دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة أمس حول مطار دونيتسك كبرى مدن المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا، بينما لمح الرئيس بيترو بوروشينكو إلى أن شروط الهدنة التي يطالب بها الأوروبيون لم تجتمع بعد. واحتدمت المعارك حول مطار دونيتسك الدولي الذي أصيب بأضرار جسيمة وأغلق منذ بدء المواجهات العنيفة في مايو (أيار) الماضي. وخوفا من عمليات القصف، فرت عشرات العائلات القلقة من هذه المدينة التي تضم نحو مليون نسمة. وقالت البلدية في بيان، إن «معارك بالمدفعية الثقيلة دارت منذ الليلة قبل الماضية، وسكان عدد كبير من الأحياء سمعوا هدير طائرة تحلق على ارتفاع منخفض جدا، بينما رأى شهود عيان معدات عسكرية ثقيلة في الشوارع الرئيسة للمدينة».
وفي محطة القطارات في دونيتسك التي يمكن رؤية برج المراقبة في المطار منها، واصطف فيها نحو مائتي شخص لشراء بطاقات سفر، سمع تبادل إطلاق النار المقبل من المطار ثم تحليق طائرة ودوي الدفاعات الجوية. وشنت قوات كييف أول من أمس هجوما عنيفا على المتمردين الموالين لروسيا في غرب دونيتسك وتمركزت في جنوب المدينة لإحكام الطوق المضروب عليها. وفي منطقة لوغانسك المجاورة قتل أربعة من عمال المناجم وجرح 16 آخرون عندما سقطت قذيفة على حافلة كانت تقلهم في تشيرفونوبارتيزانسك، كما قال صاحب الشركة التي يعملون فيها. وتسعى قوات كييف حاليا إلى تطويق أكبر مدينتين في شرق أوكرانيا دونيتسك ولوغانسك، بينما يعبر المتمردون عن تصميمهم على الدفاع عن المدينتين اللتين يبلغ عدد سكانهما مليون نسمة ونصف المليون على التوالي. وعبر رئيس وزراء جمهورية دونيتسك ألكسندر بورداي أول من أمس عن تصميمه على «الدفاع عن الأرض من الاحتلال» وتحدث عن إمكانية «إجلاء عشرات الآلاف» إن لم يكن «مئات الآلاف» من سكان مدينة دونيتسك أمام تقدم القوات الأوكرانية.
دبلوماسيا، عقدت في بروكسل أمس مشاورات ثلاثية بين أوكرانيا وروسيا والمفوضية الأوروبية، بهدف توضيح الأمور لموسكو حول اتفاق الشراكة الأخير الذي أبرم بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. في غضون ذلك، أدانت منظمة العفو الدولية أمس تزايد عمليات التعذيب والخطف التي تستهدف خصوصا ناشطين موالين لكييف في شرق أوكرانيا. وقال دينيس كريفوتشييف مدير المنظمة غير الحكومية لأوروبا وآسيا الوسطى، إن «مئات الأشخاص خطفوا في الأشهر الثلاثة الأخيرة».