فان غال يتسلم منصبه اليوم وسط توقعات بثورة تغييرات في مانشستر

صفقتا انتقال فيدال وخضيرة إلى يونايتد وآرسنال في طريقهما للفشل بسبب مغالاة اللاعبين في مطالبهما المادية

بلاتر رئيس الفيفا يقلد فان غال الميدالية البرونزية في آخر مشاركة له مع المنتخب الهولندي قبل انضمامه ليونايتد (أ.ب)
TT

رغم أن الهولندي لويس فان غال المدير الفني الجديد لمانشستر يونايتد لم يتسلم منصبه بعد، فإن توجيهاته وإرشاداته بدأت تنهال على النادي اللندني. وأكدت مصادر إعلامية إنجليزية أن نادي مانشستر يونايتد لن يتعاقد مع آرتورو فيدال لاعب وسط منتخب تشيلي وفريق يوفنتوس بطل الدوري الإيطالي، وذلك خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى أن النادي الإيطالي كان على استعداد للتفريط في فيدال مقابل 32 مليون جنيه إسترليني، إلا أن فان غال لم يبد أي رغبة في التعاقد مع اللاعب التشيلي. وأضافت أن مسؤولي مانشستر يونايتد يرون أن هذا المبلغ يفوق حساباتهم في حالة التفاوض مع فيدال، رغم اعتراف فان غال بأن لاعب يوفنتوس يعد من أفضل لاعبي العالم في مركزه.

ونقلت «ديلي ميل» تصريحات لفيدال أدلى بها لصحيفة «لا تيرسيرا» التشيلية أثناء قضاء إجازته بعد نهاية كأس العالم، قائلا: «سمعت كثيرا عن شائعات التفاوض مع مانشستر يونايتد، لن أتكلم في الأمر كثيرا، وسأحدد مستقبلي بعد العودة إلى إيطاليا، وبالطبع يشرفني أن يرتبط اسمي بالانتقال إلى أحد أفضل أندية العالم». في المقابل، أشارت تقارير صحافية أخرى إلى أن وجود وكيل أعمال فيدال في لندن لإتمام إجراءات انتقال أليكسيس سانشيز من برشلونة إلى آرسنال الإنجليزي، ليس له علاقة بانتقال فيدال إلى الشياطين الحمر، لأن أجندة تعاقدات مانشستر يونايتد تضم خيارات أخرى بعيدة عن اللاعب التشيلي.

وبحسب الصحيفة الإنجليزية يأمل فان غال أن يخلق حالة من الوحدة والألفة بين لاعبي «الشياطين الحمر» وأيضا في جميع قطاعات كرة القدم بالنادي، من أجل تحقيق نتائج إيجابية في الموسم الجديد والعودة إلى القمة مجددًا. وأمر المدرب الهولندي نجوم فريقه بأن يتلاحموا مع الناشئين وأعضاء الجهاز الفني، وأن يتناولوا الطعام يوميًا في «كارينجتون» في الواحدة ظهرًا، لمساعدة الفريق على التقدم كوحدة واحدة وهو ما سينعكس على أداء اللاعبين في الملعب. وقال فإن غال: «أتمنى أن يصبح لاعبو يونايتد كتلة واحدة ومتلاحمة، لخلق روح الفريق من جديد واستعادة البطولات».

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يستعد فيه فان غال لاستلام منصبه في مانشستر يونايتد اليوم وسط موجة عالية من التوقعات بعدما حقق المدرب المخضرم نجاحا جديدا في نهائيات كأس العالم. وقاد فان غال (62 عاما) منتخب بلاده هولندا إلى احتلال المركز الثالث في كأس العالم بعد سلسلة من العروض القوية والمقنعة. وسيتولى فان غال المسؤولية وسط أمل كبير من مشجعي يونايتد حول العالم بأن يتمكن الفريق من تجاوز تعثره في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب ديفيد مويز. وتعرض فان غال لانتقادات عنيفة قبل كأس العالم بعدما غير الأسلوب الخططي المعتاد لهولندا قبل فترة من انطلاق البطولة. ويعشق الهولنديون الكرة الهجومية الممتعة ولذلك لم يكن من السهل تقبل أسلوب فان غال باللعب بأسلوب دفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة لكن المدرب أثبت أنه كان على صواب.

وقال ويسلي شنايدر صانع لعب هولندا بعد العودة إلى بلاده «الجميع يثق تماما في التغييرات الخططية وفي الواقع سارت الأمور معنا بشكل رائع. يعود جزء كبير من نجاحنا في البطولة للمدرب». وشقت هولندا طريقها في البطولة حتى بلغت الدور قبل النهائي ولم تخرج إلا بركلات الترجيح أمام الأرجنتين. وعلى مدار البطولة تدخل فإن جال ببعض القرارات الفنية المهمة التي لاقت قبولا وإشادة. وعلى سبيل المثال دفع فان غال بمهاجمه ديرك كاوت في مركز الظهير الأيمن في المران قبل أن يكرر الأمر بنجاح في المباريات. ولم يشعر فان غال بالخوف من الدفع بمجموعة من اللاعبين الشبان مثل ممفيس ديباي ويوردي كلاسي ليؤكد ثقته في الشباب. وفي البرازيل لم يتحدث فان غال كثيرا عن عمله المقبل كمدرب ليونايتد بعدما أبرم عقدا لمدة ثلاث سنوات في مايو (أيار) الماضي لكن بعد البطولة وصف فان غال تجربته المنتظرة للتلفزيون الهولندي بأنها «التحدي الرائع».

وسيعود فان غال بذلك للعمل مع الأندية لأول مرة منذ إقالته من تدريب بايرن ميونيخ في 2011. ولم ينفق فان غال الكثير حتى الآن في فترة الانتقالات الصيفية وضم أندير هيريرا من أتليتيك بيلباو ولوك شو من ساوثهامبتون. ومنذ أكثر من عشر سنوات تعرض فان غال لانتقادات قاسية عندما كان يتولى تدريب برشلونة بأنه حوله إلى فريق هولندي لكن أحد هؤلاء اللاعبين أكد أنه من غير المرجح تكرار ذلك في أولد ترافورد. وقال رونالد دي بور «كان هناك سبعة لاعبين يسيطرون على غرفة الملابس ويتحدثون الهولندية.. كان هذا الموقف غير صحي وأعتقد أن لويس أدرك ذلك ولن يفعله مرة أخرى».

من جهة ثانية يدرس نادي آرسنال الإنجليزي صرف النظر عن التعاقد مع سامي خضيرة لاعب وسط ريال مدريد ومنتخب ألمانيا بسبب مغالاة اللاعب في مطالبه المادية. وأشارت صحيفة «ميرور» الإنجليزية إلى أن خضيرة اشترط الحصول على 150 ألف جنيه إسترليني كراتب أسبوعي، بينما ترغب إدارة الغانرز في وضعه مع الفئة الأولى التي تتقاضى 130 ألف جنيه إسترليني مثل مسعود أوزيل، وأليكسيس سانشيز الوافد الجديد من برشلونة.وأضافت أن المدرب الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال كان يمني النفس بضم سامي خضيرة مقابل 23.5 مليون إسترليني، ليكون الصفقة الثانية بعد ضم سانشيز مقابل 33 مليون إسترليني. من ناحية أخرى، أكدت «ميرور» أن النادي اللندني اقترب من ضم الثنائي ماتيو ديبوشي لاعب نيوكاسل يونايتد، وخافيير مانكيلو لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني الشاب، واللذان يلعبان في مركز الظهير الأيمن، مما يعني أن فينغر سيوافق على إعارة كارل ينكنسون لمنحه فرصة أكبر للعب. وأكدت أن صفقة ديبوشي قاربت على الانتهاء بنجاح بعد تعاقد نيوكاسل مع الهولندي داريل يانمات مقابل 6 ملايين إسترليني، كما اقترب آرسنال من ضم الحارس الكولومبي أوسبينا مقابل 3 ملايين إسترليني، بعد صرف النظر عن ديفيد مارشال بسبب مطالبة ناديه كارديف سيتي الهابط للدرجة الأولى الحصول على 10 ملايين إسترليني.