المشاركون في مؤتمر القوى السياسية في عمان: هدفنا إسقاط حكومة بغداد

سياسي عراقي يؤكد وجود رعاية أميركية لهم

TT

قال قادة المتشددين السنة وزعماء العشائر بعد اجتماع مغلق إنهم سيواصلون القتال حتى يسيطروا على العاصمة العراقية بغداد ويسقطوا نظاما سياسيا فرضته الولايات المتحدة مكن الشيعة من حكم العراق وقام بتهميش السنة.

وحضر الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان أكثر من 300 من الشخصيات العشائرية وممثلي جماعات المقاتلين الإسلاميين وضباط الجيش السابقين وشخصيات سابقة من حزب البعث.

وحسب المحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي، فإن أهمية هذا الاجتماع تكمن في «لقاء هذا العدد الكبير من شيوخ العشائر السنية ورجال الدين ومقاتلين في ثورة العشائر العراقية وضباط الجيش العراقي السابق وأعضاء في حزب البعث»، مشيرا إلى أنه لم يكن في السابق من السهل جمع كل هذه الفصائل تحت سقف واحد والاتفاق على أهداف محددة».

وعبر سياسي عراقي مستقل في عمان لـ«الشرق الأوسط» عن يقينه «بوجود مباركة أميركية لهذا الاجتماع وإلا كيف يمكن أن ترعى المملكة الأردنية مثل هذا الاجتماع اليوم، بينما كانت عمان ترفض قبل شهر توجيه أي هجوم إعلامي لحكومة المالكي».

وقال رجل الدين السني عبد الملك السعدي الذي أشاد بالمجاهدين الذين يقودون المسلحين الإسلاميين إن العشائر هي العمود الفقري لحركة ذات قاعدة عريضة تكافح حكم رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. وقال إن هذه القوات استولت الآن على أجزاء كبيرة من غرب العراق وشماله.

وقال أرفع شخصية دينية بين السنة إن الدولة الإسلامية التي تتبع تنظيم القاعدة ليست سوى جزء من هذه الحركة.

وقال السعدي إن هذه الثورة يقودها أبناء العشائر التي تتصدرها وإن الدولة الإسلامية جزء صغير منها. وكان السعدي قاد بعضا من الاحتجاجات السلمية الحاشدة في معقل السنة بالعراق في عام 2013 والتي طالبت بإنهاء الانتهاكات الأمنية والتهميش والإقصاء السياسي.

وقالت معظم الشخصيات السنية إنه لم يبق أمامهم من بديل سوى قتال المالكي الذي يعتمد الآن بشكل متزايد على ميليشيات شيعية مثل عصائب أهل الحق يقولون إنه يجري تمويلها وتسليحها من إيران في معركته لمواجهة المحافظات المتمردة.

وكانت صحف موالية للحكومة وقريبة من المالكي انتقدت اجتماع عمان قائلة إن بعض المشاركين فيه ساسة متهمون بالإرهاب.

وقال أحمد الدباش، أحد مؤسسي الجيش الإسلامي، وهو أحد الجماعات التي أذكت تحرك المسلحين السنة، إن المشاركين في الاجتماع يشتركون في معارضة تقسيم العراق على أسس عرقية أو طائفية.

والمؤتمر الذي عقد تحت رعاية الأردن هو أكبر حدث ينظمه زعماء السنة العراقيون منذ استولى مقاتلو السنة الذين تقودهم الدولة الإسلامية على أجزاء كبيرة من شمال البلاد وغربها الشهر الماضي في هجمات خاطفة.

وحث بيان ختامي صدر عن الاجتماع، ووصف الوضع في العراق بأنه يتفاقم، المجتمع الدولي على مساندة أهداف المسلحين في إنقاذ «العراق والمنطقة من مستقبل مجهول».

وقال المؤتمر الذي استبعد حلفاء المالكي القلائل من السنة داخل الحكومة إنهم سيحاولون إحياء الميليشيات السنية التي تساندها الحكومة، والمعروفة باسم الصحوة التي نجحت بمساندة أميركية في صد تنظيم القاعدة في العرق وهزيمته.

ويعتقد الجهاديون أن الأميركيين حرضوا السنة بعضهم على بعض في العراق، وبعد ذلك خذلوهم بتسليم السلطة لحكومة شيعية.

ويحظى مقاتلو الدولة الإسلامية الآن بمساندة العشائر السنية التي كانت في وقت من الأوقات تقاتلهم قتالا مريرا وتلك علامة على نفور على نطاق واسع من السنة تجاه بغداد منذ الاحتلال الأميركي.

وقال الشيخ قاسم عبيدي، وهو زعيم عشائري متعاطف مع الدولة الإسلامية: «لسنا مستعدين لتكرار تلك التجربة. الدولة الإسلامية لم تذلنا ولولاهم لما وجدنا هنا اليوم نرفع رؤوسنا عالية». وقال زعيم عشائري آخر إن عيون المسلحين تتركز الآن على الوصول إلى العاصمة بغداد.

وقال الشيخ فايز الشاوش، المتحدث باسم المجلس العسكري لثوار عشائر العراق: «سنستولي على بغداد ونسقط النظام السياسي في بغداد في الأسابيع القادمة إن شاء الله».

وقال ممثلو الاتحاد الفضفاض للجماعات السنية المسلحة ومقاتلي العشائر تحت مظلة المجلس العسكري إنهم غير مستعدين لقتال الدولة الإسلامية التي ينحدر كثير من قادتها من أكبر العشائر العراقية. وهم يلقون اللوم على الميليشيات التي يقودها شيعة المالكي في مقتل وسجن واختفاء آلاف من السنة.

وذهب ضباط الجيش السابقون والموالون لحزب البعث إلى حد القول بأنهم يتفقون مع الدولة الإسلامية في الأهداف العسكرية المشتركة مع أنهم مختلفون اختلافا عقائديا كبيرا. وقال عبد الصمد الغريري الذي حضر الاجتماع لـ«رويترز»: «الآن الدولة الإسلامية تقاتل وحققت انتصارات وساعدت الثوار على تحقيق أهدافهم، لذلك فنحن تقريبا على انسجام معهم في تحقيق أهدافنا».