منظمة حقوقية تحذر من تضاعف زواج الأطفال بين اللاجئات السوريات في الأردن

ربع الزيجات المسجلة لفتيات دون الثامنة عشرة

TT

أعلنت «منظمة إنقاذ الطفل» أن «الزواج المبكر والقسري بين الفتيات من مجتمعات اللاجئين السوريين في الأردن قد تضاعف منذ اندلاع أزمة سوريا»، مشيرة إلى أن «الفقر الشديد والخوف المتزايد بين مجتمعات اللاجئين السوريين من خطر التعرض للعنف الجنسي، تعد من الأسباب الرئيسة لشعور الآباء والأمهات بأن لا خيار أمامهم سوى تزويج بناتهم بهدف حمايتهن». وأفادت المنظمة في بيان صحافي أمس بأن ربع زيجات اللاجئين المسجلة في الأردن هي لفتيات دون الثامنة عشرة من عمرهن حسب بيانات أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، موضحة أن حالات الزواج المبكر كانت قبل اندلاع الأزمة في سوريا بنسبة 13 في المائة من مجموع الزيجات، ولكن البيانات الأخيرة تظهر أن هذه النسبة قد أصبحت نحو 26 في المائة بين صفوف الفتيات اللاتي لجأن إلى الأردن. وقالت إن «48 في المائة من هذه النسبة من هؤلاء الفتيات قد جرى إجبارهن على الزواج من رجال يكبرونهن سنا بعشر سنوات على الأقل». ونقل البيان عن مديرة مكتب المنظمة في الأردن صبا المبسلط قولها إن «زواج الأطفال يعد أمرا مدمرا للفتيات المتزوجات في وقت مبكر. فمن المرجح تعرض هؤلاء الفتيات – اللاتي يتزوجن قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة – إلى العنف المنزلي بشكل أكبر من قريناتهن اللاتي يتزوجن بعد هذه السن. ويلاحظ أيضا أنهن يتمتعن بصحة جنسية وإنجابية محدودة بشكل أكبر، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على أجسادهن غير مكتملة النمو، خصوصا عند حصول الحمل».

وذكر التقرير الذي أعدته «منظمة إنقاذ الطفل» بالتعاون مع اليونيسيف عدة أسباب وراء اختيار العائلات الزواج المبكر لبناتهن. ومن بين هذه الأسباب اعتماد اللاجئين على مصادر رزق متضائلة، بالإضافة إلى افتقارهم إلى الفرص الاقتصادية. وهم في الوقت نفسه واعون بشكل كبير إلى حاجتهم لحماية بناتهم من تهديد العنف الجنسي.

في ظل هذه الضغوطات، تعد بعض العائلات أن زواج الأطفال المبكر هو أفضل طريقة لحماية الإناث من الأطفال، كما يقلل من الضغط على مصادر رزق العائلة. وأوضح التقرير أن الفتيات اللاتي يتركن المدرسة «هن أكثر عرضة للزواج المبكر، وفي الوقت ذاته فإن الفتيات اللاتي يتزوجن مبكرا هن أيضا أكثر عرضة لترك مقاعد الدراسة في ظل ما هو متوقع من الفتاة المتزوجة من حيث الحاجة للتفرغ للاهتمام بزوجها وبيتها، أو للإنجاب ولرعاية الأطفال».

وينقل التقرير أن «هناك عائلات سورية تتبنى مقولة: (إنها ما زالت صغيرة على الزواج)، بينما تصمم هذه العائلات على (مقاومة) هذا النهج، خصوصا مع وجود حالات مشهودة من الأمهات اللاتي يرفضن مبدأ زواج الأطفال رفضا قاطعا. ومن بعض الأسباب التي أعطتها هؤلاء الأمهات لهذا الرفض، هو أن بناتهن ما زلن حديثات السن وأنهن يردن لبناتهن أن يكملن الدراسة.

وحذرت المبسلط من أن «الفتيات، اللاتي تعرضن من خلال هربهن من الحرب إلى أكثر بكثير مما يجب أن يتعرض إليه أي طفل، يواجهن الآن خطرا كبيرا متمثلا بمشكلات الصحة العقلية الناتجة عن الانعزال الاجتماعي والضغط النفسي والاعتداء. أما تداعيات الزواج القسري فتتعدى التأثيرات الجسدية إلى العقلية، وقد تكون مميتة أيضا. وتعد العواقب الصحية لخوض الفتيات في نشاط جنسي في مثل تلك السن–وبينما أجسادهن ما زالت في طور النمو–أمرا مدمرا، فالفتيات تحت سن الخامسة عشرة عرضة للوفاة أثناء الولادة أكثر خمس مرات من النساء مكتملات النضج».

يذكر أن منظمة إنقاذ الطفل تقوم، مع عدد من شركائها، بإدارة برامج توعية مجتمعية بمشاركة الأطفال والمراهقين والأهالي في الأردن، بينما تقوم بالتركيز على وضع حد للزواج المبكر.

يشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن حسب المفوضية السامية بلغ 650 ألفا، 80 في المائة منهم من الأطفال والنساء.