مظاهرات في صنعاء والمحافظات تنديدا بـ«العدوان» الحوثي.. وتأييدا لنظام الرئيس هادي

رئيس بعثة «التعاون» : ندعم الخطوات التي تتخذها القيادة اليمنية لاستعادة عمران

جانب من تظاهرة ليمنيين في صنعاء دعماً للجيش الذي يواجه زحف الحوثيين (أ.ف.ب)
TT

أعرب مجلس التعاون الخليجي عن شديد إدانته لـ«العدوان»، الذي قامت به ميليشيا المتمردين الحوثيين على محافظة عمران بشمال صنعاء، في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، أمس، مظاهرات حاشدة بعد توقف دام عدة أشهر، وجاءت هذه المظاهرات تنديدا باجتياح جماعة الحوثي المسلحة لعمران وتأييدا للقيادة السياسية.

وقال رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي إلى اليمن، السفير المهندس سعد بن محمد العريفي لـ«الشرق الأوسط»، إن دول مجلس التعاون تأسف لما شهدته عمران من أعمال عسكرية، و«تصعيد غير مبرر للعنف والانتهاكات والأحداث الدامية»، وأضاف: «ندين ونستنكر قيام جماعة الحوثي باقتحام مقار المنشآت الأمنية والعسكرية ومعسكر اللواء (310) مدرع، والاستيلاء على المحافظة، وهذه التطورات والأحداث المؤسفة لا تخدم استقرار اليمن، وتمثل بلا شك خروجا صارخا عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي تعهدت جميع المكونات السياسية والمجتمعية بالإسهام الفاعل في تنفيذها، والتي تعتبر أحد المحاور الرئيسة في المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية.

وأشار العريفي إلى أن «دول مجلس التعاون أدانت، وبشدة، ما حدث في عمران، وقد عبر معالي الأمين العام الدكتور عبد اللطيف الزياني عن موقف واضح وصريح، اعتبر من خلاله عدوان جماعة الحوثي على عمران بأنه يمثل خروجا صارخا عن مخرجات الحوار، وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية إلى التهدئة ووقف إطلاق النار وتجنيب اليمن ويلات سفك الدماء البريئة والزكية، خاصة في هذا الشهر الفضيل».

وقال السفير العريفي إنهم في بعثة مجلس التعاون يؤكدون دعمهم المطلق لجميع الإجراءات والقرارات التي تتخذها القيادة السياسية اليمنية لاستعادة السيطرة على محافظة عمران «كون ذلك يمثل حقا سياديا مشروعا بل وواجبا على الدولة»، ودعا رئيس بعثة مجلس التعاون «كافة الأطراف في عمران إلى وقف التصعيد والعودة إلى التهدئة والالتزام بالإجماع الوطني الذي عبرت عنه الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار الموقعة من كافة الأطراف، المتمثلة في تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة والعمل السياسي البناء».

وحول مصير المرحلة الثالثة والأخيرة من المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، في ظل ما هو قائم من تصعيد غير مسبوق للعنف في الساحة اليمنية، أكد السفير العريفي أن المبادرة تحظى بدعم دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي «لكن من يحميها وينفذها هو الشعب اليمني الذي أحاط تنفيذ مراحلها الأولى والثانية برغبة شعبية كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى وتوافر الإرادة السياسية في تجاوز اليمن الكثير من التحديات التي حفلت بها المرحلتان الأولى والثانية»، وعبر عن ثقة الخليجيين في أن «الشعب اليمني قادر على تخطى كافة الصعوبات والتعقيدات القائمة، ومثلما جرى تحقيق إنجازات باهرة في تنفيذ المراحل السابقة من المبادرة التي تزامن تنفيذها مع تصاعد مماثل وربما أخطر للتعقيدات والتحديات الأمنية، سيتم استكمال تنفيذ المرحلة الثالثة بنجاح مماثل والعبور الآمن إلى مرحلة التحول السياسي المنشود». وبشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه دول مجلس التعاون على الصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لمساعدة اليمن لمواجهة التحديات القائمة، لا سيما على الصعيد الأمني والاقتصادي، قال السفير المهندس سعد بن محمد العريفي إن دول مجلس التعاون تصدرت، ولا تزال، قائمة الدول المانحة لليمن، و«هي تنطلق في مواقفها الداعمة لليمن الذي يمثل عمقا استراتيجيا لدول مجلس التعاون من استشعارها لواجبها في تعزيز أمن واستقرار اليمن، ومساعدة الشعب اليمني على استكمال تحقيق التحول السياسي المواكب لتطلعاته المشروعة التي توافقت عليها المكونات السياسي اليمنية في توقيعها للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».

وقال رئيس دبلوماسية «التعاون» في صنعاء إن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى جدة، والمباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «وما خلصت إليه من نتائج تمثلت في توجيه خادم الحرمين الشريفين بتقديم مساعدات مالية واقتصادية عاجلة لمساندة اليمن على تجاوز الأزمة الاقتصادية المتصاعدة تجسد الحرص على دعم استقرار اليمن ودفع العملية السياسية القائمة إلى الأمام لتستكمل تحقيق الأهداف المتوخاة منها، أما على الصعيد السياسي والدبلوماسي فدول مجلس التعاون والأمانة العامة للمجلس ممثلة بمعالي الأمين العام بذلت ولا تزال جهودا متفانية لحشد الدعم السياسي لليمن وللعملية السياسية القائمة في البلاد».

في هذه الأثناء خرج، أمس، عشرات الآلاف في صنعاء وتعز وإب والضالع وحضرموت وغيرها من المحافظات، في مظاهرات حاشدة أعقبت صلاة «جمعة دفاعا عن الجمهورية ووفاء لشهداء الجيش»، فيما ندد خطباء الجمعة في جميع المحافظات بـ«عدوان» جماعة الحوثي المتمردة في شمال البلاد على محافظة عمران، واحتلالها لجميع المؤسسات الحكومية ونهبها للأسلحة الثقيلة من معسكرات المحافظة، وإعادة التموضع في المحافظة وإرسال كميات كبيرة من تلك الأسلحة إلى محافظة صعدة مركز القيادة للجماعة.

وكان الرئيس هادي دعا الحوثيين، في اجتماع استثنائي لحكومة الوفاق الوطني، إلى الانسحاب من عمران وإعادة المنهوبات من الأسلحة، في حين دانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «العدوان» الحوثي على عمران. وشهدت صنعاء ومعظم المحافظات، أمس، مظاهرات حاشدة تطالب بتأييد النظام الجمهوري وترفض «العدوان» الحوثي على عمران، وتحذر من مخططات الحوثيين في المستقبل القريب.

من ناحية أخرى، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمرا إلى القوات المسلحة برفع درجة الاستعداد القتالي، وجاءت أوامر الرئيس اليمني هادي، الذي يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة، في اجتماع عقده مع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء أحمد علي الأشول وعدد من القيادات العسكرية العليا، حيث جرى التوجيه برفع درجة الاستعداد القتالي بالوحدات العسكرية والأمنية في إطار أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة، وقال الرئيس هادي إن مخرجات الحوار هي الفيصل والمرجعية ولن يُسمح إطلاقا لأي قوى أو جماعات تجاوزها أو فرض إرادتها بالقوة، حسب تعبيره.

وشدد الرئيس اليمني على ضرورة أن تكون الوحدات العسكرية والأمنية في يقظة واستعداد دائمين لتنفيذ المهام المنوطة على الوجه الأمثل وعدم السماح بالخروج عن الإجماع الوطني ومخرجات الحوار الشامل، وتأتي هذه التوجيهات الرئاسية في أعقاب استيلاء الحوثيين على مدينة عمران المجاورة للعاصمة صنعاء.