة التي تولت الحكم في أول انتخابات عقب تنحي مبارك.

وأقر الرئيس السيسي الموازنة العامة للدولة نهاية الشهر الماضي، بعد أن أعادها للحكومة في وقت سابق لخفض العجز بها، ليصل إلى 10 في المائة، ما يعني أعباء إضافية على المواطنين الذين يقبع 40 في المائة منهم تحت خط الفقر، بدخل يومي يبلغ دولارين للشخص في المتوسط، ويعتمدون بشكل رئيسي على سلع تدعمها الحكومة منها الخبز.

وتظاهر الآلاف من أنصار الجماعة في عدة مدن مصرية، واعتمدت الجماعة كعادتها خلال الأشهر الماضية على تنظيم مسيرات بأعداد قليلة لتفادي صدامات دامية مع قوات الأمن.

وفضت قوات الشرطة التي أغلقت معظم الميادين الرئيسية في العاصمة، مسيرات الإخوان في الشوارع الرئيسية، باستخدام الغازات المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش. وأعادت فتح الطرق التي قطعها أنصار الجماعة لوقت محدود في عدة مواقع بالقاهرة والأقاليم.

وقال تحالف دعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان في بيان له مساء أول من أمس إن «انتفاضة 3 يوليو (تموز) بداية لن تتوقف حتى الحسم وهي بداية تدشن لمرحلة جديدة من الالتحام مع آلام الشعب ومطالبه بقوة (..) تعمل على حشد كل القطاعات الشعبية المتضررة من قرارات العقاب الجماعي المقبلة بفعاليات قوية».

وكانت السلطات الأمنية في البلاد قد ألقت خلال الأسبوع الماضي على قادة في التحالف في أول تصعيد ضد قياداته منذ تأسس التحالف قبل عام. وقال بيان التحالف إن «اعتقال القادة الأحرار أو القمع الدموي أو التفجيرات المصطنعة الغبية» لم يفلحوا في وقف «المد الثوري المتصاعد»، مطالبين السلطات الحالية بالتخلي عما سموه «العيش في الأوهام». لكن انتقادات وجهها قادة إسلاميون على رأسهم عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إلى قادة الإخوان والتحالف تعكس إلى حد بعيد بحسب مراقبين الأزمة التي تعيشها الجماعة وحلفاؤها.

وتراجعت أمس وتيرة التفجيرات التي صاحبت انطلاق ما سماه تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده الجماعة بـ«الانتفاضة الكبرى». وقال مصدر أمني أمس إن خبراء المفرقعات أبطلوا مفعول عبوة ناسفة بدائية في حي الهرم (غرب القاهرة) الذي شهد مواجهات دامية بين الشرطة ومحتجين من أنصار الإخوان سقط خلالها قتيلان أول من أمس.

ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع، في مزرعة دواجن مهجورة، بقرية تابعة لمركز أبشواي بمحافظة الفيوم (جنوب القاهرة). وقال مصدر أمني إن التحقيقات ترجح أن المبنى استخدم لتخزين وتصنيع العبوات الناسفة، وأن الانفجار وقع أثناء إعداد إحدى تلك العبوات.

وقتل 3 متظاهرين وشرطي وأصيب العشرات خلال تفريق قوات الأمن لمسيرات في ذكرى عزل مرسي أول من أمس، فيما اعتقل 196 متظاهرا، وفق بيان لوزارة الداخلية.