مسلسلات رمضان تسحب البساط من مباريات المونديال لدى السوريين

«باب الحارة» بجزئه السادس يلقى متابعة واهتماما رغم اختلافات الآراء حوله

مشهدان من مسلسل «باب الحارة»
TT

سحبت المسلسلات التي تعرض على شاشات القنوات الفضائية خلال شهر رمضان الكريم في سوريا البساط من تحت أقدام اللاعبين في المونديال. وقد خابت التوقعات بأن يستمر الهوس بمباريات كأس العالم لكرة القدم التي تقام حاليا في البرازيل والتي عادة تجذب جميع المتابعين، إلا أن الأحاديث حاليا لدى السوريين تدور عن أحداث المسلسلات والمقارنة بينها ومتابعة وإهمال البعض منها.

وتقول تغريد محمد، وهي ربة منزل، إن المسلسلات برمضان أنقذتها من هوس زوجها بالمباريات ومتابعتها إضافة إلى متابعة التحليلات والأخبار الرياضية لمعرفة المستجدات كافة.

وتقول ضاحكة إن «رمضان جلب لي السلام التلفزيوني إلى جانب السلام الروحي.. لم أعد مضطرة إلى مشاهدة مباريات لا أفقه بها شيء، أما المسلسلات فيمكن متابعتها حتى لو اختلفت الذائقة تجاهها».

وبدأت تصفيات كأس العالم المقامة في البرازيل حاليا منذ منتصف الشهر الماضي وتستمر حتى منتصف الشهر الحالي، إلا أن تزامن الحدث مع بدء شهر رمضان، وما يصاحبه من بث القنوات العديد من المسلسلات، حير المشاهدين، الذين انصاعت الأغلبية منهم إلى متابعة هذه الفضائيات.

وعلى الرغم من تعدد مسلسلات البيئة الشامية التي يجري عرضها في رمضان الحالي على القنوات الفضائية، فإن مسلسل «باب الحارة» بجزئه السادس يلقى متابعة واهتماما واضحين في الشارع السوري على الرغم من اختلافات الآراء حوله، حيث يعد غياث الحبوش أن جرعة «الفانتازيا» التي يتضمنها المسلسل أكثر بكثير من مواصفات البيئة الشامية «الدمشقية»، من حيث الأحداث والحبكة والمغالاة في أداء الشخصيات. لكن رغم ذلك، فإن والدته لا تزال من أشد المتابعين للمسلسل، وكانت بانتظاره على أحر من الجمر قبل رمضان، ولدى سؤالها عن ذلك، تقول بعفوية: «نريد أن نعرف كيف سيرجع أبو عصام». المسلسلات الاجتماعية المعاصرة، كانت لها بصمة واضحة، فقد حظي مسلسل «قلم حمرة» بانتقادات إيجابية حتى الآن، بيد أن الانتقاد السلبي الوحيد، وفقا لرهام، هو عرضه على قناة واحدة فقط كونها المنتجة له، وهو للكاتبة السورية الشهيرة يم مشهدي التي تتحدث فيه عن تجربتها كأنثى وتجارب نسائية جريئة خارج المألوف في المجتمعات العربية من تجاوز الممنوعات والتمرد على التقاليد والأفكار القديمة التي لا تسمح للمرأة بالتعبير عما يجول في داخلها من حب وجنس أو التفكير في المستقبل بشكل حر، وهو إخراج حاتم علي الذي يعيش في مصر منذ نحو ثلاث سنوات بينما لا تزال الكاتبة مشهدي في دمشق، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وتضيف رهام: «أما مسلسلات (صرخة روح) و(خواتم) و(لو)، فقد طالها نقد لاذع، من ناحية الترويج لأخلاق وعادات غير مقبولة اجتماعيا، كالخيانة والخروج عن العادات والتقاليد، رغم الجرأة الواضحة، لا سيما مسلسل (لو) مع أداء فني عال من قبل فريق التمثيل حتى الآن». الكوميديا كان لها نصيب من المتابعة، لا سميا النقدية منها، حيث حظيت لوحات «بقعة ضوء» بمتابعة جيدة نسبيا، رغم أن مشاهدين أخذوا عليها محاولة تعليب الأزمة وجعلها سلعة يستفاد منها في كادر اللوحة، بما أنها ليست من أساسها. مع ذلك، فإن الواقع الفني الدرامي فرض نفسه في منازل السوريين وشد المتابعين إليه، رغم ظروف الحرب القاسية التي تعانيها البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما جعله متنفسا لكثير من السوريين الذين سئموا الموت ويتطلعون للحياة.