(«الشرق الأوسط») تكشف تفاصيل سيطرة «فجر ليبيا» على الموقع الإلكتروني للحكومة

مصدر رفيع: تواطؤ شركة رسمية وراء ما حدث

TT

روى مصدر مسؤول في الحكومة الانتقالية في ليبيا لـ«الشرق الأوسط»، التفاصيل المتعلقة بفقدان الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني، السيطرة على موقعها الإلكتروني الرسمي على شبكة الإنترنت، لصالح قوات ما يسمى عملية «فجر ليبيا»، التي باتت تدير الموقع لحكومة عمر الحاسي الموازية، بعدما باتت تبسط سيطرتها فعليا منذ الشهر الماضي على العاصمة الليبية طرابلس على كل المستويات الأمنية والعسكرية.

وقال المسؤول الرفيع المستوى، اشترط عدم تعريفه، لـ«الشرق الأوسط»، إن القصة تتلخص في أن الموظف المسؤول عن الآي تي في ديوان رئاسة الوزراء انضم لحكومة الحاسي وغير كلمة السر الخاصة بالفنيين المسؤولين عن الموقع ومنعهم من الوصول ووضع أخبار الحكومة الشرعية.

وأضاف: «تم هذا بالتواطؤ مع بعض المسؤولين في شركة ليبيا للاتصالات والتقنية التي توجد استضافة المواقع ولديها تحكم كامل في أسماء النطاقات».

وتابع قائلا: «الموظف يدعى محمد عزوز تم تجنيده لفجر ليبيا، فنيا هناك كلمة سر للتحكم في الـcpanel يعني لوحة التحكم وهي مستوى أعلى من كلمة السر الخاصة بفنيي التحكم في الموقع، وهو عنده هذه الكلمة بحكم تواطؤ جماعة ليبيا للاتصالات والتقنية وغير كل كلمات السر».

وكشف المسؤول النقاب عن تعرض الحكومة الانتقالية لصعوبات في إنشاء موقع إلكتروني جديد خاص بها كبديل عن الموقع الذي فقدته، بسبب التهديدات التي يوجهها المسؤولون في عملية فجر ليبيا إلى المختصين. وقال: «المبرمجون وشركات تصميم المواقع معروفون، وخصوصا بالنسبة لمحمد عزوز، والتهديدات متنوعة بالخطف أو مداهمة المنزل أو غيرها مثل ما يحصل لكل من يعارض عملية فجر ليبيا».

ولجأت الحكومة في المقابل إلى استخدام صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لنشر بياناتها الرسمية، بينما دشنت حكومة الحاسي صفحة «حكومة الإنقاذ الوطني الليبية».

وبسطت فجر ليبيا أيضا هيمنتها على موقع المؤسسة الوطنية للنفط على الإنترنت لتزيد الارتباك بشأن من يدير شؤون البلاد.

وبينما تعمل الحكومة الليبية الرسمية والبرلمان من مدينتين تبعدان مئات الأميال إلى الشرق من طرابلس، أصبحت الجماعة المسلحة وهي من مدينة مصراتة في غرب البلاد تسيطر الآن على مواقعها على شبكة الإنترنت.

ويعرض الموقع الأصلي لرئيس الوزراء الثني الذي يجلس الآن مع حكومته في مدينة البيضاء بشرق البلاد، صورة منافسه السياسي وعدوه اللدود عمر الحاسي الذي أعلنه مسلحو مصراتة رئيسا للوزراء وقائمة بأسماء فريقه.