المكسيك.. بيئة عقارية استثمارية خصبة على وشك التعافي

تأثرت بالولايات المتحدة كثيرا خلال الأزمة

TT

تتعافى المدن السياحية في المكسيك ببطء من الأزمة الاقتصادية العالمية، على حد قول لاري ستيبينس، السمسار العقاري الذي يعمل لحساب شركة «سان ميغيل سوثبي إنترناشيونال ريالتي». تعتمد السوق المكسيكية بدرجة كبيرة على اقتصاد الولايات المتحدة، وقد أثرت الأزمة المالية التي حدثت في الولايات المتحدة في عام 2008 بشكل مباشر على سوق المنازل الثانية في المكسيك.

وباعتبار سان ميغيل دي الليندي مثالا، وهي مدينة خلابة بشوارعها الضيقة المقامة من حجارة الرصف وذات الطابع القديم، مدينة رئيسة ثرية ثقافيا تعج بالمهاجرين والسياح. ويبعد الحي الرئيس مسافة مبنى واحد. وهو يضم مجموعة من المطاعم والبوتيكات والمعارض الفنية والمباني التاريخية. يفصل أقرب المطارات 75 دقيقة عن لين، ويمكن الوصول إلى مكسيكو سيتي بالسيارة خلال ثلاث ساعات.

وهبطت الأسعار في سان ميغيل بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 30 في المائة عن ذروة ارتفاعها في عام 2007. وقال ستيبينس: «هناك مثل دارج ينطبق على ما يحدث وهو: إذا ما أصيبت الولايات المتحدة بنزلة برد، عطست المكسيك». ما زالت الأسعار متدنية في مدن ساحلية مثل كانكون وبورتو فالارتا، إلا أن ستيبينس يقول إن الأسعار المتدنية بشكل دائم بدأت تجذب الباحثين عن صفقات، ومن ثم أصبح يجري بيع المزيد من المنازل خلال الأشهر الأخيرة.

يتمثل عامل آخر يعرقل عمليات البيع، على الأقل على المستوى الوطني، في عنف المخدرات، رغم أنه لا يمثل مشكلة كبيرة في سان ميغيل.

تظل السوق في سان ميغيل راكدة، على حد قول ريكاردو فيدارغاس، صاحب شركة «دوتي فيدارغاس» للعقارات، مما يرسم بيئة استثمارية خصبة للمدى المتوسط.

من النادر أن تزيد قيمة صفقة بيع عن 800 ألف دولار، بل وحتى قل عدد المنازل التي تم بيعها بأكثر من مليوني دولار في العام الماضي. يقول فيدارغاس: «كثيرون تنتابهم حالة من الإحباط، وبالتالي تهبط الأسعار».

وأضاف أنه عند هذه المرحلة لا تباع سوى المنازل متوسطة المستوى التي يتراوح سعرها ما بين 400 إلى 600 ألف دولار. وتعزى شهرة هذا القطاع من السوق بشكل جزئي إلى ملاك المنازل الذين قلصوا حجم العقارات باهظة الثمن أثناء طفرة العقارات في أميركا الشمالية في بداية الألفية الجديدة.

تتراوح أسعار المنازل الفاخرة في المنطقة الريفية المحيطة بسان ميغيل ما بين 900 ألف إلى 2.8 مليون دولار، بحسب ستيبينس.

وتتراوح تكلفة المنازل الواقعة بالقرب من منطقة وسط المكسيك بين 1.5 مليون وأربعة ملايين دولار. ويبلغ سعر المنزل المعروض هنا 3.9 مليون دولار، بسبب مساحته الضخمة البالغة نصف فدان، وهو أمر نادر جدا بالقرب من وسط المدينة، بحسب هولي هيوستن أورتيز، الوكيلة العقارية لدى «سان ميغيل سوثبي إنترناشيونال ريال ستيت» ووكيل صاحب العقار.

* من يشتري في المكسيك؟

* يأتي المشترون الأجانب من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، على حد قول ستيبينس. ويعد المشترون الكنديون والأميركيون هم الأكثر انتشارا في سان ميغيل دي الليندي، بحسب أورتيز، التي تضيف أن الكنديين قد زادت أعدادهم أخيرا نظرا لقوة عملتهم. وهي ترى بين الحين والآخر مشترين إيطاليين أو إسبانا، إضافة إلى مجموعة من المشترين من وسط أو جنوب أميركا. ويقول فيدارغاس إن المشترين المكسيكيين باتوا أكثر شيوعا في سان ميغيل، خاصة في نطاق الأسعار المتوسط الذي يتراوح بين 400 و800 ألف دولار.

* حقائق أساسية متعلقة بالشراء

* من السهل بالنسبة للأجانب الشراء في المكسيك، بحسب فيدراغاس. وفيما توجد بعض القيود على الأراضي المواجهة للشاطئ، أو الأراضي المتاخمة للحدود، فإنه لا تنطبق أي من تلك القيود في سان ميغيل. ويقول فيدارغاس إن الأجانب يجب أن يحصلوا على تصريح من الحكومة قبل الشراء، لكن «من السهل جدا الحصول على مثل ذلك التصريح»، على حد قوله. وتبلغ تكلفة العملية نحو 50 دولارا. تتمثل تكاليف الصفقة الرئيسة الوحيدة في الرسوم القانونية. ويقول فيدارغاس إن تلك الرسوم تتفاوت بحسب المحامي، لكنها عادة ما تقدر بنحو 1.5 في المائة من سعر الشراء. ويدفع البائع عمولة الوسيط العقاري. عادة ما يجري تسعير العقارات الراقية بالدولار الأميركي، بحسب أورتيز.

* اللغات والعملة

* الإسبانية، البيزو (بيزو واحد = 0.08 دولار) الضرائب والرسوم

* تقدر قيمة الضرائب بنحو أربعة آلاف بيزو سنويا، بحسب وكيل بائع العقار.