السعي للاستقرار

TT

* عطفا على مقال مأمون فندي «كم دولة فاشلة يستوعب الإقليم؟»، المنشور بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من وجهة نظري لا أعتقد أن دول الإقليم جادة في السعى إلى النجاح، وما تعتقده تلك الدول أنه ضمانة للاستقرار هو وهم قاتل، بعد أن تغيرت وسائل المعرفة وصارت بين أصابع المواطن، والذي يجب أن يكون هو المحور الرئيس للحل، وبنظرة بسيطة على الصراعات القائمة والتي أوصلت معظم الدول للفشل والحروب الأهلية، هو عدم مقدرة تلك الحكومات على بسط مبدأ المواطنة وتطبيق معايير واحدة وثابتة لا تفرق بين مواطن وآخر على جنسه أو دينه أو عقيدته، فصراع اليمن هو صراع قبلي وعقائدي، وكذلك العراق وسوريا. أما مصر فما زالت في طريقها لتطبيق الخطوات العملية للدولة المدنية، تحسبا لتيارات دينية متطرفة، ثم نأتي لليبيا والتي تحللت إلى شرق وغرب، وأصبحت مجموعة من فرق متناحرة تقتل بعضها على الهوية. في نظري إن مفهوم العلمانية هو المخرج الوحيد لتلك الأزمة المدمرة، وبدونها سيظل المواطن ذو الأغلبية الفئوية، يطمح في سحق الأقلية البسيطة، وسيظل القانون مكبلا بقوانين لا تسمح بتطبيق عدالة اجتماعية وسياسية موحدة، وسنظل تحت رحمة المتطرفين نستجدي منهم أن نعطي المواطن حقه، والذي يناله كمنحة وليس كحق مطلق.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]