تحالف إخوان مصر يدعو أنصاره إلى تهيئة البلاد لـ«عصيان مدني شامل»

مقتل متظاهرين في القاهرة.. وهتافات مؤيدة لـ«غزة» في مسيرات الجماعة

TT

وضعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر رهانها على أن يثمر السخط الشعبي على رفع أسعار الوقود في دفع موجة غضب ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تأثرت شعبيته على خلفية قرارات اقتصادية تقشفية. وواصلت الجماعة مظاهراتها الأسبوعية أمس (الجمعة)، وقتل متظاهر على الأقل في اشتباكات مع الأمن، لكنها تحدثت للمرة الأولى منذ إطاحتها من الحكم الصيف الماضي عن تهيئة البلاد لإعلان «عصيان مدني شامل»، وما سمته «معركة المكاتب الخاوية».

ونجحت السلطات المصرية منذ فض اعتصامين لأنصار جماعة الإخوان منتصف أغسطس (آب) 2013 في حرمان الجماعة من الاعتصام أو حشد أنصارها في مسيرات ضخمة. وخلف فض الاعتصامين مئات القتلى، كما سقط العشرات في مواجهات بين الشرطة وأنصار «الإخوان» طوال العام الماضي، مما دفع شباب في الجماعة للإعراب عن تململهم من عدم إحراز نتائج.

وتلقفت جماعة الإخوان وحلفاؤها في التحالف الوطني لدعم الشرعية إجراءات حكومية تقشفية في مسعى لاستغلال حالة من السخط في أوساط المواطنين الذين يقبع 40 في المائة منهم تحت خط الفقر ويعتمدون على دعم حكومي على السلع الأساسية ومن بينها الخبز.

ووجهت السلطات الأمنية ضربة لتحالف الإخوان خلال الشهر الحالي، وألقت القبض على قيادات به قبيل الإعلان عن قرار رفع أسعار الوقود، الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في أسعار الكثير من السلع، كما ارتفعت أسعار المواصلات.

وللمرة الأولى تحدث التحالف الوطني لدعم الشرعية عن تهيئة البلاد لعصيان مدني، مما يعيد إلى الأذهان دعوات أطلقها شباب للعصيان المدني في 6 أبريل (نيسان) عام 2008، وهي المبادرة التي تشكل على خلفيتها حركة شباب 6 أبريل التي لعبت دورا بارزا في ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، ويقبع مؤسسها حاليا أحمد ماهر في السجن، حيث يقضي عقوبة الحبس ثلاث سنوات لمخالفته قانون التظاهر.

وقال تحالف دعم الشرعية في بيان له مساء أول من أمس، إن «مصر تتهيأ بقوة للعصيان المدني ومعركة المكاتب الخاوية، وانتفاضتكم السلمية متواصلة بقوة في كل مكان في أسبوع ثوري جديد تحت عنوان (العسكر يسحق الفقراء) دعما للغلابة ورفضا لجرائم الانقلاب وفي مقدمتها الغلاء ورفع الدعم»، على حد وصف البيان.

وحث بيان التحالف على كسب «قطاعات شعبية جديدة للثورة»، والاهتمام بـ«حراك العمال والطلاب والشباب»، وطالب التحالف أنصاره بترديد هتافات وشعارات لتلتحم بالبسطاء، ورفع كسرات الخبز وأعلام البلاد.

ويرى مراقبون وقادة إسلاميون أن الفجوة بين جماعة الإخوان والمواطنين ظلت تتسع مع إصرار «الإخوان» على المطالبة بعودة مرسي، وإنكار أخطاء يقول معارضو الجماعة إنها كانت السبب في إزاحتهم عن السلطة. وتسعى الجماعة على ما يبدو إلى رفع شعارات اجتماعية لتفادي نقاط الاختلاف مع الشارع والقوى السياسية، لكن من غير المعروف ما إذا كانت ستفلح في توسيع حركة الاحتجاجات أم لا.

وقال التحالف في بيانه إنه «كان هناك عشرات البدائل لوقف قرارات التجويع والإفقار والغلاء، ولكنها تصطدم بطبقة الفساد المسلح والخراب وصندوق النكد الدولي وكبار العصابة (..) فكان العقاب للشعب كل الشعب».

وتظاهر الآلاف من أنصار جماعة الإخوان في عدة مدن مصرية. وفرض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ نحو أسبوع، نفسه على تلك المظاهرات، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لسكان القطاع، ونددوا بـ«الصمت المصري».

وقالت مصادر إخوانية، إن متظاهرا واحدا على الأقل قتل أمس خلال مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في حي المطرية (شمال القاهرة)، حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز وطلقات الخرطوش لتفريق مسيرة لأنصار الجماعة.

وقال شهود عيان، إن أنصار الجماعة قطعوا الطريق الدائري، أحد الشرايين الرئيسة للعاصمة القاهرة، قرب حي الهرم الذي يشهد أسبوعيا مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين.

وأغلقت قوات الأمن معظم الميادين الرئيسة، وكثفت وجودها بالقرب من السفارات والمباني الحيوية، وتمركزت فرق التدخل السريع أعلى عدة كباري تربط القاهرة بمحافظة الجيزة المتاخمة لها.