«مدام دبوز» تعود إلى الواجهة صحافية ومنتجة تلفزيونية

صاحبة العينين الذهبيتين ميليسا توريو تقدم فيلما بعنوان «حرية مساواة ارتجال»

ميليسا وجمال دبوز
TT

كان لقبها «المذيعة ذات العينين الذهبيتين». وقد كسبت ميليسا توريو (35 عاما) شهرتها من براعتها كصحافية تلفزيونية تعد وتقدم برامج وتحقيقات سياسية، قبل أن تتزوج من الكوميدي المغربي جمال دبوز (39 عاما) في مغامرة توقع لها كثيرون أن تكون نزوة لن تستمر. لكن النجمة الشقراء والفنان الأسمر خيبا التوقعات المتشائمة وواصلا حياة زوجية سعيدة توجت بولادة الطفلين ليون علي وليلى.

في عام 2006. أي قبل زواجهما بسنتين، تجرأت ميليسا ورفضت ما لا يمكن لصحافية شابة ومبتدئة أن ترفضه. فقد كانت تقدم نشرة أخبار الصباح من قناة «إل إس إي» حين عرضت عليها القناة الفرنسية الأولى أن تقدم نشرة أخبار المساء، في غياب النجمة التلفزيونية كلير شازال. لكنها رفضت تقديم النشرة التي يتابعها 10 ملايين مشاهد، كل ليلة، وقررت ألا تتسرع في الصعود لأن «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع».

انتقلت المذيعة ذات العينين الذهبيتين إلى قناة «إم 6» لإعداد وتقديم برنامجها السياسي الناجح «مناطق ممنوعة»، ثم قدمت برامج ثقافية وتحقيقات مصورة لقناة «باري بروميير» الخاصة. ومثل زوجها، كشفت عن ميل للعمل الإنساني وشكلت مع 5 من زميلاتها المذيعات والصحافيات البارزات تظاهرة «الوردة»، بالتعاون مع المنظمة العالمية للطفولة، لتسهيل دخول البنات الصغيرات للمدارس في المناطق المحرومة والفقيرة. كما تطوعت للعمل مع جمعية «أحلام» التي تعتني بالأطفال الذين يعانون من أمراض ثقيلة.

خلال سنوات زواجهما الست، واصل جمال انطلاقته في عالم السينما والتلفزيون والاستعراضات الفكاهية وحاز جائزة التمثيل مهرجان «كان» وصار النجم الأعلى أجرا في فرنسا. لقد تجاوزت شهرته شهرة زوجته التي اكتفت بلقب «مدام دبوز». فالفنان المغربي الأصل لم يعد ذلك المهاجر القادم من الضواحي، ذا الذراع المشلولة إثر حادث والكلمات التي تتدفق من لسان متلعثم يستثير الضحك. إنه فنان ملتزم، صاحب مسرح خاص به وشركة إنتاج وقد تمكن من إطلاق مهرجان في مراكش يدعو إليه، كل عام، أشهر فناني العروض الفكاهية في فرنسا.

لكن الصحافية الناجحة التي تحمل «الماستر» في الإعلام التلفزيوني لم تترك المهنة تماما وواصلت تنقلاتها بين البرامج والقنوات، الأمر الذي لا يسمح لها بالرسوخ في موقع معين. لقد سافرت إلى بقاع نائية في أفريقيا وأنجزت تحقيقات وأفلام وثائقية عن القبائل البدائية هناك. وها هي تقتدي بزوجها وتؤسس شركة للإنتاج التلفزيوني وتبدأ أول أعمالها بفيلم وثائقي عن المخرج الفرنسي المتميز لوك بيسون، من المقرر أن يعرض على القناة الثانية، أواخر الشهر الجاري.

حاليا، تضع ميليسا اللمسات الأخيرة على فيلم وثائقي يدور حول ارتجالات الممثلين على المسرح، عنوانه مستوحى من شعار الجمهورية الفرنسية: «حرية، مساواة، ارتجال». إن الثروة التي جمعها زوجها لا تدفع بها نحو الكسل بل تقول إنها ما زالت تستيقظ بشكل تلقائي، كل صباح، قبل 5 دقائق من رنين جرس المنبه. كما أنها ما زالت تنزل لتشتري الصحف اليومية وتعد مطالعة المجلات الورقية متعة لن تتنازل عنها.