مقتل سبعة تكفيريين في سيناء.. والمتحدث العسكري: مستمرون في مواجهة الإرهاب

الحكومة تتعهد بإحكام السيطرة على الأسواق والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار

TT

تعهدت الحكومة المصرية بمواصلة جهودها لمكافحة أعمال العنف في البلاد، وأكد رئيس الوزراء إبراهيم محلب في اجتماع الحكومة أمس، «تصدي الحكومة بكل قوة لمحاولات زعزعة الاستقرار في مصر».

وشددت السلطات الأمنية أمس من العمليات الميدانية الموسعة في مدن شمال سيناء، في أعقاب حادث إطلاق قذائف «هاون» على مقر حرس الحدود بمدينة العريش، ومقتل مجند بالقوات المسلحة وسبعة مواطنين. وأعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير أمس، «مقتل 7 من العناصر الإرهابية التكفيرية في الشيخ زويد». مضيفا: «القوات المسلحة تؤكد استمرارها في تنفيذ العمليات الأمنية المشتركة مع وزارة الداخلية للقضاء على الإرهاب بكل المناطق مهما كلفها من تضحيات».

في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش والشرطة نشرا قوات على طول مجرى قناة السويس البالغ نحو 160 كيلومترا، وشددا من إجراءات التفتيش على الطرق القريبة من مجرى القناة وعلى السيارات الآتية من وإلى السويس عن طريق سيناء والقاهرة، لضبط أي عناصر إرهابية أو خارجة عن القانون»، مضيفة: «قوات من الجيش والشرطة انتشرت أمس، في مداخل ومخارج مدن شمال سيناء، خاصة العريش ورفح والشيخ زويد، وهناك توجيهات بحصار الجماعات الإرهابية المسلحة، وتضييق الخناق عليها، في القرى الساحلية الواقعة على شاطئ البحر المتوسط في رفح والشيخ زويد والعريش، من أجل قطع كل الإمدادات التي تحصل عليها عن طريق البحر، وتنفيذ هجمات مباشرة على معاقلها ومخازن الذخيرة التي تمتلكها في قرى التومة والجورة والمقاطعة والظهير والمهدية».

وتشن القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة حملة أمنية موسعة في سيناء منذ أشهر للقضاء على المتشددين. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، إن «عناصر الجيش وتشكيلات الأمن المركزي قامت بمداهمة وتفتيش قرية الفتات جنوب الشيخ زويد، وتمكنت من قتل سبعة من العناصر الإرهابية المسلحة وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر».

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه قوات الجيش الثاني الميداني بالتعاون مع عناصر حرس الحدود تنفيذ خطط هجوم لعمليات نوعية تستهدف معاقل الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي تقطن قرى جنوب الشيخ زويد، في خطوة جديدة لتصفية فلول الجماعات التكفيرية، التي بدأت تستعيد نشاطها مرة أخرى، وتقوم بعمليات عدائية ضد قوات الجيش والشرطة.

وكشف مصدر أمني مسؤول عن أن طائرات المراقبة الأمنية تنفذ طلعات يومية لكشف معاقل الجماعات الإرهابية، تمهيدا لتنفيذ ضربات قوية من خلال المروحيات الهجومية المقاتلة الأباتشى لضرب حصون العناصر الإرهابية، مشيرا إلى أن شواطئ البحر المتوسط ما زالت تخضع لرقابة صارمة من جانب القوات البحرية، التي تؤمن المياه الإقليمية المصرية بوحدات متطورة ولنشات سريعة، من أجل قطع طريق أي محاولات لاختراق السواحل المصرية من قطاع غزة عبر البحر المتوسط.

وعانت سيناء، بالقرب من الحدود المصرية مع إسرائيل، من حالة غياب أمني منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) من العام الماضي. وأشارت المصادر العسكرية والأمنية إلى أن «العمليات الانتقامية من أنصار الرئيس السابق ضد الجيش والشرطة ما زالت متوقعة، تقابلها إجراءات أمنية على أعلى مستوى».

في سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أمس، إن «عناصر حرس الحدود بالجيش الثاني بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تمكنت من ضبط فتحة نفق بداخل أحد المنازل عثر بداخله على 20 طابة صواريخ ميكانيكية، وكذلك ضبط ثلاثة من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة بالعريش». وتابع: «في نطاق المنطقة الشمالية العسكرية تم القبض على 176 متسللا، وفي جنوب مصر تمكنت عناصر حرس الحدود من القبض على خمسة أفراد ينتمون إلى الجماعات الإرهابية أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي السودانية وبتفتيشهم عثر معهم على مبالغ مالية وأجهزة حواسب وأسطوانة مدمجة محمل عليها معلومات خاصة بعدد من المنشآت والأهداف الحيوية».

في سياق آخر، قال مصدر مسؤول في الحكومة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة تعهدت أمس بإحكام السيطرة على الأسواق والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار في البلاد».

وعقد مجلس الوزراء أمس اجتماعا برئاسة محلب، لبحث جهود الحكومة للسيطرة على ارتفاع الأسعار بعد قرار رفع أسعار الوقود، وذكر المصدر المسؤول أن «الاجتماع بحث سبل بسط الأمن والاستقرار في الشارع، وأن رئيس الوزراء أكد اتخاذ الحكومة كل الإجراءات التي تكفل عدم استغلال القرارات الإصلاحية ورفع أسعار السلع أو الخدمات، وأشار إلى ممارسة كل الأجهزة الرقابية دورها في إحكام السيطرة على الأسواق».

وازدادت أعمال العنف والتفجيرات في البلاد عقب عزل مرسي، ويتظاهر أنصار جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة وعدة محافظات بشكل شبه يومي. ودعا ما يسمى «تحالف دعم الإخوان» أنصاره للتظاهر غدا (الجمعة) لتأييد صمود الفلسطينيين في غزة. ويقول مراقبون إن «الحكومة المصرية تحاول تأكيد قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد»، وتمكنت عناصر من قوات الشرطة أمس من ضبط عدد من أعضاء جماعة «الإخوان» في عدد من محافظات مصر متورطين في أعمال عنف وشغب.

وبينما أمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات أمس، بإحالة 163 متهما من عناصر «الإخوان» للمحاكمة الجنائية بتهمة قتل 29 مواطنا والشروع في قتل ثلاثة آخرين في الأحداث المعروفة إعلاميا بمذبحة سيدي جابر بمدينة الإسكندرية في أغسطس (آب) الماضي، قضت دائرة قضايا الإرهاب بالشرقية بالسجن سنة لمحمد سعيد نجل شقيق الرئيس المعزول (طالب) و15 إخوانيا، بتهمة إهانة القضاء.