رمضان فرصة عظيمة لنغير من أنفسنا

د. محمود مهني

TT

رمضان.. شهر مليء بالفضائل والذكريات الجميلة الحسنة بين الأسرة والأهل، فالاستشعار بروحانيات رمضان تكون بالطاعة والعمل ثم العمل والبعد عن الخلاف.. فشهر رمضان فرصة عظيمة يمكن فيه أن نغير من أنفسنا، والاستشعار بروحانيات رمضان في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، حيث كان إذا جاء رمضان استعد استعدادا روحيا، فكان إذا أهل رمضان دخل في عبادة أكثر من أي شهر آخر من شهور السنة. فكان دائما لقراءة القرآن وكان كثير القيام وذكر الله تعالى وكان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد المئزر، ولذلك لا بد أن نقتدي بالنبي ونغتنم هذا الشهر الكريم في أن نوحد صفوفنا، وأن نعمل لأنه لا حياة لنا إلا بالعمل، وبخاصة أننا نعيش في ظروف مختلفة تتسابق فيها الأمم بالعلم والعمل، ولا بد أن نحيا بروح الوطن وأن ننبذ الخلاف ونلتقي معا على صعيد السلام الاجتماعي والمصالحة الوطنية مستشعرين روحانيات شهر رمضان، فلا بد من استشعارنا روحانيات رمضان من التراحم والتجانس وأن نعيش في مناخ الأمن والألفة والاستقرار والتواد حتى يتمكن الوطن من العبور إلى مرحلة البناء والتنمية والنهوض.

وصلاة التراويح هي أكثر ما يميز شهر رمضان، بل إنها من أجلّ العبادات الرمضانية، وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة التراويح وجعلها أياما معدودة، وهي أيام شهر رمضان فقط، طوال العام، لكي لا تفرض على أمته، ولكن العلماء أكدوا أنها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم انطلاقا من قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يقومون الليل ويصلون التراويح حتى يدركوا وقت السحور، فكانوا يطيلون قراءة القرآن حتى يدخل وقت السحور، وقد اختلف في عددها، فقد صلاها عمر بن الخطاب عشرين ركعة، وصلاها عمر بن عبد العزيز ستا وثلاثين ركعة، وفي غير عهديهما صليت أكثر، لكن الراجح أن أقلها ثماني ركعات.

* عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف