مشاريع الإفطار تدعم أرباح تأجير الخيام وملحقاتها

بعد توقفها عن المكاسب منذ انتهاء الشتاء

جانب من إفطار جماعي نظمته جمعية خيرية في الثمامة على أطراف مدينة الرياض (تصوير: إقبال حسين)
TT

يعد شهر رمضان المبارك من أكثر المواسم التي تنشط فيها بعض المشاريع الاستثمارية الصغيرة عن غيرها من الأشهر المتبقية التي تشهد كسادا - عادة - طوال السنة، وتنتظر على أحر من الجمر حلول الشهر الفضيل لنفض الغبار وتحقيق الإيرادات التي طال انتظارها.

ومن أمثلة المشاريع الصغيرة، متاجر تأجير الخيام ومستلزماتها، حيث انتعشت بسبب حملات «إفطار الصائم» التي تقيمها الجمعيات الخيرية وبعض رجال الأعمال في السعودية خلال رمضان، وتعمل هذه المتاجر الصغيرة والمتوزعة في أطراف العاصمة الرياض، على تأجير الخيام وملحقاتها كالفرش والمصابيح والمولدات الكهربائية، وبحسب تأكيدات أصحاب المحال الذين يعتبرون أن تجارتهم تقوم أساسا على موسمين لا يعوضان سنويا، هما فصل الشتاء وشهر رمضان، فإن محالهم عاشت تفاصيل ركود حاد مملة، صاحبه انحدار في تحقيق الإيرادات، سببه عزوف الناس عن استئجار الخيام والفرش نتيجة سخونة فصل الصيف.

وأكد العاملون أن عوادت سجلت نسبة أوسع مما كانت عليه منذ انتهاء فصل الشتاء الذي سبق دخول الشهر الكريم.

وعبر مشعل الغامدي صاحب محل «الربع الخالي» لتأجير الخيام وملحقاتها، عن سعادته البالغة بتوالي موسمي رمضان وفصل الشتاء اللذين اعتبرهما كسرا لكساد السنة، رغم أنه لم يفصل بينهما مدة كبيرة، مشيرا إلى أن بضاعة محله مستأجرة بالكامل من قبل إحدى المؤسسات الخيرية الضخمة لمدة شهرين، بمبلغ 50 ألف ريال، وأنه يحقق قسما كبيرا من إيراداته السنوية من أعمال شهر رمضان، وبالتحديد من مشروعات إفطار الصائم، واصفا رمضان بالموسم الذهبي وأنه فعلا شهر الخير.

وأبدى الغامدي امتعاضه من تصرفات وتجاوزات بعض العمالة التي تحصل بحق ممتلكاته المؤجرة، خصوصا في فترة الإفطار، حيث وصفها بالمسيئة والمتمثلة في عدم المحافظة على الخيام والفرش وإلحاق بعض الأضرار بها، لافتا إلى أنه قبل ثلاثة أعوام وعندما سلمت إحدى الجمعيات الخيرية بضاعته إليه بعد انقضاء شهر رمضان، لاحظ وجود حروق كبيرة في بعض الخيام، مما أجبره على استبدالها بخيام أخرى بتكلفة ثمانية آلاف ريال، رافضا تغريم الجمعية تبعات الحادث رغم أحقيته في ذلك وفق العقد المبرم، مؤكدا أنهم أناس يبحثون عن الأجر ولم يقصدوا بأي حال من الأحوال الإساءة إليه أو إلى بضاعته.

وفي صلب الموضوع، أكد طارق القبلان مدير أحد مشروعات تفطير الصائم، أن مسألة تأجير الخيام وملحقاتها في شهر رمضان أمر في غاية الصعوبة بالنسبة للمؤسسات الخيرية ذات المشروعات الجبارة، حيث تبدأ رحلة البحث عن الخيام المناسبة بكميات كبيرة من أجل حجزها قبل رمضان بشهر على الأقل، والمصيبة أنها تحسب عليهم منذ يوم الحجز الذي يسبق حلول الشهر الفضيل بفترة، بحجة بقائها وعدم تمكين المحل من الاستفادة منها خلال فترة الحجز، مبينا أن بعض المحال يقوم باستغلال الموسم بزيادة الأسعار والبعض يؤجرها بمبالغ زهيدة بغية الأجر.

وعن سبب تفضيل معظم الجمعيات الخيرية الاستئجار على خيار الشراء، أكد القبلان أن الشراء يحتاج إلى مكان مناسب لتخزين الخيام، وهو ما يفتقدونه أو قد يكون موجودا لكنهم يوفرونه لأشياء أخرى أهم، كما أن الخيام تحتاج إلى تنظيف وعناية خاصة وهو ما لا يحسنونه نتيجة انشغالهم بأمور تضاهيها أهمية، مضيفا أن للخيام عمرا افتراضيا معينا يتقادم مع السنين، وهو ما يشكل خسارة كبيرة عليهم في حال رغبتهم في الشراء نتيجة ارتباطهم بالتجديد من فترة إلى أخرى، مما يعني أن أفضل الخيارات هو الاستئجار.

إلى ذلك بيّن بدر الدوسري صاحب محل «سيول نجد» المتخصصة في تأجير الخيام وملحقاتها، أن موسم رمضان من المواسم الذهبية التي يعتمد عليها محله في تحقيق الإيرادات وتعويض الكساد الذي يعم تجارته طوال العام، مشيرا إلى أنه استطاع تأجير ما عنده من خيام وفرش قبل دخول شهر رمضان بنحو شهر وبأسعار ممتازة، وخمن أن نسبة الإقبال على محال تأجير الخيام تتجاوز الـ95 في المائة إذا ما قورنت بالفترة التي سبقت دخول الشهر المبارك، وهي بداية الإجازة الصيفية التي تحقق أدنى الإيرادات.

ودعا الدوسري الشباب إلى الدخول في مجال تجارة تأجير الخيام وملحقاتها، معتبرا أنها تجارة سهلة لا تحتاج إلى رأسمال ضخم، فكل ما تحتاج إليه هو الصبر من أجل اقتناص الفرصة المناسبة لتحقيق أرباح كبيرة تعوض فترات الكساد التي تسبق المواسم عادة، مشيرا إلى أنه استطاع أن يجني في هذا الموسم مبالغ تفوق الـ38 ألف ريال، في حين أن بضاعته لم تكلفه سوى 200 ألف ريال، مؤكدا أنه استطاع خلال أربعة أعوام أن يرد رأسماله الذي بدأ به، وأنه يجني حاليا الفوائد صافية دون استخراج رأس المال منها.

وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية في السعودية أصدرت بيانا لجميع فروعها من الأمانات والبلديات، يقضي بمنع استخدام الخيام الرمضانية التقليدية سريعة الاشتعال المصنعة من القماش داخل الأحياء، واستبدالها بنوعية معينة من الخيام، تتميز ببطء تفاعلها مع الاحتراق، وذلك حفاظا على الأرواح والممتلكات، خصوصا أنها تقام داخل الأحياء السكنية وتشهد كثافة كبيرة في مرتاديها.