الحزب الحاكم يعتمد البشير رئيسا له 4 سنوات أخرى

البشير مرشحا وحيدا عن حزبه لرئاسة السودان أبريل المقبل

TT

استبق مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان مؤتمره العام واختار عمر حسن أحمد البشير رئيسا للحزب في دورته الجديدة ومرشحه للرئاسة في الانتخابات المزمعة في أبريل (نيسان) 2015.

وأعلن نائب رئيس الحزب، إبراهيم غندور، في تصريحات صحافية أعقبت انتهاء عمليات الاقتراع وفرز الأصوات بين المتنافسين الخمسة على المنصب التي جرت بالخرطوم أمس، فوز البشير برئاسة الحزب، ومن ثم سيكون مرشحه لرئاسة للبلاد في دورة رئاسية جديدة.

وفاجأ الاجتماع المراقبون بإعلان فوز البشير برئاسة الحزب قبيل انعقاد مؤتمر الحزب المقرر بعد غد (الجمعة)، لأن لوائح الحزب تنص على انتخاب 3 من بين 5 مرشحين تم تصعيدهم من المجلس القيادي أول من أمس، وتقديم الأسماء إلى المؤتمر العام لاختيار رئيس الحزب من بينهم.

ويعد إعلان ترشيح البشير للرئاسة تراجعا عن تصريحاته السابقة بزهده في الترشح مجددا لرئاسة البلاد لدورة رئاسية أخرى، وقال البشير في مقابلة صحافية أجريت معه عام 2012: «لن أترشح مجددا، والمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني سيعقد العام المقبل، وهو يعقد كل 4 أعوام، ومؤتمر عام 2013 سيكون مؤتمر إعادة البناء، حيث سينتخب المؤتمر العام رئيس حزب المؤتمر الوطني المقبل، الذي سيكون من ثم مرشحا للرئاسة عام 2015».

بيد أن غندور قال إن الرئيس البشير حصل على 266 صوتا من جملة حضور مجلس الشورى البالغ 396 عضوا، وأضاف: «إن حصول البشير على هذا العدد من الأصوات أمر حاسم، وسيقدمه للمؤتمر العام مباشرة لاعتماده رئيسا للحزب ومرشحه للرئاسة في الدورة المقبلة».

وأبلغ غندور الصحافيين أن نصاب الاجتماع كان مكتملا، بل تجاوز نسبة (75 في المائة +1) من الجملة الكلية لعضوية مجلس شورى الحزب البالغ عددهم 522 عضوا، مبينا أن لائحة الحزب الفنية تحدد النصاب القانوني بحضور نسبة (75 في المائة+1) من عدد أعضاء المجلس، وأن الحضور بلغ 396 من مجموع أعضاء مجلس الشورى الـ(522).

وأوضح أن اللائحة حسمت أمر ترشيح البشير، وقضت بتقديمه مباشرة للمؤتمر العام لاعتماده رئيسا للحزب، وتنص حسب قوله على أن حسم الأمر يستلزم نسبة (50 في المائة+1) من جملة عضوية مجلس الشورى، وأن البشير حصل عبر الصندوق على أعلى من تلك النسبة.

وانتخب المجلس القيادي للحزب، أول من أمس، 5 مرشحين «الرئيس البشير، ومساعده السابق نافع علي نافع، ونائبه الأول بكري حسن صالح، والنائب الأول السابق علي عثمان محمد طه، ومساعد الرئيس إبراهيم غندور»، وحسب تصريحات غندور أول من أمس فإن مهمة مجلس الشورى انتخاب 3 منهم وتقديمهم للمؤتمر العام ليختار منهم رئيس الحزب ومرشحه للرئاسة.

بيد أن مجلس الشورى حسم الأمر وقطع بتقديم الرئيس البشير مرشحا وحيدا للمؤتمر العام ليعتمده رئيسا للحزب ومرشحا رئاسيا.

ووصف غندور العمليات الإجرائية للانتخاب التي جرت أمس بأنها ديمقراطية وشفافة، وأن عملية الاقتراع وفرز الأصوات وإعلان النتيجة مباشرة جرت خارج القاعة وعلى مرأى الجميع.

وتعد تسمية البشير مرشحا رئاسيا إعلانا مبكرا عن نيله دورة رئاسية، من شأنها أن تجعل من فترة حكمه السودان تبلغ 30 عاما، لا سيما أن أحزاب المعارضة أعلنت مسبقا مقاطعتها الانتخابات المقررة، لأنها ترى أن إجراء الانتخابات تحت راية حزب الرئيس البشير تتيح له استغلال إمكانات الدولة ضد منافسيه، بل اتهمت حزب الرئيس البشير بتزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2010، وتعد إصراره على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر نية مبيتة لتزويرها مجددا لمصلحة الرئيس البشير وحزبه.