طائرات استطلاع بريطانية إلى سوريا و«داعش» يستولي على أسلحة في كوباني

مسؤول كردي: مقاتلونا تقدموا في الريف الغربي على مسافة 10 كيلومترات

TT

تواصلت الغارات ضد مواقع تنظيم داعش في محيط مدينة كوباني (عين العرب) السورية، قرب الحدود التركية، أمس، في وقت أعلنت فيه بريطانيا أنها سترسل طائرات لتنفيذ مهام استطلاع فوق سوريا، وذلك غداة بدء التحالف الدولي والعربي ضد الإرهاب تزويد الأكراد بالسلاح المقدّم من سلطات إقليم كردستان العراق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «داعش» استولى على أسلحة وذخائر ألقتها طائرات التحالف الدولي جوا لمساعدة المقاتلين الأكراد في دفاعهم عن مدينة عين العرب السورية. ولفت إلى أن مظلتين تحملان «أسلحة ومواد طبية سقطتا عند أطراف مناطق يسيطر عليها التنظيم، وتمكّن مقاتلوه من سحب إحداهما، فيما لم يعرف إذا كانت المظلة الثانية دمّرت بغارات التحالف، أم أن التنظيم تمكن من سحبها أيضا».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» كشفت، نقلا عن مسؤول أميركي رفيع، أن شحنات الأسلحة التي ألقتها الطائرات الأميركية جزء من شحنات أسلحة ألبانية. وطبقا للصحيفة فإن الولايات المتحدة كانت رتبت لشحنة أسلحة من ألبانيا ومن دول سابقة في الاتحاد السوفياتي، وحاليا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتوفير تجهيزات إضافية للمقاتلين الأكراد وعناصر البيشمركة في إقليم كردستان العراق، الذين يستخدمون في الغالب رشاشات الكلاشنيكوف روسية الصنع.

وفي غضون ذلك، أعلنت بريطانيا، أمس، أنها صرحت بقيام طائرات استطلاع وطائرات بلا طيار تحمل أسلحة بطلعات استطلاعية فوق سوريا قريبا لجمع معلومات استخباراتية عن «داعش». وأفاد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بأن «الطائرات بلا طيار من طراز (ريبر) وطائرات الاستطلاع من طراز (ريفيت جوينت) ستحلق فوق سوريا ضمن جهود لحماية أمننا القومي من التهديد الإرهابي الذي ينطلق من هناك». لكنه أكد في بيان مكتوب للبرلمان أن الطائرات «ريبر» لن يسمح لها باستخدام أسلحتها في سوريا، وهو أمر قال إنه سيتطلب تصريحا جديدا بما يعني تصويتا في البرلمان.

وأعلن فالون الأسبوع الماضي أن بريطانيا سترسل طائرات «ريبر» التي تحمل أسلحة إلى الشرق الأوسط لتنفيذ ضربات جوية ضد «داعش» في العراق. وحتى الآن نفذت الطائرات التابعة للسلاح الجوي الملكي البريطاني نحو 38 طلعة قتالية ضد التنظيم في العراق.

وصوت البرلمان البريطاني لصالح توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق الشهر الماضي، بعد طلب من الحكومة العراقية، لكن بريطانيا لا تشن ضربات جوية على سوريا. وكانت قالت من قبل إن مثل هذه الضربات ستتطلب موافقة برلمانية جديدة.

وميدانيا، شنّت طائرات التحالف الدولي غارات جديدة على مواقع تنظيم داعش في كوباني، فيما استهدف المقاتلون الأكراد في وحدات حماية الشعب تجمعات التنظيم بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، وفق ما أفاد المرصد السوري. وسقط في الغارات خمسة مقاتلين ينتمون إلى «داعش» فيما قتل 12 مقاتلا آخر من التنظيم في الاشتباكات داخل المدينة، بينهم عنصران فجرا نفسيهما، وقتل خمسة مقاتلين أكراد في الاشتباكات ذاتها، بحسب ما أعلن المرصد في بيان ثان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية «استهدف مقاتلو (وحدات حماية الشعب) فجرا تجمعات للتنظيم في مناطق تقع في القسم الشرقي من كوباني مستخدمين القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة».

وجاء ذلك بعدما شن «داعش» مساء أول من أمس هجوما جديدا على مواقع المقاتلين الأكراد في المدينة عقب تنفيذ اثنين من جهادييه تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها. وتحدث بيان للمرصد، أمس، عن دوي انفجار قوي «يعتقد أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة للتنظيم في القسم الشرقي» من كوباني الحدودية مع سوريا.

وفي هذا الإطار، أشار إدريس نعسان، مسؤول محلي كردي، إلى أن الواقع العسكري الذي بدأ يتغيّر في الأيام الأخيرة لصالح وحدات حماية الشعب، سيشهد تقدّما ملحوظا للأكراد في المرحلة المقبلة، بعدما بات السلاح الذي قدّمه التحالف الدولي في مخزون وحدات حماية الشعب. وذكر أنّ حرب الشوارع والعمليات النوعية التي تقوم بها وحدات حماية الشعب منعت مقاتلي التنظيم من التقدّم، لافتا إلى أن «الأكراد تقدموا في الريف الغربي على مسافة 10 كيلومترات وباتوا قريبين من استعادة تلّة الإذاعة» حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وكان مقاتلو هذا التنظيم المتطرف دخلوا المدينة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، وسيطروا حينها على نحو خمسين في المائة من مساحتها خصوصا في الشرق، قبل أن يعود الأكراد ويؤكدوا الأسبوع الماضي تراجع التنظيم بفعل ضربات التحالف وحرب الشوارع اليومية، وهو ما أكّده نعسان، لافتا إلى أن وجود التنظيم يرتكز في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية ولا تتعدى سيطرته أكثر من 20 في المائة من المدينة، وفق تأكيده. وفي حال استولى مقاتلو «داعش» على المدينة بكاملها، فسيسيطرون على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا. وكانوا منذ بدء هجومهم في اتجاه عين العرب في 16 سبتمبر (أيلول) استقروا في مساحات شاسعة في محيط المدينة تضم عشرات القرى والبلدات.

وكان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة موقف من المساعدات العسكرية إلى كوباني، إذ اعتبر أنّ «الخطوات الأخيرة المتعلقة بإمداد المدافعين عن كوباني بالسلاح والمقاتلين؛ لا تزيد عن كونها حلولا جزئية ومؤقتة، في الوقت الذي تحتاج فيه سوريا لحل جذري للتخلص من إرهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد وتنظيم داعش على حد سواء». واعتبر في بيان له أن «دعم المجتمع الدولي لهكذا خطوات فردية دون كيان وطني جامع وخطة واضحة، من شأنه تمثيل خطر إضافي على مسار الثورة ووحدة الأراضي السورية وسيادتها».