ليبرمان يفك شراكته مع نتنياهو ويبقى في الحكومة

خلافات في إسرائيل حول عملية عسكرية مرتقبة في غزة

TT

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أمس إنهاء تحالف حزبه مع حزب «الليكود» الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدما كان الحزبان متحالفين تحت اسم «الليكود بيتنا» وخاضا الانتخابات الأخيرة كذلك.

وجاء إعلان ليبرمان بعد أيام من الخلافات الحادة بينه وبين نتنياهو على خلفية التصعيد في قطاع غزة، إذ يدفع ليبرمان نحو عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة بما في ذلك احتمال إعادة احتلال القطاع، بينما يريد نتنياهو توجيه ضربات محدودة ومن ثم تثبيت تهدئة هناك.

وانتقد ليبرمان علانية حليفه نتنياهو أكثر من مرة هذا الأسبوع، وقال إن المضي قدما في «أسلوب الهدوء مقابل الهدوء هو أسلوب خاطئ جدا وغير مقبول».

وانتهت الخلافات بين نتنياهو وليبرمان بملاسنة حادة أول من أمس، حيث قال نتنياهو لليبرمان إن عليه الصمت نهائيا وعدم الحديث أو التصريح بشأن قطاع غزة لأن ذلك لا يخصه، بينما رد ليبرمان على نتنياهو باتهامه بأنه جبان ورجل كلمات وخطابات لا أفعال.

وقال ليبرمان أمس في مؤتمر صحافي عقده في الكنيست إنه فك شراكته السياسية مع نتنياهو، بسبب الخلافات حول غزة. وأضاف ليبرمان: «ليس سرا أن الخلافات مع نتنياهو قد ازدادت حدة في الآونة الأخيرة، وعليه فقد قررنا فض الكتلة البرلمانية المشتركة مع الليكود»، لكن ليبرمان أكد أن حزبه «إسرائيل بيتنا» سيظل شريكا مخلصا في الائتلاف الحكومي.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلية مجددا للقيام بحملة عسكرية ضد البنى التحتية لحماس في قطاع غزة، مؤكدا أنه منذ انتهاء عملية «عمود السحاب» قبل نحو عامين أنتجت حركة حماس المئات من الصواريخ التي يصل مداها إلى 80 كيلومترا. وأضاف: «إذا امتنعت إسرائيل عن القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة فستكون لدى حماس حتى نهاية العام الحالي آلاف الصواريخ مما سيجعل الوضع لا يطاق».

وقوبل قرار ليبرمان بغضب في مكتب نتنياهو. وقالت مصادر سياسية مقربة من نتنياهو: «إنه من المثير للأسف أن يكون وزير الخارجية قد قرر اتخاذ مثل هذه الخطوة السياسية في الوقت الذي بلغت فيه التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل أوجها».

وأضافت المصادر: «التصريحات الملتهبة التي أدلى بها ليبرمان ومعه وزير الاقتصاد نفتالي بينت تضع صعوبات أمام صانعي القرار». ويؤيد بينت ضربة موسعة إلى غزة ويضغط مع ليبرمان من أجل قيام الجيش بها. ومن غير المتوقع أن يؤدي قرار ليبرمان في هذا الوقت إلى المس بالحكومة وتركيبتها، لكن يقوى مواقف أحزاب إسرائيلية إذا ما فكرت في الانسحاب.

وقال وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري أريئيل من حزب البيت اليهودي بأن «إسرائيل بحاجة الآن إلى حكومة وحدة وطنية صهيونية تعمل على تقوية الأمن ومؤازرة المعنويات العامة بعيدا عن أي انشقاقات».

ودعا أريئيل الوزراء إلى «وضع الخلافات جانبا والتركيز على ما هو صحيح بالنسبة للشعب الإسرائيلي بعيدا عن المهاترات والمصالح السياسية».