ألمانيا تطالب أميركا بإيضاحات حول واقعة تجسس

شتاينماير أكد أنه لا ينبغي إخفاء شيء

TT

طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الولايات المتحدة بتقديم إيضاحات حول اتهام أحد عملاء جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) بالتجسس لصالح وكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس إيه).

وخلال زيارته الراهنة للعاصمة المنغولية أولان باتور، قال شتاينماير أمس «إذا صحت التقارير فإننا هنا لا نتحدث عن صغائر». وأضاف الوزير الألماني أنه لذلك فإن على الولايات المتحدة أن تستخدم إمكانياتها لتقديم إيضاح بأسرع ما يمكن، وأكد أنه لا ينبغي إخفاء شيء «تحت السجادة» في هذه القضية.

جاءت هذه التصريحات لشتاينماير بعد لقاء عقده مع نظيره المنغولي لوفسانفاندان بولد في العاصمة أولان باتور. وقال مكتب المدعي الاتحادي الألماني في بيان رسمي إن رجلا عمره 31 عاما اعتقل للاشتباه في أنه جاسوس لدولة أجنبية. غير أن البيان لم يتضمن أي تفاصيل أخرى. وتهدد القضية بزيادة حدة التوتر في العلاقات مع واشنطن التي تضررت بالفعل بسبب الكشف في العام الماضي عن عمليات مراقبة على نطاق واسع لمواطنين ألمان من قبل وكالة الأمن الوطني الأميركية، بما في ذلك مراقبة الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ونقلت وكالة «رويترز» عن اثنين من السياسيين الألمان المطلعين على القضية قولهما إن الألماني أقر بأنه نقل لضابط اتصال أميركي تفاصيل لجنة برلمانية تشكلت للتحقيق في كشف الموظف السابق في وكالة الأمن الوطني الأميركية إدوارد سنودن عن عمليات التجسس الأميركية.

ووصفت الوكالة السياسيين بأنهما برلمانيان عضوان في لجنة الرقابة البرلمانية المكونة من تسعة أعضاء والمكلفة بمراقبة المخابرات الألمانية. وتحاط بعض اجتماعات اللجنة البرلمانية التي تحقق في قضية وكالة الأمن القومي الأميركية بالسرية. وقال أحد السياسيين، اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن المعتقل «ليست لديه صلة مباشرة بلجنة التحقيق.. ليس ضابطا كبيرا». وأضاف أن المشتبه به «عرض خدماته على الولايات المتحدة طوعا».

وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية «لا نتعامل مع مسألة التجسس لحساب أجهزة مخابرات أجنبية باستخفاف». وقالت صحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» وإذاعتا «في دي آر» و«إن ديآر» إن الجاسوس المزعوم اعتقل في البداية للاشتباه في أنه يتصل بضباط من المخابرات الروسية. غير أنه اعترف في ما بعد بأنه كان يعمل مع الأميركيين، حسبما قالت الصحيفة ومحطتا الإذاعة. وقالت صحيفة «بيلد» في نسخة مبكرة من مقال سينشر إن الرجل عميل مزدوج منذ عامين وسرق 218 وثيقة سرية.

وتأتي زيارة شتاينماير لمنغوليا، والتي تنتهي اليوم، بمناسبة احتفال ألمانيا ومنغوليا بمرور 40 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما. ويسعى البلدان من خلال الزيارة إلى تعميق الشراكة في مجال المواد الخام. يذكر أن منغوليا تعتبر من أغنى دول العالم بالمواد الخام، ووعد شتاينماير بتقديم الدعم لمنغوليا في مجال الجهود المبذولة لتجنب الإضرار بالبيئة خلال التنقيب عن المواد الخام، كما وعد بالمساعدة في إنشاء جامعة ألمانية منغولية جديدة.

من جهة أخرى، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، عن قلقها إزاء واقعة اتهام عميل لدى جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) بالتجسس لصالح وكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس إيه). وخلال حلقة نقاشية في برلين، قالت كلينتون أمس: «من الواضح تماما أن هذه الواقعة موضوع خطير». وتابعت أنها لا تعرف عن هذا الموضوع إلا ما نشرته وسائل الإعلام، وأضافت: «علينا أن نتمهل لحين معرفة الوضع على حقيقته». وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على عميل لدى جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) بتهمة التجسس لمدة لا تقل عن سنتين لصالح وكالة الأمن القومي الأميركي (إن إس إيه) وتتهم السلطات الألمانية الرجل، (31 سنة)، ببيع 218 وثيقة للوكالة الأميركية مقابل 25 ألف يورو.