الإفتاء تجيز اعتكاف الصائم ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر

مصر: 3300 مسجد للاعتكاف في رمضان وتحذيرات من الحديث في السياسة

مشيخة الأزهر
TT

أعلنت وزارة اوقاف المصرية، أن مديرياتها الفرعية على مستوى أنحاء مصر أنهت استعداداتها لإقامة سنة الاعتكاف بتجهيز 3300 مسجد للاعتكاف خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، في حين أجازت دار الإفتاء المصرية أن يعتكف الصائم ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر، وأجاز علماء الأزهر اعتكاف المرأة في المسجد بشرط أن يكون اعتكافها في مكان منعزل وآمن ومنفصل بعيدا عن الرجال.

ووضعت وزارة الأوقاف خطة لقواعد تنظيم الاعتكاف بالمساجد هذا العام، مؤكدة أن الوزارة أحرص ما تكون على إحياء وتطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم بضوابطها وأسسها تطبيقا يتفق وصحيح الإسلام. وأكد الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الديني بالأوقاف، أن «الأوقاف ستتخذ إجراءات حاسمة تجاه أي تجاوز أو مخالفة، ووجه تعليماته لجميع المديريات بضرورة متابعة الاعتكاف والإشراف الكامل عليه، واعتبار كل من إمام المسجد ومفتش المنطقة ومدير الإدارة ومدير المديرية التابع لها المسجد مسؤولين مسؤولية كاملة عن متابعة الاعتكاف وعدم الخروج به عن إطاره الشرعي الإيماني التعبدي إلى أي توظيف سياسي أو حزبي أو انتخابي، وسيقوم كل من التفتيش العام والتفتيش الدعوي ولجان المتابعة بالوزارة بمتابعة مساجد الاعتكاف والاطمئنان على حسن أدائها في خدمة المعتكفين».

وكانت قرارات وزارة الأوقاف بشأن ضوابط الاعتكاف قد أثارت ردود أفعال واسعة بين علماء الدين، وبينما أكد علماء الدين أن قرارات الوزارة صائبة وهو أمر واجب شرعا، رفضها علماء آخرون وعدوها لا تجوز.

كما حذرت وزارة اوقاف في بيان شديد اللهجة لها أمس، من محاولة الخروج بالاعتكاف عن أجوائه الإيمانية والتعبدية إلى أي توظيف سياسي أو محاولة استغلاله لأغراض حزبية أو ترتيبات انتخابية.

في السياق ذاته، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن «الاعتكاف سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدق الاعتكاف على القليل من الوقت وعلى الكثير فهو يتحقق بالمكث في المسجد مع نية الاعتكاف طال الوقت أم قصر عند علماء الشافعية ويثاب المرء ما بقي في المسجد».

وتابعت دار الإفتاء: من تتاح له فرصة للاعتكاف ولو قليلة جاز له شرعا أن يعتكف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن لا يتاح له ذلك فليس بمطلوب منه الاعتكاف، ويصل له ثواب البقاء في المسجد حتى لو كان انتظارا للصلاة.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أنه يمكن له أن يعتكف ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر. جاء ذلك في سؤال وجه للدار عن أن كثيرا من المسلمين يحبون أن يحيوا سنة الاعتكاف؛ إلا أن ظروف عملهم لا تسمح بالمكث في المسجد أياما وليالي وإنما يتاح لهم فترات قصيرة.

من جانبه، قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، إن «الاعتكاف سنة عند أكثر أهل العلم في العام كله، والاعتكاف الأرجح ما كان في العشر الأواخر من رمضان». لافتا إلى أن «الاعتكاف هو لزوم المسجد والإقامة على طاعة الله تعالى فيه وهو سنة مؤكدة، وأفضل أوقاته في العشر الأواخر من رمضان لطلب ليلة القدر وإحيائها، ويستحب له أن يشتغل بالصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله ويتجنب الجدال والفحش والسباب».

في سياق آخر، أكد علماء دين جواز اعتكاف النساء في المسجد بشروط، وقال الشيخ رسمي عجلان، من علماء الأزهر الشريف بالقاهرة، إنه «يجوز اعتكاف النساء في المسجد؛ فقد كانت أمهات المؤمنين يعتكفن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولكن لا بد من موافقة الزوج إذا كان حاضرا». مضيفا: «لا بد أن يكون مكان اعتكاف المرأة منعزلا وآمنا ومنفصلا بعيدا عن الرجال، وعدم الانشغال بالأحاديث الجانبية والكلام».