هزة أرضية أثارت رعب اللبنانيين والشائعات أدت إلى ترك عائلات منازلها

تحولت إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل واصفين البلد بـ«المهزوز»

TT

بينما كان اللبنانيون يترقبون الوضع الأمني بحذر ويعيشون على وقع التهديدات والهزات الأمنية المتتالية التي تضرب لبنان فإذا بالهزة تأتيهم هذه المرة من الطبيعة لتثير الرعب في صفوفهم. فبعد منتصف ليل أول من أمس استفاق المواطنون على وقع هزة أرضية قوية ضربت بعض المناطق، ولا سيما في صيدا جنوبا وإقليم الخروب والشوف في جبل لبنان، ووصلت تردداتها إلى مناطق أخرى بينها الشمال والجنوب وبيروت وضواحيها. لكن ما زاد الخوف والتوتر الذي استمر طوال يوم أمس هو ما تلا هذه الهزة من خمس هزات ارتدادية خفيفة، إضافة إلى الشائعات التي بدأت تنتشر بعد دقائق من وقوعها على مواقع التواصل الاجتماعي محذرة من هزة أقوى قد تضرب لبنان عند الساعة الرابعة صباحا، قبل أن يعود مجلس البحوث العلمية وينفي الخبر جملة وتفصيلا. وقد أدت هذه الشائعات إلى ترك بعض العائلات في مناطق الشوف وإقليم الخروب في جبل لبنان منازلهم وقضاء ليلتهم في العراء خوفا من هزة ارتدادية أكبر أو «الهزة الشائعة»، بينما نشطت وسائل الإعلام بتوعية المواطنين بكيفية التصرف عند حدوث الهزات.

وقد أعلن أمين عام مركز البحوث معين حمزة عن حدوث هزة أرضية في تمام الساعة 12 والدقيقة 41 ليلا، بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر، موقعها في منطقة صيدا بالجنوب، واصفا إياها بـ«غير الاعتيادية». وأشار إلى أنه «منذ منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحا جرى تسجيل ست حالات زلزالية».

وشرح حمزة في مؤتمر صحافي أمس أن «ما حصل هو بداية نوبة زلزالية بدأت تتضاءل منذ منتصف الليل». وقال: «على المواطنين أخذ أقصى درجات الحذر»، لافتا إلى أن «الحدث الزلزالي قد ينتج عنه ترددات ضئيلة أو مشابهة للهزة الأولى».

ولفت حمزة إلى أن «الهزة الأرضية أحدثت كسرا في الأرض في صيدا، ما تسبب بصوت قوي»، مؤكدا أن «لبنان موجود على شبكة من الفوالق الزلزالية التي تنشط أحيانا وتتوقف أحيانا أخرى».

وأكد حمزة أن إجراءات الوقاية ضرورية، مشيرا إلى أنه يجري تحليل هذه الهزات لتوقع انعكاساتها لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت.

مع العلم أن هذا الخوف لم يمنع اللبنانيين، وكعادتهم عند كل «مصيبة»، أن يجعلوا من الحدث نفسه والوضع الذي اعتادوا عليه في «البلد المهزوز»، وفق تعبير عدد كبير من الشباب، مادة للسخرية، وهو الأمر الذي أزعج في الوقت عينه بعض القاطنين في المناطق التي تأثرت بشكل أكبر بالهزة. إذ وبينما كتب وجيه ع. قائلا: «الناس في جبل لبنان ماتوا من خوفهم والآخرون يطلقون النكات... حقا إنه عندما تقوم القيامة سيكون هؤلاء يتصورون سلفي»، قال عبد ق. «يبدو أننا سنموت والهواتف في أيدينا... نتسابق من سيرسل أول صورة للزلازل.».. ومن جهته، قال علي م. «عندكم في لبنان وقعت هزة لكن عندنا في الضاحية الجنوبية لم يحدث شيء..».