ليفربول يستحضر التاريخ في مواجهة ريـال مدريد بدوري أبطال أوروبا اليوم

رحلة محفوفة بالمخاطر لآرسنال في لقاء آندرلخت.. ودورتموند يتطلع إلى تأهل نظري من أرض غلاطة سراي

رونالدو مرشح كالعادة لحسم نتيجة اللقاء (إ.ب.أ) - آرسنال يتطلع للعودة بنتيجة إيجابية من بلجيكا لمواصلة المنافسة على بطاقة للتأهل (أ.ف.ب) - رحيم سترلينغ الورقة الرابحة لفريق ليفربول
TT

مرت 5 أعوام ونصف العام منذ أن فاز ليفربول الإنجليزي على ريـال مدريد الإسباني 5 - صفر في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.. ولكن ظلت ذكرى الفوز 4 - صفر على النادي الإسباني في ملعب «آنفيلد» حاضرة في عقول وقلوب جماهير النادي الإنجليزي، إلا أن العديد من الأمور تغيرت منذ ذلك الوقت، وعندما يحل ريـال مدريد ضيفا على ليفربول باستاد آنفيلد نفسه اليوم ضمن منافسات المجموعة الثانية بالبطولة الأوروبية ربما يسود بعض الشعور بالتوجس والحذر في أجواء الملعب الإنجليزي.

وفي الوقت الذي تسرق فيه رحلة ريـال مدريد حامل اللقب إلى ليفربول الأنظار في الجولة الثالثة من البطولة، تحمل المواجهة رائحة العراقة بين فريقين أحرزا لقب المسابقة القارية الأولى 15 مرة في تاريخهما، 10 للفريق الملكي (رقم قياسي) آخرها في الموسم الماضي، ونصفها لفريق «مدينة البيتلز» آخرها في موسم 2005 بعد هيمنته على الكرة الأوروبية في سبعينات ومطلع ثمانينات القرن الماضي. وتشهد الجولة الثالثة للمجموعات الأولى والثانية والثالثة والرابعة اليوم مواجهات أخرى حاسمة أهمها زيارة بوروسيا دورتموند إلى تركيا حيث يسعى الفريق الألماني إلى حصد النقاط الثلاث والعودة بتأهل نظري من أرض غلاطة سراي بعد أن كان قد فاز في المواجهتين الأخيرتين على آرسنال الإنجليزي وآندرلخت البلجيكي اللذين يلتقيان في المواجهة الأخرى بالمجموعة الرابعة على أرض الأخير.

ليفربول يستعيد الذكريات وينوي الفريق الأحمر متابعة مشواره المميز أمام العملاق الإسباني، فتعود إلى الذاكرة مواجهة الطرفين في نهائي نسخة 1981 عندما توج ليفربول بهدف وحيد حمل توقيع ألان كيندي في نهاية اللقاء، كما حقق ليفربول فوزا كاسحا في دور الـ16 من نسخة 2009 عندما أسقط ريـال 1 - صفر في عقر داره، و4 - صفر على ملعب «انفيلد رود» الذي يحتضن مواجهة اليوم. لاعبو المدرب الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز حققوا بداية طيبة بفوز متأخر على حساب لودوغوريتس رازغراد البلغاري 2 - 1 قبل أن يسقطوا في ملعب بازل السويسري 1 - صفر.

وخلافا لليفربول الذي يتأقلم مع المسابقة الأم بعد غياب 5 سنوات، حقق ريـال بداية متوقعة في ظل ترسانة النجوم الكبيرة الموجودة في صفوفه، التي يتقدمها البرتغالي كريستيانو رونالدو الباحث عن تسجيل ثنائية ومعادلة نجم ريـال السابق راوول غونزاليس بوصفه أفضل هداف في تاريخ المسابقة (71 هدفا). وحطم رونالدو رقما قياسيا عمره 71 عاما في الدوري الإسباني بتسجيله 15 هدفا في أول 8 مباريات. واستهل فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مشواره بفوز عريض على ضيفه بازل 5 - 1 قبل العودة من أرض لودوغوريتس بالنقطة السادسة 2 - 1.

ويخوض ليفربول اللقاء بعد فوز بالغ الصعوبة على كوينز بارك رينجرز 3 - 2 في الدوري المحلي، فيما حقق ريـال 7 انتصارات متتالية سجل فيها 32 هدفا، لكن أنشيلوتي يفتقد إلى جناحه الويلزي غاريث بيل بسبب إصابة عضلية قد تبعده أيضا عن المباراة المنتظرة مع غريمه برشلونة في الدوري المحلي السبت المقبل.

وفي المجموعة الثانية أيضا، يحل بازل ضيفا على لودوغوريتس رازغراد منتشيا من فوزه على ليفربول، لكن بطل سويسرا الفائز على يونغ بويز 1 - صفر محليا يغيب عنه لاعب وسطه التشيلي مارسيلو دياز. أما لودوغوريتس المجبر على خوض مباراته على أرضه في الملعب الوطني على بعد 350 كلم عن قواعده، فلا يزال يبحث عن فوزه الأول في مشاركته الأولى في المسابقة القارية، علما بأنه سقط 2 - 6 أمام بازل في مجموع المباراتين عندما التقيا في الدور الفاصل الموسم الماضي.

منافسة ضارية في «الأولى» وفي المجموعة الأولى التي تشهد منافسة ضارية نتج عنها تحقيق الأندية الأربعة 3 نقاط بعد جولتين، يستقبل أتليتكو مدريد الإسباني وصيف النسخة الأخيرة مالمو السويدي. وينوي أتليتكو مواصلة تألقه على ملعبه «فيسنتي كالديرون» حيث أسقط يوفنتوس الإيطالي 1 - صفر في الجولة الماضية، وذلك بعد خسارته أمام أولمبياكوس اليوناني 2 - 3 في الأولى. ورأى لاعب وسط أتليتكو ماريو سواريز الذي سجل في مرمى إسبانيول (2 - صفر) نهاية الأسبوع الماضي أن «هذه مباراة مهمة للحفاظ على موقع جيد في المجموعة. لا يهمنا أي شيء آخر الآن». ويحوم الشك حول مشاركة لاعب الوسط البرتغالي تياغو منديش الذي سجل أيضا في مرمى إسبانيول.

من جهته، ينوي مالمو الذي ضمن لقب الدوري السويدي للمرة الثانية على التوالي مطلع الشهر الحالي، البناء على فوزه الأخير أمام أولمبياكوس 2 - صفر بفضل ثنائية من ماركوس روزنبرغ. وفي المجموعة عينها، ينوي يوفنتوس سحب تألقه المحلي حيث أحرز لقب الدوري الإيطالي 3 مرات ويتصدره راهنا، إلى الساحة الأوروبية، محاولا تجنب خسارة جديدة عندما يحل ضيفا على أولمبياكوس. واستعد فريق السيدة العجوز بتعادل صعب مع ساسوولو 1 - 1 محليا، لكن لاعبي المدرب ماسيميليانو أليغري سيتذكرون بالطبع مواجهة الطرفين الأخيرة في دور المجموعات قبل 10 سنوات عندما سحقوا الفريق اليوناني 7 - صفر.

من جهتهم، احتاج لاعبو المدرب الإسباني ميتشل إلى الوقت القاتل وهدف كوستاس ميتروغلو للفوز على ايرغوتيليس المتواضع 3 - 2 في الدوري اليوناني السبت الماضي.

دورتموند يسعى للعودة بتأهل نظري وفي المجموعة الرابعة، ينوي بوروسيا دورتموند العودة بتأهل نظري من أرض غلاطة سراي التركي ومحو خيبته المحلية، حيث يتقهقر في ترتيب الدوري الألماني (البوندسليغا). دورتموند الفائز على آرسنال الإنجليزي 2 - صفر وآندرلخت البلجيكي 3 - صفر، سقط محليا 2 - 1 أمام كولن السبت الماضي ليتجرع 3 هزائم متتالية ويبقى 5 مباريات من دون فوز، فهبط إلى المركز الرابع عشر في الترتيب. لكن مع عودة لياقة ماركو رويس، وايلكاي غوندوغان والأرميني هنريخ مخيتاريان، سيمتلك المدرب يورغن كلوب بعض أسلحته القاتلة في مباراة إسطنبول. أما غلاطة سراي صاحب نقطة من مباراتين والقوي عادة على أرضه، فقد تخطى غريمه فناربخشه 2 - 1 بفضل هدفين قاتلين من نجمه الهولندي ويسلي شنايدر.

وينتقل آرسنال في زيارة قريبة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل ليقابل آندرلخت العريق، بعد استمرار مسلسل تعادلاته المحلية وآخرها أمام هال سيتي عندما احتاج لهدف متأخر من الدولي داني ويلبيك، ليعجز عن تحقيق فوز ثالث فقط في آخر 9 مباريات ويقبع في المركز السابع في ترتيب الدوري الإنجليزي (البرمير ليغ) بفارق 11 نقطة عن تشيلسي المتصدر. ويغيب عن تشكيلة المدرب الفرنسي أرسين فينغر حارس المرمى البولندي الموقوف فويتشي تشيسني بعد طرده أمام غلاطة سراي حيث حقق المدفعجية فوزا كبيرا 4 - 1 بعد سقوطهم أمام دورتموند، لكن عودة ثيو والكوت والويلزي أرون رامزي جلبت أخبارا سعيدة للفريق اللندني. وفي ظل ابتعاد الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا عن لياقته، قد يمنح فينغر الفرصة للحارس الأرجنتيني الشاب إيميليانو مارتينيز (22 عاما) الذي أمضى النصف الثاني من الموسم الماضي معارا إلى شيفيلد ونزداي. وقال مدافع الفريق الألماني بير ميرتيساكر: «نمر بفترة صعبة راهنا، لكننا لا نخسر».

صراع ثلاثي في «الثالثة» وفي المجموعة الثالثة، يستقبل باير ليفركوزن (3 نقاط) زينيت سان بطرسبرغ الروسي المتصدر (4 نقاط)، حيث يبحث الأخير عن مواصلة سلسلة من 16 مباراة من دون خسارة في مختلف المسابقات. لكن متصدر الدوري الروسي تعادل في آخر 3 مواجهات، أحد هذه التعادلات مخيب أمام ضيفه موناكو الفرنسي صفر - صفر قبل 3 أسابيع، وآخر أمام كراسنودار 2 - 2 عندما أنقذه الدولي البرازيلي هولك وسجل هدفه الخمسين مع النادي. أما ليفركوزن، فأهدر تقدما بثلاثية على شتوتغارت قبل أن يخرج متعادلا 3 - 3 في الدوري المحلي، ما وضع رجال المدرب روجر شميدت في المركز السادس. ويغيب عن وصيف نسخة 2002 الذي هزم بنفيكا البرتغالي في آخر مواجهة له، غونزالو كاسترو، والبولندي سيباستيان بونيتش والقائد سيمون رولفس بسبب الإصابة.

ويلتقي موناكو الفرنسي مع خصم برتغالي لأول مرة منذ خسارته أمام بورتو صفر - 3 في نهائي 2004، وذلك عندما يستقبل بنفيكا على ملعبه «لويس الثاني». ويمتلك فريق الإمارة 4 نقاط بعد فوزه على ليفركوزن 1 - صفر وتعادله مع زينيت سلبا، فيما لم يحقق بنفيكا بعد أي نقطة. وتحمل المباراة طعما مختلفا لمدرب موناكو البرتغالي ليوناردو جارديم، الذي قاد سبورتينغ لشبونة إلى المركز الثاني في الدوري البرتغالي الموسم الماضي خلف غريمه التقليدي بنفيكا. وحقق موناكو، الذي يضم في صفوفه المدافع البرتغالي المخضرم ريكاردو كارفاليو ومواطنه نجم الوسط جواو موتينيو، وبرناردو سيلفا المعار من بنفيكا، بداية بطيئة في الدوري الفرنسي، لكنه خسر مرة وحيدة في آخر 7 مباريات.