النظام يقترب من إطباق الحصار على مدينة حلب.. و«الجيش الحر» يعلن «النفير العام»

اندماج فصائل لتشكيل الفرقة اولى الساحلية بريف اللاذقية.. والأسد يعين 5 محافظين جدد

TT

أعلن الجيش السوري الحر «النفير العام» في ريف حلب الشمالي بعد تقدم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على محور حندرات – سيفات، مما يهدد بإطباق الحصار على مدينة حلب بشكل كامل، في وقت دك الطيران الحربي بلدة مورك في ريف حماه بعشرات الصواريخ على وقع تصاعد حدة الاشتباكات هناك.

ودعا رئيس المجلس العسكري الثوري لمدينة حلب وريفها، العميد زاهر الساكت، جميع فصائل المعارضة المسلحة إلى التوجه نحو جبهات القتال ضد قوات النظام في ريف حلب الشمالي، محذرا عبر حسابه على «فيسبوك» من «التقدم السريع» لقوات النظام على محور حندرات – سيفات، الأمر الذي سيمكنها، في حال السيطرة على هذه «النقطة الاستراتيجية»، على حد تعبيره، من إطباق الحصار على مدينة حلب كما حصل سابقا مع مقاتلي المعارضة في حمص.

وأوضح منذر السلال رئيس مجلس أمناء الثورة في مدينة منبج، أن «الجيش الحر» أعلن «النفير العام» لـ«صد محاولات النظام التقدم للسيطرة على محور حندرات ومن ثم قطع طريق إمداد المعارضة التي ستصبح محاصرة داخل المناطق المحررة في المدينة». ونبه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى خطورة نجاح مخطط النظام، لافتا إلى أنه «يستعين بميليشيات شيعية». وقال: «لدى (الجيش الحر) حاليا أسيران من شيعة أفغانستان كانا يقاتلان على جبهة حندرات».

ولفت السلال إلى أن «ما يعقد العملية على كتائب (الجيش الحر) هو أنها تقاتل على 3 جبهات، من بينها جبهة تواجه فيها (داعش) شرق مدرسة المشاة». وخرجت مساء أول من أمس (الثلاثاء) وأمس (الأربعاء) أكثر من مظاهرة في أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة شرق حلب، دعا فيها المشاركون إلى توحيد صفوف المقاتلين وإيجاد قيادة عسكرية موحدة للجبهات، وذلك بعد ورود أنباء عن سيطرة شبه كاملة لقوات النظام على طريق حندرات.

وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب بعد إحكام قوات النظام السيطرة على نقاط استراتيجية على طريق حندرات الواصل بين أحياء المدينة الشرقية وريفها الشمالي. ورافق التصعيد في ريف حلب الشمالي، تصعيد في ريف حماه، حيث دك الطيران الحربي بلدة مورك بعشرات الصواريخ، بالتزامن مع تجدد قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة.

وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن قوات المعارضة قصفت أمس مواقع تابعة للجيش السوري النظامي في مدينة حماه وريفها الشمالي، مما أدى إلى سقوط جرحى من جنود النظام.

وأفاد الناشط الإعلامي المعارض وسام العمر بأن كتائب «أجناد الشام» المعارضة استهدفت مطار حماه العسكري بقذائف مدفعية من عيار 130 وصواريخ من طراز غراد، وفي حمص، جددت قوات النظام قصفها مناطق في حي الوعر، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة الرستن. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تعرض مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي لقصف من قبل قوات النظام ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على الجهة الغربية من المدينة.

وفي غضون ذلك، استمرت المعارك عند معبر نصيب في درعا، قرب الحدود الأردنية، في وقت أفيد بتنفيذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة الشيخ مسكين، وقصف قوات النظام مناطق في أطراف بلدة خراب الشحم ومناطق أخرى في بلدتي بصر الحرير والنعيمة.

وحصدت طائرات الأسد ما يزيد على 22 مدنيا إثر الغارات الجوية التي شنتها على أحياء نصيب، بحسب الائتلاف السوري المعارض.

وفي ريف اللاذقية، أفيد باندماج أكبر الفصائل التابعة لـ«الجيش الحر» في المنطقة، حيث تشكلت الفرقة اولى الساحلية في ريف اللاذقية من كبرى الكتائب العسكرية المعارضة العاملة في المنطقة الساحلية التي تتبع الجيش السوري الحر. واعتمدت الفرقة، بحسب «مكتب أخبار سوريا»، المشكلة من لوائي «العاديات» و«العاصفة» واللواء اول في الجبهة الغربية والوسطى، شعارا واحدا وهيكلية موحدة فيما يقودها مجلس عسكري مشترك. ودعت الفرقة، في بيان أصدرته عقب تشكلها، الفصائل المعارضة الأخرى العاملة في الساحل السوري إلى «التوحد لتحقيق النصر» في معاركها مع قوات النظام.

من جهة أخرى، أصدر الأسد، أمس، مرسوما يقضي بتعيين 5 محافظين جدد في كل من حلب واللاذقية وطرطوس وإدلب والقنيطرة. وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن الأسد «أصدر مرسوما بتعيين كل من الدكتور محمد مروان علبي محافظا لمحافظة حلب، والدكتور خير الدين السيد محافظا لمحافظة إدلب، وإبراهيم خضر السالم محافظا لمحافظة اللاذقية، وأحمد الشيخ عبد القادر محافظا لمحافظة القنيطرة، وصفوان أبو سعدة محافظا لمحافظة طرطوس».

ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل إضافية حول سبب التعيينات الجديدة أو النقل لبعض المحافظين، وذلك كما جرت العادة عند صدور مراسيم بإعفاء مسؤولين من مناصبهم، ولكن التقديرات تعود لخروج مناطق من سيطرتهم أو لسوء الإدارة الأمنية للمحافظة.