«الاعتصام» و«الفرقان» الذراع الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية

على غرار مؤسسة «سحاب» التابعة لتنظيم «قاعدة الجهاد»

TT

كشف إسلاميون في العاصمة لندن لـ«الشرق الأوسط» أن مؤسستي «الاعتصام» و«الفرقان» هما الذراع الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية على غرار مؤسسة «سحاب» التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد، التي بثت العشرات من شرائط أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري وقيادات التنظيم الإرهابي مثل مصطفى أبو اليزيد وأبو يحيي وأبو الليث الليبيين وآدم غادن (عزام الأميركي) منذ هجمات سبتمبر (أيلول).

وبث تنظيم الدولة الإسلامية أمس تسجيلا مصورا نسبه لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وهو يقول إنه «ابتلي بأمانة ثقيلة» تتمثل في تنصيبه «خليفة» على المسلمين، داعيا المسلمين لطاعته، بينما نفت وزارة الداخلية العراقية أن يكون الرجل الذي ظهر في التسجيل هو البغدادي. وأصدرت أمس مؤسستا «الاعتصام» و«الفرقان» التابعتان لتنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا يظهر فيه، حسب المصدر، للمرة الأولى زعيم التنظيم إبراهيم البدري الملقب بـ«أبو بكر البغدادي» وهو يلقي خطبة الجمعة أول من أمس بالجامع الكبير «الحدباء» في مدينة الموصل العراقية. وأكد إسلاميون في العاصمة البريطانية أن جميع وسائل الإعلام نقلت شريط البغدادي عبر الإنترنت. وعلى الإنترنت كان هناك أمس في موقع الفرقان العشرات من شرائط التجنيد الإرهابية وتفاصيل العمليات التي نفذتها «داعش» التي أعلنت الخلافة الإسلامية وبايعت الخليفة إبراهيم «أبو بكر البغدادي أميرا لها».

وقال أبو بكر البغدادي، بحسب ما جاء في التسجيل المصور الذي ذكر القيمون عليه أنه صوّر في الجامع الكبير في مدينة الموصل العراقية أول من أمس الجمعة: «أطيعوني ما أطعت الله فيكم». وبدأ البغدادي خطبته بالحديث عن فضل العبادة في شهر رمضان، مشيرا إلى أنه «شهر يقام فيه سوق الجهاد». ثم عدد فضائل الجهاد وضرورة قتال المشركين وتحكيم الشرع وإقامة الحدود، مؤكدا أن هذه الغايات لا تتحقق إلا «ببأس وسلطان»، وأن قوام الدين هو «كتاب يهدي وسيف ينصر».

وأضاف البغدادي أن «المجاهدين» قد تحقق لهم النصر والفتح والتمكين بعد سنوات طويلة من الجهاد والصبر، فسارعوا إلى إعلان الخلافة وتنصيب إمام، وهو ما رآه واجبا على المسلمين لكنه ضُيّع لقرون حتى جهله الكثيرون، حسب قوله.

وتوجه البغدادي للحاضرين بقوله إنه لا يعدهم كما يعد الملوك والحكام أتباعهم برفاهية ودعة ورخاء، وإنما يعدهم بما وعد الله المؤمنين من استخلاف في الأرض، مستشهدا بآيات من القرآن الكريم.

وحث البغدادي أنصاره على الجهاد، متحدثا عن فضائله وعما يتبعه من نصر وتمكين، ثم اختتم خطبته بالدعاء طالبا النصر لمن سماهم المجاهدين، ومشددا على الثبات على الحق والدين.

يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن في أواخر يونيو (حزيران) الماضي قيام ما وصفها بـ«الخلافة الإسلامية» وتنصيب البغدادي «إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان»، ودعا الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم إلى مبايعته.

كما أعلن المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني حينها أن «أهل الحل والأعيان والقادة» قرروا إلغاء الاسم القديم «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» ليقتصر على «الدولة الإسلامية». وبعد ذلك دعا البغدادي الذي نصبه التنظيم «خليفة للمسلمين» من سماهم المجاهدين للهجرة إلى «دولة الخلافة».