معايير

TT

* فيما يتعلق بخبر (ترشيح سليم الجبوري لرئاسة البرلمان يصطدم بـ«السلة الواحدة»)، المنشور بتاريخ 14 يوليو (تموز) الحالي، أتعجب لاستمرار هذه المهاترات والمشاحنات بين الكتل السياسية العراقية، وكأن التجربة العراقية هي التجربة المثالية في اختيار مسؤولي المناصب، وكأن العراق هو الوحيد بالكون الذي لديه معايير في اختيار الأشخاص ليس لها مثيل في العالم، فها هو العراق يغفو بوجود هؤلاء القادة تحت طبقات من الخراب والدمار، وها هو مليء حتى النخاع بكل انواع الفساد، وتسيطر عليه مجموعة ميليشيات مسلحة وتسقط منه مدن ومحافظات بأكملها، في الوقت الذي يسعى فيه نوري المالكي إلى احتواء كل تخصيصات الموازنة من اجل تسليح جيشه لحمايته وحماية هو فقط وأتباعه، يقتر على العراقيين في الخدمات والتعليم والصحة، ويكرم اتباعه، وفوق هذا وذاك يصر على بقائه في المنصب لكي لا يخسر الامتيازات، هذا هو حال العراق بوجود النخبة الطائفية الإيرانية المصرة على أن تقود جلسات البرلمان بما يخدم مصالحها ومصالح إيران، فأي دولة في العالم لا يجتمع برلمانها لانتخاب الساسة، لا بل هم مستعدون لبيع العراق بأكمله من أجل مصالحهم، والعالم يتصور أن تلك التأخيرات في اختيار المناصب هي من أجل الكفاءة والنزاهة.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]