فان غال: إنها أفضل مجموعة عملت معها.. وجاهزون لمواجهة الأرجنتين

مدرب هولندا يشيد بلاعبيه بعد اجتياز عقبة كوستاريكا بركلات الترجيح والتأهل لقبل نهائي المونديال

لاعبو المنتخب الهولندي ينطلقون فرحا بعد ركلة الترجيح التي حسمت تأهلهم لقبل النهائي (أ.ف.ب) - فان غال أثبت حنكته في إدارة اللقاء (إ.ب.أ)
TT

أشاد مدرب المنتخب الهولندي لكرة القدم لويس فان غال بلاعبيه بعد التأهل إلى الدور نصف النهائي لمونديال 2014 على حساب كورستاريكا بركلات الترجيح، معتبرا أنها «أفضل مجموعة عملت معها»، ومعلنا تحديه لمواجهة الأرجنتين في المربع الذهبي الأربعاء.

وتابع فان غال الذي سيطر منتخب بلاده تماما على مجريات المباراة وأهدر فرصا بالجملة على مدار الوقتين الأصلي والإضافي: «إنها أفضل مجموعة عملت معها من ناحية الروح الجماعية والتعاضد. لقد تدربنا على ركلات الترجيح. أعتقد أنه عندما تعتاد على تنفيذ الركلة الترجيحية بشكل معين فستكون مرتاحا عندما تنفذ محاولتك».

وتطرق مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي المستقبلي إلى مسألة إدخال الحارس تيم كرول في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني من أجل تولي مهمة الوقوف بين الخشبات الثلاث في حصة الركلات الترجيحية التي صد اثنتين منها، قائلا: «في ما يخص من سيبدأ المباراة المقبلة (ضد الأرجنتين في نصف النهائي) فليس هناك أي شك بهذه المسألة، سيكون (ياسبر) سيليسين». وواصل: «لكننا شعرنا بأن كرول هو الخيار الأفضل في ركلات الترجيح. قلنا لكرول إن هناك احتمالا له (بالمشاركة) في ركلات الترجيح. لم نقل ذلك لسيليسين، لم نرد أن نعكر تحضيراته. أعتقد أننا نتمتع بنوعية أفضل من كوستاريكا. اعتقدت بأنه بإشراكنا ثلاثة مهاجمين قد نلحق بهم الأذى بشكل أكبر».

وأكد لويس فان غال على أنه يحترم قدرات لاعبي المنتخب الأرجنتيني الفردية، لكنه أكد على أن فريقه سيكون جاهزا للمواجهة المقبلة.

وقال فان غال ردا على سؤال أحد الصحافيين حول التحدي الذي ينتظره في مواجهة فريق يتمتع بالقدرة الهجومية العالية مثل الفريق الأرجنتيني: «شاهدت مباراة الأرجنتين أمام بلجيكا.. لقد عانى الفريق الأرجنتيني بشكل كبير في الناحية الهجومية». وأضاف: «لقد شاهدت النصف الأول من المباراة.. في بداية الأمر دانت السيطرة للفريق الأرجنتيني ولكن في ما بعد أصبح الفريق البلجيكي هو من يتحكم في إيقاع المباراة، كانت بلجيكا الأفضل ولكن إذا لم تسجل أهدافا لا يمكن أن تفوز.. الأرجنتين حالفها الحظ وتمكنت من التسجيل».

واختتم قائلا: «الأرجنتين فريق غير عادي ويمتلك لاعبين أصحاب قدرات فردية جيدة جدا مثل ليونيل ميسي، ولكن إذا كان هناك من يعتقد أنها تهاجم باستمرار فيجب علي أن أقول إن الوضع لم يكن كذلك أمام بلجيكا».

من جهته كشف الحارس الهولندي تيم كرول بطل ركلات الترجيح أنه عمل كثيرا مع مدربه في التمارين للنجاح في هذه الحصة.

وقال كرول الذي دخل بديلا قبل أربعين ثانية على نهاية الوقت بدل الضائع مكان سيليسن ليصد ركلتي رويز وأومانيا ويقود بلاده إلى نصف النهائي: «هذا هو عمل سبعة أسابيع. الآن يمكنكم الملاحظة أنه يجب مشاركة اللاعبين الـ23. لقد راقبناهم لكن لم نتعلم شيئا. كانت القوة الوقوف بثبات ثم الانطلاق. عملنا كثيرا أنا وفرانس هوك (مدربه) عليها».

وأشاد كرول بزميله سيليسن، مؤكدا على أن جزءا كبيرا من الفوز يعود الفضل فيه إلى سيليسن الحارس الأساسي. وقال كرول: «يجب أن نرجع الفضل في الفوز أيضا إلى جاسبر سيليسن، ما حدث ليس طبيعيا إلى حد كبير، ولكن عندما تكون النتيجة صفر / صفر يجب أن تكون مستعدا للاشتراك في أي وقت.. لقد قمت بما يجب علي القيام به».

من جانبه، قال سيليسن بعد تغييره قبل بداية ركلات الترجيح: «لم أشعر بضيق.. إنها مشاعر متشابكة.. لقد حققنا الانتصار كفريق».

يذكر أن سيليسن لعب دورا هاما في الفوز الذي حققه منتخب بلاده في تلك المباراة، حيث تصدى لقذيفة خطيرة نفذها ماركوس أورينيا مهاجم كوستاريكا من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 117 من المباراة قبل أن يجري الاستبدال به قبل صافرة النهاية بثوانٍ معدودة.

أما مهاجم هولندا روبن فان بيرسي الذي لم يكن موفقا في المباراة بيد أنه سجل ركلته الترجيحية، فقال: «كان البدلاء رائعين، إذا رأيتم أمرا مماثلا فيستحق التحية. نعرف أن كرول رائع بصد ركلات الترجيح».

وحيت الصحف الهولندية لويس فان غال بعد الفوز على كوستاريكا في إشارة إلى حنطته في إدارة اللقاء، وجاء على موقع صحيفة «فولكسكرانت» على شبكة الإنترنت: «عندما أدرك فان غال أنه لا مفر من ركلات الترجيح، بدل الحارس سيليسين، الذي نادرا ما يصد الركلات، بتيم كرول». وأضافت الصحيفة: «إنها ضربة معلم»، مشيرة إلى أن «تيم كرول صد ركلتي ترجيح».

ودفع فان غال بالحارس البديل تيم كرول في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع في الشوط الإضافي الثاني مراهنا عليه في الركلات الترجيحية، ولطوله الفارع (193 سم) مقارنة مع الحارس الأساسي ياسبر سيليسن الذي لم يختبر سوى مرة واحدة طيلة المباراة.

ونجح كرول حارس مرمى نيوكاسل الإنجليزي في التصدي لركلتين ترجيحيتين للقائد براين رويز وميكايل أومانيا كانتا كافيتين لبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخ المنتخب الهولندي.

وتحدثت صحيفة «دي تلغراف» عن أن فوز هولندا تحمل «علامة ذهبية» لفان غال، مضيفة: «في الرياضة وعلى مستوى عالٍ يحتاج النجاح أحيانا إلى الحظ أو إلى حاسة سادسة».

وذكر التلفزيون الهولندي «نوس» على موقعه أيضا: «خلافا لأي توقع، لويس فان غال أشرك تيم كرول بدلا من سيليسن للتصدي ركلات الترجيح، وقد كان كرول بطلا كبيرا بتصديه لركلتين».

وتطرقت تقارير أخرى إلى التأهل الخامس لهولندا إلى نصف نهائي كأس العالم. وتأهلت هولندا إلى دور الأربعة في كأس العالم أعوام 1974 و1978 و2010 عندما خسرت النهائي، و1998 حين حلت رابعة.

وعن اللقاء فقد احتاج المنتخب الهولندي إلى اجتياز ركلات الحظ الترجيحية لينهي مغامرة نظيره الكوستاريكي بالتغلب عليه 4 - 3 على ملعب «ارينا فونتي نوفا» في سالفادور دي باهيا.

وتلتقي هولندا وصيفة النسخة الأخيرة مع الأرجنتين في ساو باولو، وفي مباراة نصف النهائي الأولى تلتقي البرازيل المضيفة مع ألمانيا غدا في بيلو هوريزونتي.

وستكون المواجهة بين هولندا والأرجنتين الخامسة بينها في العرس العالمي وتميل الكفة للمنتخب الهولندي الذي فاز مرتين 4 - صفر في الدور الثاني في مونديال 1974 و2 - 1 في مونديال فرنسا 1998 مقابل تعادل واحد صفر - صفر في الدور الأول لمونديال 2006 في ألمانيا، وخسارة واحدة 1 - 3 بعد وقت إضافي في نهائي 1978 في الأرجنتين.

وخاض المنتخبان تسع مباريات حتى الآن ففازت هولندا أربع مرات مقابل خسارتين وثلاثة تعادلات. وهذه المرة السادسة التي بلغ فيها منتخب الطواحين الدور ربع النهائي بعد 1974 و1978 و2010 و1994 عندما خرج من الدور ذاته و1998. وكانت المرة السادسة التي تخوض فيها هولندا ركلات الترجيح في البطولات الكبرى ونجحت مرتين فقط في الخروج فائزة منها. وهي المباراة الأولى في دور الثمانية التي يتم فيها الاحتكام إلى التمديد وركلات الترجيح، علما بأن ملعب ارينا فونتي نوفا في سالفادور دي باهيا شهد أكبر معدل في هز الشباك (8.‏4 في المباراة الواحدة) بينها الفوز الساحق للمنتخب الهولندي على إسبانيا حاملة اللقب 5 - 1 في الجولة الأولى.

وهي المباراة الأخيرة على ملعب سالفادور دي باهيا الذي اهتزت فيه الشباك 24 مرة في خمس مباريات. وهو الفوز الـ11 لهولندا في مبارياتها الـ12 الأخيرة في كأس العالم، حيث خسرت مرة واحدة في المباراة النهائية لعام 2010 في جنوب أفريقيا.

في المقابل، خرجت كوستاريكا بشرف في مشاركتها الرابعة في العرس العالمي وكانت أفضل نتيجة لها قبل المونديال البرازيلي ثمن نهائي في المشاركة الأولى عام 1990 وخرجت بعدها من الدور الأول عامي 2002 و2006، قبل أن تحقق الإنجاز التاريخي في النسخة الحالية وتبلغ ربع النهائي وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الأربعة.

وصمدت كوستاريكا، أول منتخب من اتحاد الكونكاكاف يبلغ ربع النهائي منذ عام 2002 عندما حققت الولايات المتحدة هذا الإنجاز، طيلة الوقتين الأصلي والإضافي وأحرجت هولندا وقوتها الهجومية الضاربة، مؤكدة أن تأهلها وصدارتها مجموعة الموت أمام الأوروغواي وإيطاليا وإنجلترا لم تكن صدفة.

ومرة أخرى تألق حارس مرمى كوستاريكا وليفانتي الإسباني كيلور نافاس وكاد يقود منتخب بلاده إلى بر الأمان بالنظر إلى تدخلاته الرائعة وتصديه لأكثر من كرة خطرة للهولنديين الذين كان بإمكانهم حسم النتيجة في الوقت الأصلي بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي سنحت أمامهم واستمرت حتى الوقت الإضافي، كما أن القائم الأيمن والعارضة حالا دون هز الشباك ثلاث مرات.

وبدا واضحا لماذا تلقى دفاع كوستاريكا المنظم هدفين فقط في البرازيل وواجه المنتخب الهولندي - الذي دخل المباراة وهو يمتلك أقوى هجوم في البطولة بعدما سجل 12 هدفا - صعوبات كبيرة في الشوط الثاني وانتفض مع اقتراب الوقت الإضافي، وفي النهاية كانت ركلات الترجيح فقط هي الفارق بين الفريقين.