مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثيين في عمران

القبض على منفذ اغتيال ضابط في تعز

جندي يمني يقف مستعدا على عربة للجيش في نقطة تفتيش بصنعاء (أ.ف.ب)
TT

تجددت يوم أمس، الاشتباكات العنيفة بين قوات الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين بمحافظة عمران (شمال صنعاء).

وأفادت مصادر محلية في عمران لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش المرابطة في المحافظة صدت هجوما كبيرا نفذه الحوثيون على منطقة بيت عامر وسودة عدان، وأن المواجهات بين الطرفين استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وفي وقت لاحق؛ شارك الطيران الحربي في المواجهات قاصفا مواقع الحوثيين التي يتمركزون فيها بمحيط عمران، وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش تمكنت فعلا من إحباط الهجوم الكبير والعنيف للحوثيين على تلك المناطق الجبلية الهامة في محافظة عمران، وتشير المعلومات إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات بين الطرفين، وعدت المصادر أن الهجوم يأتي «في سياق سلسلة الخروقات التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين لهدنة وقف إطلاق النار وعرقلة للمساعي التي تبذلها اللجنة الرئاسية الخاصة بحل الأزمة في عمران».

وجاء الهجوم الحوثي في عمران بعد يوم واحد على بيان أصدره المكتب السياسي لمجموعة «أنصار الله»، اتهم فيه من وصفها بميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي باستخدام سلاح الجيش لمواجهة الحوثيين وتجيير مؤسسات الدولة لصالح أطراف أخرى، وشملت اتهامات الحوثيين اللواء علي محسن الأحمر، المستشار العسكري للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالاستمرار في الهيمنة على ألوية عسكرية وتحريكها لمقاتلتهم، على حد تعبيرهم.

وكان الحوثيون تلقوا خسارة عسكرية كبيرة في محافظة الجوف (شرقي البلاد) خلال اليومين الماضيين، بعد تمكن اللواء العسكري 115 من استعادة السيطرة على طرق رئيسة هامة تربط محافظة الجوف بالعاصمة صنعاء وعلى مناطق كانت تحت سيطرة الحوثيين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة جماعة الحوثي التي تتمدد عسكريا في الشمال، والشمال الغربي من البلاد، وأجزاء من المناطق الشرقية والغربية، حيث تطالب الجماعة في الوقت الراهن، حسب بيان نشرته سابقا «بتهيئة الأجواء لتطبيق مخرجات الحوار الوطني».

وقالت مصادر قبلية محافظة الجوف التي يسيطر المقاتلون الحوثيون على جزء منها إن ما لا يقل عن 18 شخصا (عشرة حوثيين وخمسة من أفراد القبائل وثلاثة جنود) قتلوا في اشتباكات وقعت يوم أول من أمس (الجمعة).

على صعيد آخر، تستمر موجة الاغتيالات التي تحصد ضباط القوات المسلحة والأمن في اليمن، حيث اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية، أمس، ضابط صف في جهاز المباحث الجنائية بمدينة الحوطة (عاصمة محافظة لحج)، ويعقب هذا الهجوم اعتداء آخر وقع الليلة قبل الماضية، حيث اغتال مسلح مجهول، العميد في القوات الجوية اليمنية، إبراهيم عامر، وذلك في مدينة تعز (جنوب صنعاء)، بيد أن قوات الأمن تمكنت من اللحاق بالفاعل وإلقاء القبض عليه.

ويقدر بحسب وكالات أنباء، أن اليمن شهد خلال نحو عامين، مقتل قرابة 400 ضابط في أجهزة الأمن وقوات الجيش في اغتيالات بعدد من المحافظات، لكن السلطات الأمنية لم تصرح بعد، بشكل واضح وصريح عن الجهة المتورطة في عمليات الاغتيالات التي ترجح المصادر بأنها من صنيعة تنظيم القاعدة.

وفي سياق أمني آخر، تعرض منزل وزير الشؤون القانونية اليمني الدكتور محمد المخلافي، أمس، لحصار من قبل مجموعة مسلحة يطلق عليها «البلطجية»، وحتى إعداد القصة (الثالثة بتوقيت غرينتش) لم ينفك الحصار بعد.

وقال منير السقاف وهو مدير مكتب الوزير اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن العملية مدبرة من قبل حزب المؤتمر الشعبي العام وإن الوزير المخلافي تلقى الأربعاء الماضي رسالة تهديد من منتمين لـ«حزب المؤتمر»، وذلك بعد أن تقدم وزير الشؤون القانونية بمشروعي قانوني العدالة الانتقالية واسترداد الأموال المنهوبة.

واتهم السقاف أحد رجال الأعمال بالإشراف المباشر على عملية محاصرة منزل الوزير، وبدفع مبالغ مالية كبيرة لـ«البلطجية» المسلحين لمحاصرة منزل الوزير وإغلاق الشارع الذي يقع فيه برمته.

وذكرت مصادر محلية في عمران لـ«الشرق الأوسط»، نقلا عن مصادر ميدانية وأخرى طبية، أن المواجهات الدائرة منذ منتصف ليل الجمعة، أسفرت حتى اللحظة عن سقوط ما لا يقل عن 90 قتيلا، بينهم 15 جنديا ومدنيا ونحو 74 من مسلحي الحوثيين.