برلمان كردستان يصادق على طلب بارزاني إرسال قوة إسناد من البيشمركة إلى كوباني

حزبان كرديان سوريان بارزان يبرمان اتفاقا في دهوك لحل الخلافات

TT

صادق برلمان إقليم كردستان العراق، مساء أمس، وبحضور وزير البيشمركة في حكومة الإقليم، على طلب من رئيس الإقليم مسعود بارزاني بإرسال قوات من البيشمركة إلى مدينة كوباني (عين العرب) السورية، قرب الحدود التركية، التي تشهد معارك شرسة بين الأكراد وتنظيم داعش. وكشفت مصادر عن أن القوة ستكون بقيادة آمر قوات الإسناد في البيشمركة سيهاد بارزاني، شقيق رئيس الإقليم، وأن عديد القوة سيتراوح بين 200 و300 عنصر من البيشمركة.

وصوت البرلمان بالإجماع على منح السلطة لرئيس الإقليم، القائد العام لقوات البيشمركة، بإرسال القوة إلى كوباني، من أجل الدفاع عنها ضد هجمات مسلحي تنظيم داعش. وقال رئيس برلمان كردستان خلال الجلسة: «لأول مرة يقرر الكرد إرسال قوات البيشمركة من أجل دعم الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان». وأضاف رئيس البرلمان أن «وجود العراق وإقليم كردستان في جبهة التحالف الدولي ضد الإرهاب يوجب علينا الموافقة على تحريك قوات البيشمركة خارج إقليم كردستان للحفاظ على الأمن الوطني من مخاطر الإرهاب».

بدوره، قال طارق جوهر، المستشار الإعلامي لرئيس برلمان إقليم كردستان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أتصور أن القوات التي سترسل إلى كوباني ستكون قوات واسعة وكبيرة. أما نوعيتها فمتوقفة على ما يحتاجه مقاتلو كوباني من دعم، ومهامها ستكون محددة، لكن مؤثرة في ساحة المعركة، وتقلب موازين القوة لصالح المقاتلين الأكراد، وهي بداية للقضاء على الإرهاب في العراق والمنطقة أيضا».

من جانبه، أكد العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم وزارة البيشمركة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الوزارة ستباشر وبأسرع وقت ممكن في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإرسال قوات البيشمركة إلى المناطق الكردية في سوريا». وأضاف: «القوة المقرر إرسالها إلى كوباني ستكون قوة إسناد مدججة بأسلحة ثقيلة، لأن كوباني ومقاتليها بحاجة إلى هذه القوة لمواجهة تنظيم داعش، وستتمثل في قوة الإسناد الأولى في قوات البيشمركة».

وعن سبب عدم إرسال القوة الخاصة بأكراد سوريا الذين كانوا تلقوا تدريبات عسكرية في إقليم كردستان إلى كوباني، قال حكمت: «تمثل قوات البيشمركة الآن جزءا من التحالف الدولي لمواجهة (داعش)، وقد تسلمنا من هذا التحالف السلاح، وهذا السلاح ألزمنا بقانون للتحالف الدولي ينص على عدم نقل هذا السلاح لأي جهة أخرى غير البيشمركة، لذا يجب إرسال قوة من إقليم كردستان مع أسلحة الإسناد إلى هذه المناطق.. هذه القوات ستتوجه إلى كوباني قريبا وستدخل الأراضي السورية عن طريق تركيا».

وكانت تقارير أشارت إلى رفض أنقرة دخول المقاتلين الأكراد السوريين عبر أراضيها، واشترطت إرسال قوات حرس الإقليم فحسب، باعتبارها قوات دستورية.

ونشرت صفحات مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان، أمس، خبرا مفاده أن قوات البيشمركة التي ستتوجه إلى كوباني، يقودها سيهاد بارزاني، شقيق رئيس الإقليم، وهو آمر قوات الإسناد في البيشمركة.

وفي سياق متصل، أعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا و«منظومة المجتمع الديمقراطي»، الطرفان الرئيسيان في «كردستان سوريا»، مساء أمس، التوصل إلى اتفاق بينهما لحل كل المشكلات بينهما، بإشراف مباشر من قبل رئيس إقليم كردستان العراق، خلال اجتماع عقد في مدينة دهوك. وتضمن الاتفاق تحديد مرجعية سياسية وكيفية إدارة المناطق الكردية في سوريا، وتشكيل قوات كردية موحدة ذات إدارة مشتركة في كردستان سوريا.

وقال رئيس الإقليم في كلمة عقب توقيع الاتفاقية بين الطرفين الكرديين في سوريا، إن «اتفاقية دهوك بين مجلسي غرب كردستان (سوريا) مهمة وتاريخية». ووصف الاتفاق بأنه «رد على أعداء الكرد». وقال: «هذه الاتفاقية رد على الذين لا يريدون وحدة الصف والموقف للشعب الكردي، ويتمنون التفرقة والفوضى للبيت الكردي».