أثار مصرع كريستوف دومارجري رئيس مجلس إدارة شركة «توتال» الفرنسية في موسكو، قلق الأوساط السياسية والاقتصادية في روسيا، فيما سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإعراب عن أسفه الشديد، مؤكدا أن الحادث ضربة موجعة للعلاقات الفرنسية - الروسية. وكان دو مارجري لقي مصرعه مع 3 من طاقم الطائرة الخاصة من طراز «فالكون - 50» إثر اصطدام الطائرة لدى إقلاعها من مطار موسكو بإحدى عربات إزالة الثلوج التي تصادف وجودها على ممر المطار وهو ما تعكف أجهزة التحقيق الروسية والفرنسية على دراسة ملابساته. وقالت أجهزة التحقيق الروسية إن التحقيقات الأولية أثبتت أن سائق عربة إزالة الثلوج كان مخمورا، فيما أشار فلاديمير ماركين المتحدث باسم لجنة التحقيقات الروسية إلى أن السيناريوهات المحتملة الرئيسية لوقوع الكارثة في مطار «فنوكوفو» تظل في إطار «خطأ مراقبي الحركة الجوية» و«سلوك سائق عربة إزالة الثلوج». ودحض ماركين ما صدر عن ممثلي مطار «فنوكوفو» حول أن الحادث وقع نتيجة سلسلة من التطورات الدراماتيكية للظروف، مؤكدا أن «ما جرى نتيجة طبيعية لتصرفات إجرامية من جانب المسؤولين الذين لم يستطيعوا ضمان التنسيق المناسب لنشاط العاملين في المطار».
وقد بدا التأثر الشديد من جانب ممثلي الأوساط السياسية والاقتصادية في موسكو بسبب وقوع مثل هذا الحادث في توقيت تبدو فيه موسكو في أشد الحاجة إلى أمثال رئيس شركة «توتال» الفرنسية الذي طالما وقف مناهضا لكل العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا في أعقاب اندلاع الأزمة الأوكرانية. وكان الرئيس بوتين سارع بإرسال برقية إلى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند طلب فيها «نقل أخلص التعازي وعبارات المواساة لذوى كريستوف دي مارجيري»، الذي وصفه بأنه «أبرز رجال الأعمال الفرنسيين الذين كانوا من مؤسسي كثير من المشاريع المشتركة الكبرى التي وضعت أساسا للتعاون المثمر بين روسيا وفرنسا في مجال الطاقة لسنوات طويلة». وأكد الرئيس الروسي في برقيته أن «بلاده فقدت صديقا حقيقيا طالما أسهم في تطوير العلاقات الفرنسية - الروسية».
ومن المعروف أن شركة «توتال» الفرنسية تعتبر أكبر المساهمين الأجانب في شركة «نوفاتيك» الروسية؛ ثانية كبرى الشركات المنتجة للغاز الطبيعي في روسيا والتي شملتها العقوبات الأميركية. وتقول المصادر الرسمية إن شركة «توتال» الفرنسية تملك 18 في المائة من أسهم «نوفاتيك» الروسية.