انهيار

TT

حول خبر («ثوار العشائر» لـ«الشرق الأوسط»: نستعد لدخول بغداد ولدينا مسلحون داخلها)، المنشور بتاريخ 5 يوليو (تموز) الحالي، أود أن أوضح أن الصورة القاتمة التي تعيشها بغداد الآن بعد إعلان ثوار العشائر استعدادها، يبدو أنها تحتاج إلى ظهور ابن العلقمي جديد لكي يسهل أمر دخول هذه القوات العشائرية، خاصة أن حكام السلطة من أتباع المالكي لديهم أكثر من ابن العلقمي، لا بل إن هذه الفئة الحاكمة نفسها مارست دور ابن العلقمي وسهلت أمر احتلال البلد وسقوط بغداد كما فعل بالضبط مع الوزير ابن العلقمي في عهد الخليفة المستعصم، وسهل لهولاكو اجتياح البلد وأمن حياته، ما يحصل الآن ليس له ما يشابهه في تاريخ العراق، ففي عهد صدام حسين كان نظاما ديكتاتوريا بامتياز، ولكنه كان نظاما يوفر كل مستلزمات الأمن، أما الآن فليس هناك لا دولة ولا نظام حماية ولا جيش وشرطة، الموجود هو فقط نوري المالكي الذي يدير مجموعاته المسلحة الموالية له من داخل المنطقة الخضراء عن طريق الريموت كونترول، حتى إنه لا يجرؤ أن يخرج رأسه في أي شارع ليتعرف على حقيقة الموقف في ظل سيادة حكم الميليشيات المسلحة التي باتت لديها القدرة على إسقاط مدن.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]