قوى معارضة تبحث في الأردن اليوم إنقاذ العراق من أزمته الراهنة

عمان: محمد الدعمة

TT

بدأت في العاصمة الأردنية عمان أمس اجتماعات تحضيرية لمؤتمر للمعارضة العراقية لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيعقد اليوم، للبحث في سبل إيجاد حل سياسي لإخراج العراق من محنته الحالية والتأكيد على رفض حكومة المالكي.

وأفادت مصادر عراقية بأنه ستشارك في المؤتمر مئات الشخصيات من داخل العراق وخارجه يمثلون القوى العراقية المعارضة للتوسع الإيراني في العراق. وأوضحت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر سيخرج بتوصيات عدة في مقدمتها إبداء المجاميع المسلحة استعدادها لمقاتلة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق، مقابل عدم استمرار المالكي على رأس الحكومة لولاية ثالثة.

وحسب المصادر، سيمهد المشاركون الطريق أمام عقد المؤتمر العام للقوى الوطنية العراقية بعد عيد الفطر المبارك في عمان بمشاركة ممثلين عن المعارضة المسلحة والسلمية «لاستثمار الفوز الذي حققته الثورة ضد سياسة حكومة المالكي الطائفية وارتباطها بالمحور الإيراني الذي تتقاطع أهدافه مع إرادة العراقيين ورفضهم للهيمنة والإملاءات الإيرانية».

ومن المنتظر، حسب المصادر، أن يدعو المؤتمر إلى «توحيد الجهود والمواقف تجاه الأحداث في العراق، وطلب الدعم للثورة الشعبية العراقية، على اعتبار أنها ثورة شعب ضد الظلم من أجل إسقاط حكومة نوري المالكي لما يتعرض له الشعب العراقي من ظلم وتقسيم على أسس طائفية وعرقية ومذهبية». بدوره، قال رعد عبد الستار السليمان، رئيس الهيئة التنسيقية لثورة العشائر المشارك في الاجتماعات في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن «كل الأطراف المشاركة في الاجتماعات أكدت على وحدة العراق ورفض التقسيم»، مبينا أنه جرى خلال الجلسات التحضيرية طرح موضوع إنشاء إقليم للسنة لكن ألغي هذا الموضوع نهائيا من برنامج المؤتمر، مشيرا إلى أن إقليم كردستان «يتمتع بخصوصيته لأنه كان إقليما قبل ثورتنا على المالكي ونحن نمتلك علاقات استراتيجية مع الإخوة الكرد، فهم مثلنا نحن السنة يعانون من ظلم سياسات المالكي». وكشف السليمان عن أن أكثر من 250 شخصية عراقية وطنية وأكثر من 11 فصيلا معارضا لنظام المالكي والنفوذ الإيراني شاركوا في الجلسات التحضيرية للمؤتمر، موضحا أن المرجع السني الشيخ عبد الملك السعدي وعدد كبير من الشخصيات الأكاديمية والعشائرية شاركوا في هذه الجلسات، إضافة إلى «المجالس العسكرية وثوار العشائر والضباط السابقين وكتائب ثورة العشرين وجيش المجاهدين وجيش النقشبندية والبعثيين والجيش الإسلامي وجيش الراشدين».

من جانبه، قال وضاح مالك الصديد، أحد شيوخ عشائر شمر، إن المؤتمر تشارك فيه «العشائر الوطنية التي لم تنخرط في العملية السياسية في العراق»، مضيفا: «مؤتمرنا ليس لتكريس الطائفية وليس لتقسيم العراق ولكنه يقصي العشائر التي شاركت في الحكومة العراقية والتي تشكلت منها الصحوات والتي دعمت الاحتلال الأميركي للعراق والتي شاركت بالعملية السياسية بالمجمل». وأضاف: «المؤتمر يمثل الثوار والمقاومة ولا علاقة له بـ(داعش)»، بينما بين أن المؤتمر لا تدعمه أية دول عربية أو غير عربية، باستثناء «الترحيب الأردني بعقده».

ونأت الحكومة الأردنية بنفسها عن المؤتمر الشعبي العراقي، مؤكدة أن هذا شأن عراقي داخلي، لكنّ مشاركين قالوا لشبكة «سي إن إن» الأميركية إن المؤتمر عقد بطلب من القوى الوطنية العراقية و«رغبة واستجابة أردنية» رسمية.