أعمال ثمانية فنانين تروي بدايات الفن التشكيلي السعودي

ضمن معرض يقيمه «غاليري أيام» في جدة

عبد الحليم رضوي- المدينة المنورة
TT

يقيم «غاليري أيام» في جدة معرضا يجمع بين ثمانية من أبرز الفنانين السعوديين في فترة الستينات والسبعينات ويسلط الضوء على أعمال لهم مثلت بدايات الفن التشكيلي السعودي ومهدت السبيل لأجيال كثيرة أتت من بعدهم. المعرض الذي ينظمه الفنان عبد العزيز عاشور ينطلق يوم الجمعة المقبل ويستمر حتى 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2014. يضم المعرض أعمال لفنانين أثروا الساحة الفنية بعطاء سخي وهم عبد الحليم رضوي وعبد الرحمن السليمان ومحمد الرصيص ومحمد السليم وعبد الجبار اليحيى وطه الصبان وعبد الله الشيخ وعبد الله حماس. يثير العدد المحدود للفنانين المعروضة أعمالهم تساؤلا عن السبب في اقتصار المعرض على هؤلاء الرواد، يجيبنا قيم المعرض الفنان عبد العزيز عاشور قائلا: «منذ أكثر من شهرين تحدث معي قسورة حافظ ممثل غاليري أيام في السعودية بصدد معرض لأعمال رواد الفن السعودي ومجموعة من الرعيل الأول فاقترحت أن يكون عنوان المعرض (الطليعة: بدايات الفن التشكيلي السعودي) وطرحت عدد من الأسماء، جرى اختيار ثمانية منها لهذا المعرض على أمل أن يكون هناك معرض ثانٍ لفنانين آخرين تحت عنوان (الطليعة 2)».

وأشار عاشور لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أهمية هذا المعرض «تأتي من الرؤية التي تبناها «غاليري أيام» لتقديم صورة عن بداية الفن في السعودية»، موضحا أن أهمية الرواد والرعيل الأول تكمن في «منجزاتهم البصرية التي تناولت أهم المفاهيم الجمالية في الدفاع عن الهوية والخصوصية المحلية والخوض في ممارسات تتصل بالحداثة».

المعرض اختار أن يقدم مجموعة من الروائع الفنية التي أدت إلى نهوض الحركة الفنية في السعودية، ويأتي أعقاب معرض «الماضي كمقدمة» الذي أقيم في فبراير (شباط) الماضي ضمن «أسبوع الفن في جدة 2139» وسجل إقبالا واسعا من الجمهور. يشير عاشور إلى أن «الماضي كمقدمة» ساهم في بلورة صورة عامة لدى الجمهور «بأن هناك فنانين ومكتسبات فنية كبيرة للمحترف السعودي وأن لدينا جيلا من الرواد وجيلا من الرعيل الأول». ويأتي الاهتمام بالعودة للماضي كنتيجة للتركيز الكبير حاليا في الإعلام على الفن المعاصر فقط وإغفال دور الرواد. يتابع عاشور: «كانت لدينا مشكلة في العشرة سنوات الأخيرة بأن هذه الأسماء كانت مغيبة وتحديدا من بداية سوق الفنون السنوي (آرت دبي)، الذي مثل منعطفا مهما في حركة الفن، وعندما سلطت الأضواء من خلال معرض (الماضي كمقدمة) على أسماء الرواد اتضحت الصورة لدى الكثيرين وأصحاب الغاليرهات بأن هناك تجربة سعودية لها تاريخ ومكتسبات بارزة».

يقدم المعرض أكثر من ثلاثين عملا أكثرها أعمال نادرة على حد تعبير عاشور «هذه الأعمال تمثل تجارب لهؤلاء الفنانين في فترة السبعينات بعضهم لم يتوقع أن نطلب منهم أعمالا للعرض، ولكن حصيلتنا الآن تضم مجموعات مهمة لعبد الله حماس وعبد الحليم الرضوي، ومحمد السليم وعبد الرحمن السليمان. وبعض الأعمال التي لم تعرض إلا مرة واحدة وبعضها الآخر لم يعرض من قبل».

يذكر دليل المعرض أن الفنانين المشاركين من أوائل من غادر السعودية نحو الغرب لدراسة الفن بشكل منهجي وهو ما كان له دور في تشكيل رؤية فنية متطورة ومستقلة. ورغم أن التأثيرات الأغلب على هؤلاء الفنانين كانت من المدارس الفنية الغربية مثل التكعيبية والتجريدية إلا أنهم لدى عودتهم اتجهوا بفنهم إلى الدفاع عن الهوية والتراث. وتنامت لديهم الرغبة لابتكار هوية سعودية جديدة بدأت تتبلور في استخدام وسائط محلية مثل الاستخدام اللوني أو موتيفات محلية مثل النخيل والبيوت الطينية والهندسة المعمارية المحلية والحكايات الشعبية ومشاهد من الصحراء. ونرى ذلك واضحا في أعمال عبد الله الشيخ وطه الصبان ومحمد السليم الذي لخص الاتجاه الفني في المملكة في ذلك الوقت في مقال له بمجلة اليمامة في عام 1988 قال فيه: «أي عمل لا تتوفر فيه الأصالة، عمل لا يستحق أن يحمل اسم فنان».

يتمنى عاشور أن تقام مؤسسة سعودية للاحتفاظ بأعمال رواد الفن «المهم الآن هو ألا تخرج الأعمال الباقية لهؤلاء الرواد من البلاد فهذا جزء مهم من تراثنا وهو ما تبقى لنا».

يشير إلى أن اللوحات المشاركة كلها معروضة للبيع.. «نريد أن يجعل الناس أن يشعروا بأهمية الاقتناء وأهمية الفن السعودي ولرفع أسعار الفن السعودي أسوة بباقي المنطقة».