طالبان تضرم النار في مائتي شاحنة تزود «الأطلسي» بالوقود

ثالث هجوم خلال أسبوع في العاصمة الأفغانية عشية الإعلان المرتقب عن نتائج الانتخابات

TT

أضرمت حركة طالبان النار في نحو مائتي شاحنة ممتلئة بالمحروقات بالقرب من كابل، بحجة أنها تزود بالوقود القوات الأجنبية في أفغانستان، وذلك بعد هجومين آخرين استهدفا العاصمة الأفغانية هذا الأسبوع.

وأفاد المتحدث باسم شرطة كابل حشمت ستانيكزاي أن «النيران اندلعت في الشاحنات في حدود الساعة الحادية عشرة» ليل أول من أمس، و«لا أحد يستطيع الاقتراب من الشاحنات بما أن النيران ما زالت مشتعلة». واندلعت النيران بعد انفجار قنبلة في الشاحنات التي كانت تنتظر في موقف غرب العاصمة، قبل دخول المدينة.

من جهته، صرح غل اغان هاشمي مدير إدارة التحقيقات الجنائية في شرطة كابل بأن الانفجار لم ينجم عن عملية انتحارية بل عن «عبوة لاصقة انفجرت وأدت إلى اشتعال الشاحنات»، موضحا أن الشاحنات الصهاريج عائدة لشركات خاصة. وتابع أنه لم يتبلغ عن أي إصابات، مشيرا إلى أن رجال الإطفاء باشروا إخماد النيران.

وقال سائق إحدى الشاحنات جنات غل «كنت نائما في شاحنتي عندما سمعت دوي ثلاثة انفجارات. وبعد ذلك رأيت الصهاريج تنفجر الواحد تلو الآخر فهربت من المنطقة فورا». لكن لم يعرف ما إذا كانت الشاحنات مرسلة فعلا إلى حلف شمال الأطلسي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم القوات الدولية بقيادة الحلف الأطلسي قوله إننا «نحقق في الحادث لنحدد ما إذا كان الوقود الذي أتلف في شوكي ارغندي الليلة (قبل) الماضية مرسل إلى قوات إيساف».

اما وزارة الداخلية الأفغانية، فأكدت أن «تحقيقا معمقا» في الهجوم سيجرى، موضحة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن حوالي مائتي شاحنة أحرقت. وفي بيان أرسل إلى وسائل الإعلام، تبنت حركة طالبان بلسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد الهجوم. وقالت إن «مقاتلينا الشجعان وبتكتيك خاص، أضرموا النار في مئات الشاحنات الصهاريج في غرب كابل، كانت تزود القوات الأجنبية بالوقود والمواد الغذائية». وكانت ثلاث قذائف سقطت صباح الخميس الماضي على مطار كابل من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا على ما أفادت الشرطة في هجوم تبنته طالبان. وتخضع منطقة المطار لتدابير أمنية مشددة. وتتمركز في المطار طائرات سلاح الجو الأفغاني وحلف شمال الأطلسي. وهو يتعرض باستمرار لمثل هذه الهجمات والقذائف ما يدل على استمرار المشكلات الأمنية في كابل. ويعود آخر هجوم من هذا القبيل إلى 24 يونيو (حزيران) الماضي عندما سقطت قذيفتان على ضواحي المطار دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.

من جهة أخرى، استهدف هجوم بالصواريخ أول من أمس قاعدة باغرام الجوية الأميركية. وقال المتحدث باسم القوة الدولية إن الهجوم أدى إلى «أضرار طفيفة في أحد المباني». وتثير هذه الأحداث قلق المجتمع الدولي المنشغل أصلا بالأزمة السياسية القائمة حول تعيين الرئيس الجديد الذي سيخلف حميد كرزاي الرجل الوحيد الذي قاد البلاد منذ الإطاحة بنظام طالبان نهاية 2001.

وجاءت الأحداث الأخيرة مع استعداد أفغانستان لإعلان النتائج الأولية للدورة الثانية من انتخابات الرئاسة يوم الاثنين في ظل أجواء متوترة. ويتبادل المرشحان اللذان تنافسا على خلافة الرئيس حميد كرزاي الاتهامات بتزوير واسع النطاق.