أميركا تسمح بعودة السعودي الزهراني من غوانتانامو إلى بلاده

اللواء التركي لـ («الشرق الأوسط») : نتواصل مع السلطات المختصة هناك لاستعادة 10 سعوديين

TT

أقرت لجنة أميركية خاصة بمعتقلي غوانتانامو، أمس، أن سجينا سعوديا ما زال موقوفا في سجن كوبا، سُمح له بالعودة إلى بلاده، وذلك بعد أن أخذت اللجنة بعين الاعتبار طبيعة المعلومات غير المؤكدة حول درجة تورط الزهراني، الذي يعد آخر أسير للحرب الأميركية في أفغانستان، في تنظيم القاعدة، فيما سيظل سعودي آخر، له صلات بتنظيم القاعدة، في سجن خليج غوانتانامو، وأكد مسؤول أمني سعودي لـ«الشرق الأوسط» أن الجهات الأمنية المختصة ما زالت تعمل بالتواصل مع السلطات المختصة في أميركا على استعادة جميع المعتقلين.

وقال مجلس المراجعة الدورية الخاصة بمعتقلي غوانتانامو، في تعليق على الإنترنت، إنه سمح للسعودي محمد مرضي عيسى الزهراني (ما زال موقوفا في سجن غوانتانامو)، والمشتبه بأنه كان يقاتل في أفغانستان في صفوف «القاعدة»، بالعودة إلى السعودية، دون تحديد الموعد، حيث أخذت اللجنة الخاصة بمعتقلي غوانتانامو بعين الاعتبار عدم وجود أدلة قطعية تدعم المعلومات بشأن صلات الزهراني بـ«القاعدة»، بالإضافة إلى إبدائه التوبة.

وأشارت اللجنة الخاصة بمعتقلي غوانتانامو إلى أن السعودي الزهراني سيشارك في برنامج إعادة التأهيل السعودي (مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية)، الذي أثنت عليه هيئة المراجعة، وأضافت: «لقد نظرت الهيئة في برنامج التأهيل السعودي، وهي واثقة بفعاليته في التعامل مع معتقلين مثل الزهراني، وهو عبّر عن علمه بالبرنامج ورغبته في المشاركة فيه، بالإضافة إلى تعبير عائلته عن دعمهم مشاركته أيضا». وأفادت بيانات وزارة الدفاع بأن الزهراني (45 عاما)، احتجز في سجن غوانتانامو منذ أغسطس (آب) 2002، وهو آخر أسير للحرب الأميركية في أفغانستان، حيث أخذت اللجنة بعين الاعتبار طبيعة المعلومات غير المؤكدة حول درجة تورطه في تنظيم القاعدة، وانعدام العلاقة حاليا بينه وبين التنظيم، بالإضافة إلى سلوكه خلال الاعتقال، وتجاوبه الإيجابي مع الهيئة، وتعبيره عن ندمه عما أقدم عليه، والرغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية.

وذكر اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أنه لم يتبقَ من السعوديين الموقوفين في خليج غوانتانامو سوى 10 مواطنين، حيث ما زالت الجهات الأمنية المختصة تعمل بالتواصل مع السلطات المختصة في أميركا على استعادتهم، وإخضاعهم للأنظمة المرعية في المملكة، ولبرامج المناصحة والرعاية.

وقد واصلت السعودية مساعيها لاستعادة 90 في المائة من رعاياها المحتجزين لدى السلطات الأميركية في معتقل غوانتانامو، عبر دفعات تجاوزت 13 دفعة، حيث ترسل الجهات المختصة وفدا أمنيا وطبيا على متن طائرة خاصة لاستعادتهم، وخضع من عادوا من معتقل غوانتانامو لكشف طبي فور وصولهم لمطار الملك خالد بالرياض، قبل أن يلتقي كل شخص أسرته. كما تسلمت السعودية 3 جثامين لمعتقلين قضوا أثناء احتجازهم في ظروف غامضة لم يعلن رسميا عن طبيعتها.

وأكدت اللجنة الخاصة بمعتقلي غوانتانامو أن محمد عبد الرحمن عون الشمراني (39 عاما)، سيبقى في السجن الأميركي بكوبا؛ لأنه ما زال يشكل خطرا أمنيا، حيث أخذت اللجنة في الاعتبار تاريخ الشمراني بوصفه وسيطا عمل على تجنيد عناصر «القاعدة» وطالبان في السعودية، وشارك في القتال بأفغانستان.

وقالت اللجنة إن الشمراني لم يشارك أيضا في جلسة مراجعة لوضعه في مايو (أيار) الماضي، حيث ارتكب مخالفات جسيمة ضد النظام في السجن، لا سيما أنه احتجز في قاعدة غوانتانامو منذ يناير (كانون الثاني) 2002، وقد تشكل مجلس المراجعة الدوري للتعجيل بإغلاق غوانتانامو، حسب أوامر الرئيس الأميركي باراك أوباما، وما زال السجن يضم 149 محتجزا، ويجب على تشاك هيغل، وزير الدفاع الأميركي، إبلاغ الكونغرس بنية الولايات المتحدة نقل السجناء. وحسب القرارات الأخيرة، فإن اللجنة أوصت بنقل 5 سجناء والإبقاء على 4 آخرين.

وكان اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، أعلن عام 2012، عن توجه فريق من المختصين السعوديين إلى غوانتانامو، لبحث فرص تسريع إجراءات استعادتهم والوقوف على أوضاعهم وطمأنة ذويهم عليهم، والتأكيد لهم على اهتمام المملكة بمواصلة جهودها لاستعادتهم إلى الوطن ولمّ شملهم بأسرهم وذويهم، في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستعادة من تبقى من المواطنين السعوديين الموقوفين في معتقل غوانتانامو.

وقال التركي إن فريقا من المختصين السعوديين أكمل مهمته التي تم خلالها مقابلة 8 مواطنين من الموقوفين في غوانتانامو، بالإضافة إلى عقد اجتماعات عدة مع المسؤولين عن إدارة المعتقل، تم خلالها إعادة التأكيد على اهتمام المملكة واستعدادها لاستعادة جميع الموقوفين السعوديين ومعاملتهم وفق الأنظمة المتبعة في المملكة، التي تشمل إخضاعهم لبرامج المناصحة والرعاية.