عباس يبحث مع السيسي المبادرة المصرية.. ومع أبو مرزوق آليات تطبيقها

الرئيس الفلسطيني سيتوجه إلى تركيا والخليج

TT

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القاهرة، أمس، لإجراء مباحثات حول الأوضاع المتفاقمة في قطاع غزة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمسؤولين في مصر وبعض القيادات الفلسطينية من حركة حماس. ووسط غموض في موقف الحركة إزاء المبادرة المصرية للتهدئة في غزة، وإعلان أحد قادة حماس، أمس، «إبلاغ القاهرة رسميا برفضها»، ردت مصادر مصرية مسؤولة بالقول إنه «لا علم لديها بذلك».

واستبق الدكتور نبيل شعث، القيادي في حركة فتح، وصول عباس إلى القاهرة بالقول إنه سيلتقي السيسي، وأمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وكذلك بالقيادي موسى أبو مرزوق نائب خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وأشار إلى أن مباحثات عباس بالقاهرة ستتركز على «وقف إطلاق النار والهجوم البربري والإبادة بقطاع غزة». وذكر شعث في تصريحات صحافية أن عباس سيتوجه بعد مغادرة مصر إلى تركيا ومنها إلى الخليج أيضا، وذلك سعيا لتثبيت إنهاء وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وبحث عباس عقب وصوله مع أبو مرزوق سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وكيفية إتمام التهدئة وتنفيذ المبادرة المصرية. وقالت مصادر في السفارة الفلسطينية بالقاهرة إنه جرى أيضا خلال اللقاء بحث إيجاد آليات لتطبيق ودعم المبادرة، وذلك ضمن مساعي الرئيس الفلسطيني لوقف شلال الدم الذي يتعرض له قطاع غزة.

وفي غضون ذلك، عقب مصدر مصري دبلوماسي مسؤول بشأن تصريحات أطلقتها حماس أفادت بأن الحركة أرسلت ردا رسميا إلى القاهرة برفض المبادرة المصرية، بالقول إن «القاهرة لم يصلها شيء بصورة رسمية يشير إلى هذا الرفض، وليس لدينا علم به». من جانبه، أوضح عزام الأحمد، القيادي في حركة فتح عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، لـ«الشرق الأوسط» أن المباحثات ما زالت جارية بين الفصائل الفلسطينية والرئيس عباس. وقال الأحمد في تصريحات صحافية منفصلة إن «لقاء سيعقد بعد ظهر (أمس) في القاهرة بين قيادي من حركة حماس وممثل للقيادة المصرية. ونأمل أن يجري (خلال هذا الاجتماع) التوصل إلى صيغة نهائية للمبادرة المصرية، أو إضافة توضيحات حول الأهداف الأساسية لها».

وشهدت القاهرة أمس نشاطا دبلوماسيا مكثفا، إذ تلقى وزير الخارجية المصري اتصالات من نظرائه في عدد من العواصم الغربية تؤكد دعم المبادرة المصرية، والتي وصفها شكري بـ«المهمة والضرورية لوقف التصعيد العسكري ضد الشعب الفلسطيني، وإتاحة الفرصة لاستئناف عملية السلام وتحقيق حل إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية».

والتقى شكري صباح أمس توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، والذي أعلن عن ترحيبه ودعمه للمبادرة قائلا إنها «جاءت في وقتها»، وإنها تجد دعما واسعا من المجتمع الدولي، «الذي يدعم مسألتين دعما قويا؛ هما المصالحة الفلسطينية التي لن يتحقق السلام بدونها ونرغب في رؤية الشعب الفلسطيني الموحدة تحت رئاسة الرئيس محمود عباس، والموافقة على مبادرة وقف إطلاق النار حتى نبدأ في عملية بناء المستقبل».

وأشار بلير إلى أن هذه المبادرة ترمي إلى مناقشة كل القضايا وحل المشاكل الحالية والقريبة والبعيدة، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شكري، الرغبة في التوصل إلى تهدئة حتى يتسنى للعالم التواصل مع غزة والتوصل إلى سلام دائم. موضحا أن الرباعية الدولية ملتزمة بحل الدولتين، ولكن بعد وقف إطلاق النار وتطبيق المبادرة المصرية.