ناصر جودة: الحل السياسي للقضية الفلسطينية وحده كفيل بضمان عدم تكرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

الأردن يرسل قافلة مساعدات عاجلة إلى قطاع غزة

TT

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة، أمس، إن الحل السياسي للقضية الفلسطينية وحده الكفيل بضمان عدم تكرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

جاء ذلك، خلال جلسة مباحثات جمعت جودة مع نظيره النرويجي، بورغ بريند، وتناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، وآخر المستجدات في سوريا والعراق، حسب بيان للخارجية الأردنية. وأعرب جودة عن موقف بلاده الرافض للعدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة واستهداف المدنيين، الذي أسفر عن سقوط أكثر من 200 شهيد حتى الآن وما يفوق 1500 جريح، مؤكدا موقف بلاده الداعي إلى احترام القانون الدولي، ووقف إطلاق النار، وكل العمليات التي تستهدف المدنيين الأبرياء.

ونقل البيان عن جودة قوله إن «الحل الوحيد الذي يضمن عدم تكرار هذا العدوان الإسرائيلي مع وحشيته وهمجيته هو حل سياسي، ومفاوضات سياسية شاملة وجادة، تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، والكرامة والاستقلال والسيادة للشعب الفلسطيني على أرضه».

وأشار البيان إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يعمل بشكل أساسي من خلال اتصالات مكثفة مع زعماء وقادة المنطقة والعالم، للوصول إلى وقف إطلاق النار، مبرزا دعم الحكومة الأردنية للجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية في هذا المجال، نظرا لارتباطها المباشر وعبر سنوات بهذا الملف.

من جهته، عبر وزير الخارجية النرويجي عن تقدير بلاده ودعمها لمواقف الأردن ودوره لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وحسب البيان، بحث الجانبان تطورات الأوضاع على الساحة السورية، مؤكدين أهمية التوصل إلى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها، بمشاركة كل مكونات الشعب السوري. واستعرضا تطورات الوضع في العراق، حيث أكد جودة دعم الأردن لكل ما يحفظ سلامة العراق ووحدة أراضيه وشعبه، داعيا إلى حل الأزمة هناك من خلال عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي.

وفي تصريحات صحافية عقب المباحثات، قال جودة إن النرويج دولة مهمة جدا في إطار أوروبا مع أنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكنها دولة مهمة خاصة في ما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط، حيث تترأس اللجنة المكلفة بدعم الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر سنوات، ولذلك فإن انخراطها في عملية السلام ومفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين انخراط مهم جدا وعامل إيجابي، معربا عن تقدير بلاده للدعم الذي تقدمه النرويج للأردن، خاصة في موضوع استضافة اللاجئين السوريين.

من جهته، عبر وزير الخارجية النرويجي عن تقديره للشعب الأردني وللأردن على استضافتهم للاجئين السوريين وقبلهم العراقيين وإيوائهم وتقديم الخدمات لهم، مشيرا إلى أن بلاده تدرك حجم التحديات التي يواجهها الأردن في هذا الإطار.

من ناحية أخرى، سيرت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أمس، قافلة تتكون من تسع شاحنات محملة بمساعدات إنسانية ومواد تموينية عاجلة إلى قطاع غزة. وقال رئيس هيئة أمناء الهيئة الخيرية، الأمير راشد بن الحسن، في تصريح للصحافيين، خلال وداع القافلة، إن هذه القافلة هي بداية قوافل مساعدات إلى القطاع، من بينها قافلة مساعدات طبية (أدوية ومستلزمات) بقيمة مليون دولار. وأكد «استمرار تقديم المساعدات الإنسانية إلى الأهل في قطاع غزة بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني»، مشيرا إلى أن الأوضاع في غزة «تستدعي تقديم المزيد من المساعدات للأهل هناك».

كما أكد أن «الأردن يبذل كل ما في وسعه لتوصيل الاحتياجات الإنسانية الضرورية، خصوصا المواد الإنسانية والتموينية إلى القطاع»، مشيرا إلى أن «جهود الإغاثة إلى القطاع ستتواصل تعبيرا عن رفض العدوان الصهيوني الغاشم».

من جهته، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني إن بلاده تتحرك في ثلاثة محاور تتعلق بإنهاء هذه المعاناة، وتتمثل في التشاور مع قادة العالم وأصحاب صنع القرار من أجل وقف العدوان، وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وثانيها تعزيز الطواقم الطبية في المستشفى الميداني الأردني في القطاع، الذي يقوم بجهد كبير في معالجة الجرحى والمصابين، والمحور الثالث من خلال إرسال المساعدات الإنسانية لتخفيف المعاناة على أهالي القطاع.

من جانبه، قال أمين عام الهيئة الخيرية الهاشمية، أيمن المفلح، إن القافلة تتكون من تسع شاحنات محملة بمواد غذائية تشتمل على أرز وسكر وزيت نباتي وعدس وحمص وشاي، سيجري تسليمها للمستشفى الميداني العسكري الأردني في غزة لتوزيعها تحت إشرافه. وكانت القوات المسلحة الأردنية قد عززت من طواقم المستشفى الميداني في القطاع بأطر ومعدات إضافية وكميات كبيرة من الدم، إضافة إلى نقل الجرحى والمصابين من غزة برا وجوا لتلقي العلاج في المملكة.