نازحو الموصل في مخيمات كردستان يعانون نقصا حادا في الغذاء والخدمات

الإقليم يناشد المجتمع الدولي الضغط على حكومة بغداد لتقوم بواجبها

TT

عبر نازحون من الموصل عن معاناتهم جراء قلة الخدمات والغذاء في مخيم خازر الذي يبعد نحو 50 كيلومترا عن مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، وأكدوا وجود نقص حاد في مياه الشرب والغذاء، بينما كشفت حكومة الإقليم عن نيتها نقل المخيم إلى موقع أفضل، مشيرة إلى أن أعداد النازحين في الإقليم وصلت إلى أكثر من مليون نازح.

وقالت النازحة أفراح إبراهيم التي تسكن مع عائلتها في مخيم خازر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «درجات الحرارة مرتفعة جدا، وتهب بين الحين والآخر عاصفة رملية، هناك نقص في المياه والكهرباء والخدمات الأخرى، أوضاعنا باتت سيئة جدا». وأضافت: «ليس هناك اهتمام بالمخيم، في البداية، كان الوضع هنا جيدا لكنه الآن ساء. الحكومة العراقية لم تقدم لنا أي شيء حتى الآن، لم تبق أي مساعدات، ونعتمد على مساعدات بعض الأشخاص من أهل أربيل، الذين يقدمون لنا بين الفترة والأخرى بعض المواد الغذائية، نعيش رمضان صعبا، إفطارنا البارحة كان عبارة عن خبز وشاي».

وتابعت أفراح: «نحن لا نستطيع العودة إلى الموصل، فزوجي شرطي والجماعات المسلحة اتهمته بالعمالة للحكومة، اتصل بنا أحد جيراننا من الموصل، وأخبرنا بأن المسلحين طوقوا بيتنا خمس مرات، وبحثوا عنا».

مصطفى الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الكامل، هو نازح آخر تسلم خيمة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في نهاية مخيم خازر، قال: «هذه الخيام لا تصل إليها أي معونة أو مساعدة، مضى يومان على آخر مرة تسلمنا فيها الثلج، لا أملك النقود لشراء الثلج. نحن في رمضان. وأكثرنا صائمون، ونفطر بشرب الماء الحار».

وأشار مصطفى إلى أن العاملين على توزيع المواد لا يوزعونها بعدالة على جميع الخيام، وبيَّن أن حصة العائلة الواحدة يوميا هي عشرة أرغفة من الخبز، من دون أي حساب لعدد العائلة. وتساءل مصطفى: «هناك عائلات تتكون من عشرة أشخاص، كيف يكفيها هذا العدد من الخبز طوال اليوم؟».

وتابع مصطفى: «المالكي هو الذي تسبب بما نحن عليه الآن، أصبحنا مشردين بفضله، فلولا هروب الجيش لكنا الآن في مدينتنا معززين مكرمين، والآن لماذا لا يقدم لنا أي شيء؟». وتابع: «غدا سأعود إلى الموصل. لم أعد أتحمل هذا الوضع المزري».

بدورها، أكدت حكومة الإقليم أن مخيمات النازحين في كردستان تشهد نقصا حادا في الخدمات والمساعدات الإنسانية، وقال ديندار زيباري نائب مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لشؤون المنظمات الدولية في الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، كل المخيمات التي أنشئت لنازحي الأوضاع الأخيرة في العراق تعاني من النقص، وفي الحقيقة هناك نقص في الدعم الدولي والعراقي والدول المانحة لهذه المخيمات».

وحمل زيباري الحكومة العراقية هذا النقص، وأضاف: «يجب أن نعاتب الحكومة العراقية، يجب على بغداد أن تخصص ميزانية وتضعها تحت تصرف حكومة إقليم كردستان، وأن تنسق مع الإقليم للعمل الجدي ومواجهة هذه الحالة الطارئة الموجودة».

وكشف زيباري عن أن حكومة الإقليم تبذل جهودا مستمرة لاستحداث مخيم جديد للنازحين ونقل نازحي مخيم خازر إلى مكان أفضل، والمحاولات مستمرة في هذا المجال.

وأشار زيباري إلى أن الإقليم استقبل خلال الفترة الماضية التي تلت أحداث الموصل والمحافظات الأخرى نحو 300 ألف نازح، من الموصل وديالى وصلاح الدين، وقبل هذه الأحداث كان هناك نزوح من الفلوجة والأنبار للإقليم، وبيّن أن العدد الكلي للنازحين واللاجئين في إقليم كردستان فاق المليون نازح ولاجئ. «نحن في اتصال مستمر مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتقديم المساعدات للنازحين».