«توتال» تعين رئيسا ومديرا عاما جديدين لخلافة دو مارجري

الإدارة الجديدة تواجه تحديات انخفاض الربحية والمحافظة على مستوى الإنتاج النفطي

عضو مجلس إدارة «توتال» أن لوفرجيون تتحدث مع الإعلام خارج مقر الشركة في باريس أمس (أ.ف.ب)
TT

استعجل مجلس إدارة مجموعة توتال النفطية الفرنسية ملء الفراغ المترتب على مقتل رئيسها كريستوف دو مارجري في حادثة تحطم طائرته لدى إقلاعها من أحد مطارات موسكو ليل الاثنين/ الثلاثاء. ففي الاجتماع الطارئ الذي عقده صباح أمس بمقره في محلة لا ديفانس (غرب باريس)، أقر المجلس تعيين تييري ديماريه، رئيس الشرف لمجلس الإدارة ورئيس المجموعة حتى عام 2010، رئيسا للمجموعة حتى نهاية عام 2015، فيما عين باتريك بويانيه مديرا عاما، وبذلك يكون فصل بين رئاسة المجموعة والإدارة العامة اللتين كان دو مارجري يتولاهما معا منذ عام 2010.

والمفارقة في التعيينات الجديدة، عودة ديماريه إلى رئاسة المجموعة وهي الوظيفة التي شغلها من عام 1995 وحتى عام 2010 عندما دُفع دو مارجري إلى خلافته مرة أولى في الإدارة العامة عام 2007 ثم في الرئاسة عام 2010. ولم يكن سرا داخل المجموعة أن كريستوف دو مارجري كان خليفة ديماريه المعين، وها هو الأخير يعود اليوم لموقع رئاسة خامس أكبر شركة بترولية في العالم بعد مقتل من كان يرى فيه الرجل الأكثر أهلية لإدارة «توتال».

وإبان رئاسة ديماريه ثم دو مارجري، كبرت «توتال» من خلال استيعابها شركة بتروفينا البلجيكية ثم شركة ألف الفرنسية، ووسعت انتشارها في القارات الخمس بحيث تشغل ما لا يقل عن 100 ألف شخص عبر العالم. والأهم من ذلك أن «توتال» أثبتت حضورها في كل قطاعات الصناعات النفطية والغازية، كما بينت اهتمامها بمصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية كمصدر للكهرباء.

بيد أن ديماريه لن يستطيع تخطي حاجز العمر، إذ إنه سيبلغ السبعين نهاية العام المقبل، وعندها سيترك رئاسة المجموعة للمدير العام الجديد باتريك بويانيه الذي سيتولى على غرار دو مارجري المنصبين. ويبلغ بويانيه من العمر 51 عاما، وكان حتى تعيينه في منصبه الجديد مسؤولا عن قسم التكرير والكيماويات في الشركة الذي تولاه في بداية عام 2012. ويعرف عن بويانيه حزمه وشكيمته، إذ إن القسم الذي كان يديره كان بمثابة الحلقة الأضعف في شركة «توتال». ونجح في العامين الأخيرين في إعادة ترتيب شؤونه، كما أنه لم يتردد في إغلاق بعض المصانع غير المربحة في فرنسا وخارجها.

رغم ازدهار أشغال «توتال» عبر العالم، سيتعين على الإدارة الجديدة أن تواجه مجموعة من التحديات؛ أولها تراجع ربحيتها ما بين عامي 2011 و2013، حيث حققت أرباحا صافية بلغت 12.3 مليار يورو إلى 8.4 ميلار يورو في عام 2013. كذلك، فإن مبيعاتها تراجعت إلى 189.5 مليار العام الماضي بعد أن زادت على 200 مليار في العام الذي قبله. بيد أن «توتال» تبقى الشركة الفرنسية الأكثر ربحية وثاني أكبر قيمة سوقية بعد شركة سانوفي للأدوية، وهي تراهن في الوقت الحاضر على تكثيف حضورها في روسيا بعد الشرق الأوسط وأفريقيا. وكان معروفا عن دو مارجري تعلقه بروسيا التي كان يرى فيها فرصا استثنائية للاستثمار والتوسع. ونسج دو مارجري علاقات قوية مع شركتي النفط الأكبر في روسيا؛ وهما «غاز بروم» و«لوك أويل»، كما أن «توتال» تشارك في مشاريع روسية كبرى؛ أهمها في شبه جزيرة أيامال شمال روسيا.

وتأمل «توتال» أن تتحول روسيا لأكبر مصدر لإنتاج النفط لها بفضل الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها هناك. وتشكل زيادة الإنتاج من النفط الخاص بالشركة أحد أهم التحديات التي تواجهها.

وتسعى «توتال»، الضالعة في 32 مشروعا للتنقيب والإنتاج عبر العالم، إلى زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز. وتمثل نشاطات «توتال» خارج فرنسا ثلثي مبيعاتها، وهي تحقق في الخارج أرباحها كاملة.

أما على صعيد التحقيق في مقتل دو مارجري وطاقم الطائرة المشكل من 3 أشخاص، فقد بدأ العمل على «استنطاق» العلبتين السوداوين بحضور خبراء فرنسيين وممثلين عن الشركة المؤجرة وآخر عن شركة داسو للطيران المصنعة لطائرة «فالكون 50». ويسعى التحقيق الذي تقوم به السلطات الروسية لتحدي المسؤوليات في الحادثة الفريدة من نوعها، ومنها مسؤولية سائق طاردة الثلوج الذي يظن أنه كان مخمورا، وكذلك مسؤولية الفنيين الذين وجهوا الطائرة نحو المدرج حيث ارتطمت قبل إقلاعها بطاردة الثلوج.