كتائب المعارضة تخشى حصار حلب لنقص الدعم.. ومقتل عائلة بقصف نظامي على درعا

صدامات بين الأمن العسكري و«الدفاع الوطني» بريف دمشق.. وإشكال في السويداء

TT

قتل تسعة أشخاص من عائلة واحدة أمس، في قصف نظامي بالبراميل على قرية في محافظة درعا (جنوب سوريا)، تزامنا مع إقرار «الائتلاف الوطني المعارض» بأن تطويق مدينة حلب من قبل القوات النظامية بات «أمرا واقعا»، في ظل نقص دعم الدول الغربية لكتائب «الجيش الحر».

وكانت القوات النظامية سيطرت أول من أمس على «المنطقة الصناعية» شمال شرقي حلب، مما يعني قطع الإمداد عن فصائل المعارضة المتمركزة شرق المدينة تمهيدا لمحاصرتها بالكامل. لكن القائد الميداني المعارض في حلب منذر سلال يؤكد لـ«الشرق الأوسط» صعوبة محاصرة حلب من قبل النظام بسبب وجود مناطق ريفية واسعة تخضع لسيطرة المعارضة، محذرا في الوقت نفسه من أن «الخطر يأتي من قبل تنظيم (الدولة الإسلامية) الذي يسعى إلى قطع تواصل المقاتلين المعارضين مع الريف الشرقي، وإذا ما نجح في ذلك فستصبح حلب فعلا في فكي كماشة النظام و(داعش)».

وتتقدم القوات النظامية نحو حلب من جنوب السفيرة مرورا باللواء 80، فيما يقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» عند بوابة الريف الشرقي للمدينة. وكان «مجلس محافظة حلب الحرة» أصدر بيانا ليل أول من أمس دعا فيه «كل المؤسسات المدنية والعسكرية التي تمثل الشعب السوري إلى أن تدرك خطورة المرحلة الراهنة وحقيقة ما يجري من حصار لحلب تمهيدا لاجتياحها من قبل القوات النظامية». وطالب المجلس بـ«إنقاذ مدينة حلب التي تكاد تحاصرها القوات النظامية وتحاول التوغل فيها من جهة المنطقة الصناعية مدعومة من قوى الظلام».

وفي سياق متصل، أشار الناطق الرسمي للائتلاف، لؤي صافي، إلى أن «الوضع العسكري حرج للغاية، لكن حتى لو سيطر (الرئيس السوري بشار) الأسد على حلب أو غيرها، فإن ذلك لن يحل المشكلة في المنطقة. فالمعضلة ليست بالسيطرة على الأرض، ولكن بإنهاء جذور الصراع السياسي والعسكري المتفاقم».

وعزا صافي، في تصريح لموقع الائتلاف، الضعف العسكري للمعارضة المسلحة إلى «عدم جدية المجتمع الدولي ومنظومة (أصدقاء سوريا) وتخاذلهم في دعم الثورة على الصعيد العملي، حيث إن الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن، ما زالت تمنع وصول الأسلحة المتطورة لـ(الحر) من أجل التصدي لإرهاب الأسد والتنظيمات المتطرفة التي شرعت بالتنسيق معه في التمدد داخل المدن المتمردة».

في موازاة ذلك، قتل رجل وزوجته وستة من أطفالهما جراء قصف الطيران المروحي لمناطق في بلدة داعل بالبراميل المتفجرة، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا كذلك إلى «مقتل رجل من مدينة إنخل بمحافظة درعا في قصف مماثل، وإلى قصف جوي طال أيضا مدينة نوى في المحافظة نفسها».

وبث ناشطون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيه رجال وهم ينقلون أشلاء أفراد العائلة الذين قضوا في القصف. وتسيطر القوات النظامية السورية على مدينة درعا، بينما تتقاسم السيطرة في الريف مع مقاتلي المعارضة.

وفي حماه، أفاد المرصد السوري بمقتل «تسعة مقاتلين على الأقل من كتائب المعارضة وإصابة آخرين بجراح خلال كمين واشتباكات مع مسلحين عشائريين في منطقة أبو دالي بالريف الشرقي لحماه»، تزامنا مع تنفيذ الطيران الحربي النظامي عدة غارات على منطقة الاشتباك، في حين قصف الطيران المروحي بعدة براميل متفجرة مناطق في قرية عطشان بالريف الشرقي لحماه.

أما في ريف دمشق، فشهدت مدينة النبك أمس انتشارا كبيرا للقوات النظامية بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر فرع الأمن العسكري، وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، انتهت بمقتل عنصر من الأمن العسكري وجرح عدد من الأشخاص من الطرفين. وأفادت شبكة «سراج برس» بأن القوات النظامية نصبت الحواجز في مدينة النبك وبدأت بالتدقيق في هويات المدنيين، وعناصر «قوات الدفاع الوطني».

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تحصل فيها صدامات بين فصائل أمنية أو عسكرية تابعة للنظام السوري، فقد سبق أن اشتبك عناصر من «الدفاع الوطني» وأخرى تابعة لـ«الحزب السوري القومي الاجتماعي» في حمص القديمة في وقت سابق، على خلفية سرقة عدد من المنازل فيها.

في غضون ذلك، أفادت وكالة «سمارت نيوز» المعارضة بأن مشادة كلامية تطورت إلى عراك بالأيدي بين رجال دين دروز وعناصر تابعين للأمن العسكري في قرية المزرعة بالسويداء. وأشارت إلى أن «الاشتباكات بالأيدي نتجت عن محاولة عناصر الأمن اعتقال شيخ درزي في القرية ومصادرة سلاحه الخاص، مما دفع عددا من المشايخ والمدنيين إلى الدخول في مشادات تطورت إلى عراك، قبل أن يفر عناصر الأمن بسيارتهم».

يذكر أن عددا من مناطق السويداء شهدت في فترة سابقة توترات شديدة بين مشايخ الطائفة الدرزية وأجهزة الأمن في المدينة، انتهت بإقالة بعض قيادات الفروع الأمنية.